كشفت مصادر سياسية مطلعة عن أسباب استدعاء المملكة العربية السعودية، لأعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني إلى الرياض مؤخرا، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي يتركز حول ضرورة توحيد جهود ورؤى الجبهة الداخلية للشرعية.
وقالت المصادر أن السعودية تدفع إلى تسريع وتيرة مساعي التهدئة والخروج الآمن من الأزمة اليمنية، والحفاظ على جهودها السابقة وما توصلت إليه من نتائج أولية في تحركات سابقة، خشية من انهيارها والعودة إلى المربع الأول، لاسيما مع التصعيد الحوثي الأخير محليا وإقليميا.
وأضافت أن المملكة السعودية تحاول تحريك المياه الراكدة في هذا الجانب، بعد جمودها مؤخرا نتيجة للحرب في غزة، التي تدخل فيها الحوثيين مؤخرا بشكل مباشر، الامر الذي دفع المملكة إلى تحريك ملف اليمن وإحياء جهود التهدئة من خلال استدعاء الدول الرباعية والمبعوثين الدولي والأمريكي.
ذات المصادر، أوضحت أنه لا يوجد في الوقت الحالي أي مشاورات مع الحوثيين بهذا الشأن، مشيرة إلى أن معظم جهود التشاور مع جماعة الحوثي تنصب في إطار ضرورة خفض التصعيد الحوثي على مصالح أميركا وإسرائيل، علاوة على وقف تمرير صواريخ ومسيرات الحوثي في أجواء المملكة.
وأشارت إلى أن زيارة وزير الخارجية السعودي إلى سلطنة عمان واستدعاء أعضاء المجلس الرئاسي اليمني إلى الرياض مع إعادة تحريك ملف اليمن إقليميا ودوليا، تعد بنود أساسية للمباحثات الجارية في المملكة التي قدمت في الفترة الأخيرة تنازلات عديدة في سبيل الخروج الآمن من اليمن، للتفرغ كليا في مسارات النهضة والتنمية التي تتطلع لها المملكة ضمن رؤية ولي العهد السعودي 2030.
وفي وقت سابق أمس، لم تستبعد المصادر أيضا أن تكون الدعوة وجهت بشكل عاجل لتدارس الخلافات التي تفاقمت مؤخرا بين أعضاء الرئاسة جراء التباينات في وجهات نظر فيما بين دول التحالف أنفسها (السعودية والإمارات).
وكانت وسائل إعلام دولية أفادت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وجه تحذيرا شديدا للحوثيين بعد إعلانهم هجمات ضد مصالح واشنطن في المنطقة وكذلك إسرائيل.
وأجرى المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ والمبعوث الأممي إلى البلاد هانس غروندبرغ لقاءات مكثفة في الرياض مع المسؤولين اليمنيين، كان أبرزها اليوم الأربعاء مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، أن اللقاءات تطرقت إلى "مستجدات الوضع اليمني، وجهود الأشقاء والأصدقاء لتجديد الهدنة، وإطلاق عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة".
كما تطرقت اللقاءات إلى "المساعي الحميدة للأشقاء في المملكة العربية السعودية، من أجل وقف إطلاق النار، وتخفيف معاناة الشعب اليمني، وإحياء مسار السلام وفقا لمرجعياته الوطنية، والإقليمية، والدولية"، وفقا لذات المصدر.
ومساء اليوم، اجتمع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان بأعضاء المجلس الرئاسي اليمني في الرياض بحضور السفير السعودي إلى اليمن محمد آل جابر.
