كتبه أ. د. عبدالله بن عبدالله عمر داود
يقول الأمير صالح سعد فيها:
غادة الشعر مذ رأت منك شهمًا
خلعت للعريس ثوب الحداد
ويقول في البيت (٣٦):
ما لابن المقفع اليوم ذكر
والحريري ولا لقُسٍّ إيادِ
شهدت مصرُ للأمير بفضلٍ
إذ دعته أميرَ شعر العبادِ
توطئة:
قبل الخوض في تعليقنا العام علی القصيدة نزف باقات الشكر والامتنان إلی أستاذنا الوالد العزيز مفخرة لحج ثقافةً وأدبًا بحقٍّ عضو اتحاد الأدباء والكتَّاب اليمنيين أستاذ "كمال حسين منيعم" علی إهدائه نص هذه القصيدة، وحرصه علی أن تُنقل للجمهور، وإننا نُجدِّد الدعوة لقناة المستقلة وغيرها من القنوات اليمنية والعربية بعقد حلقات توثيقية لتراث لحج مع أستاذنا الفاضل ابن منيعم كمال حسين ذاكرة لحج الأدبية والثقافية والتاريخية.
لقد حلّق شعر ابن الحوطة في زمن السلطنة العبدلية في سماء أرض الكنانة الحبيبة مصر، وكان صوت شاعر لحج الأمير صالح بن سعد بن سالم يصدح في الحفل المنعقد لتكريم أمير الشعراء أحمد شوقي سنة ١٩٢٧م بقصيدة شعرية سنتناول أبياتها في منشوراتنا القادمة - بإذن الله-.
مناسبة القصيدة
جاء إلقاء القصيدة مشاركة من ابن لحج ابن السلطنة العبدلية الشاعر اليمني صالح بن سعد في حفل تنصيب الشاعر أحمد شوقي أميرًا علی شعراء العربية.
والقصيدة نسخة من الأصل من تحقيق الشخصيتين الثقافيتين:
١- المصري الشاعر السيد العيسوي عبدالعزيز مسؤول النشاط الثقافي بمتحف الشاعر أحمد شوقي.
٢- اليمني ابن الحوطة و حافظ تاريخها الأدبي والثقافي كمال حسين منيعم عضو اتحاد الأدباء والكُتّاب اليمنيين.
يُذكر أنّ الأستاذين مخرجي النص المذكورين بعالية قد بذلا جهدًا كبيرًا في البحث عن القصيدة المفقودة في متحف الشاعر أحمد شوقي فلم يحصلا عليها ثم بحثا في دار الكتب المصرية، وهي خزانة تضم مخطوطات التراث العربي وفي قسم الدوريات من الدار نفسها، وبعد جهد جهيد في البحث عن نص القصيدة عثرا عليها منشورة في صحيفة الأهرام بتاريخ ١٩٢٧/٥/٥م.
يذكر الشاعر العيسوي أنّ عملهما اقتصر علی قراءة النص المنشور وكانت معظم حروفه ساقطة،، وقاما بالضبط والتحقيق والمقارنة ثم تولی الشاعر العيسوي شرح بعض المفردات الصعبة مع مراعاة السياق، في حين تولی أستاذنا الفاضل كمال حسين منيعم تفسير ما يخص السياقات اليمنية والتاريخية.
النسخة المهداة:
جاء في حاشية شرح أبيات القصيدة أنّه." وبعد الاتفاق علی النص المحقق تم توقيع نسخة محققة مشتركة أخيرة من متحف أحمد شوقي وإهداؤها للمبعوث اليمني أستاذ كمال منيعم من طرف وزير الثقافة اليمني الأسبق د. محمد جروهم كنوع من التفاعل الثقافي بين البلدين الحبيبين مصر واليمن، وكان هناك احتفالية خاصة ضمن أنشطة المتحف تم فيها التنويه عن القيمة التاريخية لهذا العمل، وأخذ الصور التذكارية وبعض مراسم الاحتفال، وتسليم النص للأستاذ كمال منيعم المبعوث اليمني لإرساله إلی مكتبات بلاده" من حاشية القصيدة ص ١.
عنوان القصيدة ( قصيدة هدية الأمير اليماني لتكريم أمير الشعراء)
أبياتها: يبلغ عدد أبيات القصيدة ستة وأربعين بيتًا.
قائلها: الشاعر الأمير اليمني صالح بن سعد بن سالم.
التعريف بالشاعر:
نقلناه من مقال علی الفيسبوك بعنوان لحج الخضيرة للباحث حسين شهاب - مع تصرف يسير - يقول فيه: " الأمير الشاعر صالح بن سعد بن سالم، من مواليد الحوطة في لحج، لكنه لاينتسب إلى العبادل، بل إلى أسرة أخرى، ومع هذا فقد عمل سكرتيرًا خاص للسلطان عبدالكريم فضل العبدلي، وعُرِف بإخلاصه للسلطنة العبدلية وكذا بقوة شخصيته وهندامة الدائم، مما جعل السلطان يطلق عليه لقب الشخصية المهابة، في الشعر تبوّأ الأمير صالح سعد بن سالم مكانة متميزة، وذاع صيته وفاح عطره خارج اليمن، وقد كتبت عنه مجلة «الفيصل»، كما أشاد به أمين الريحاني عند زيارته للحج، للشاعر الأمير صالح سعد ديوان مخطوط بعنوان (حوطة الفضائل)، إلا أنّه لم يوجد له أثر حتى الآن، ويقال: إن هناك من يحتفظ به، الأمير الشاعر صالح سعد هو ابن الأمير سعد بن سالم الذي تُنسَب له مديرية دار سعد حاليا. وقد كان ممثل لحج في تتويج الشاعر أحمد شوقي الأمير الشاعر وهو أحد فحول الشعر آنذاك في لحج. انتهی
يتبعه في منشور قادم بإذن الله الحديث عن الأفكار الرئيسة للقصيدة.
كتبه أ. د. عبدالله بن عبدالله عمر داود
أستاذ النحو والصرف واللغة
جامعة لحج