عرب وعالم

الثلاثاء - 08 فبراير 2022 - الساعة 01:24 ص بتوقيت اليمن ،،،

البيان

يبذل الأردن جهوداً واضحة من أجل عودة سوريا إلى الجامعة العربية، إيماناً منه بضرورة إعادة سوريا إلى الحضن العربي، إذ إن الجفاء الذي حصل منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، أثر على أمن واستقرار المنطقة، ومن هنا شهد هذا الملف تحركاً من جانب العديد من الدول العربية.

الأردن شهد حراكاً دبلوماسياً ملحوظاً في هذا الصدد، حيث استضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي شدد على أن عودة سوريا إلى الجامعة قرار عربي فقط، ومرتبط بتوافق عربي يضم 21 دولة من ناحية وسوريا من ناحية أخرى، وعبّر عن أمله في عودة دمشق.

وأيضا ًعُقدت مباحثات مع المبعوث الأممي الخاص لسوريا غير بيدرسون. كما عقدت لقاءات عديدة بين مسؤولين سوريين وأردنيين، أبرزها لقاء وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ونظيره الأردني أيمن الصفدي في نيويورك سبتمبر الماضي.

يشير المحلل السياسي د. زيد النوايسة إلى أنّ الموقف الأردني يجب قراءته في السياق التاريخي منذ بدء الأزمة السورية، فالأردن أراد أن تكون له مساحة مختلفة في التعامل مع هذه الأزمة، وأيضاً على مستوى العلاقات بين البلدين لاعتبارات عديدة، أهمها أن لديه مصالح استراتيجية بالمعنى الأمني والسياسي والاقتصادي، على الرغم من تحمله خلال هذه السنوات تداعيات وأعباء اللجوء السوري.

ويضيف النوايسة: «الأردن يمكن تصنيفه ضمن الدول التي ترى ضرورة عودة سوريا للجامعة العربية، وهنالك دول عربية أخرى أيضا تدفع بهذا الاتجاه، وسيدعم الأردن هذه العودة مع تأكيده على ضمانات بإطلاق عملية تسوية سياسية».

تغلغل قوى

بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية والاستراتيجية د. عصام ملكاوي، أنّ العرب دفعوا ثمن مغادرتهم الملف السوري منذ بدء الأزمة، ما سمح لقوى إقليمية بالتغلغل، كما أدى الجفاء العربي السوري إلى خلق فراغ خطير أثر على استقرار المنطقة، مضيفاً أن «الأردن سيكون عاملاً إيجابياً في عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومنذ بداية الأزمة واصل علاقاته مع الجانب السوري، وبالذات على المستوى الأمني».

وأوضح أن الأردن ينظر إلى سوريا باعتبارها نافذة شمالية من ناحية الموقع الجيوسياسي والجغرافي، وبينهما حدود طويلة تتجاوز 300 كم، فضلاً عن الأهمية الاقتصادية المشتركة، مضيفاً أنّ الأردن سعى جاهداً إلى إدامة هذه العلاقات و«شهدنا زيارات وفود أردنية على أعلى المستويات».

وختم بالقول إن «المصالح العربية - العربية تفترض عودة للعلاقات مع سوريا، لا سيما أن سوريا تشهد استقراراً من الناحية السياسية وعلى مستوى العلاقات الدولية، وعلى الدول العربية أن تدفع باتجاه عودتها إلى الحضن العربي باعتبارها جزءاً من الأمة العربية والإسلامية».