الصورة تتحدث

الإثنين - 30 أكتوبر 2023 - الساعة 02:26 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / خاص


بعد 8 سنوات من تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات في اليمن، أصبحت مدينة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد اليوم تعانق قطاع غزة.

في مفارقة غريبة وعجيبة، أدهشت اليمنيين والعالم أجمع، باتت مدينة عدن تعيش أوضاعا لا تختلف كثيرا عن ما يعيشه قطاع غزة، لا سيما في الخدمات الأساسية والأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة. مع وجود فارق القصف المكثف والعنيف لإسرائيل.

تحولت عدن من مدينة إلى قطاع يتشابه كثيرا مع غزة، ولكن دون حماس وأبو عبيدة.

يعيش قطاع عدن أوضاع مأساوية كارثية لا يمكن وصفها بخبر أو حتى مقال مطول، لكن يمكن اختصارها بجملة "انهيار تام في كافة القطاعات والمجالات وعلى كافة المستويات".

لا شيئ يلوح في أفق عدن ينبأ بإعادة ولو جزء بسيط جدا من وجه هذه المدينة الذي ظل مشرقا لسنوات، قبل أن تتناهشه مخالب الغزاة والطامعين والمخربين والذين في قلوبهم مرض.

نتحدث الآن في هذه الساعة 02:20 فجر الإثنين، في جنح الظلام والهدوء التام الذي يسود قطاع عدن المحاصر من فئات محلية وخارجية ضآلة، ناهبة، حاقدة، غازية، تمكنت من تحويل عدن إلى قرية أو قطاع محاصر من كافة الجهات.

منذ الساعة 12 ظهرا الكهرباء مقطوعة ، وما زال القائمون والمسؤولون الذين هم مجرد بيادق وأدوات محلية بأيادي خارجية، يتلذذون بتجريع أهالي عدن المزيد من المعاناة والويلات التي يتجرعها أهالي غزة من الاحتلال الإسرائيلي والكيان الصهيوني.

دوت صفارات الإنذار المنطلقة من بطاريات وشواحن المنازل في ساعة مبكرة من المساء، معلنة انتهاء الشحن وانطفاء اللمبات الخافتة التي ظلت تقاوم إجرام المسؤولين وانتهاك الشركاء والقائمين. 

توارى الجميع، اختفى الكل، غابوا عن المشهد، وظل بعضهم في الداخل متواري والبعض الآخر متنعم في الخارج، بانتظار ما يملا عليهم من أجندات وسياسات جديدة سيستأنف تنفيذها ، بعد الانتهاء من مأزق حرب غزة الذي عرقل طموحاتهم وكبح جماحهم التآمرية التدميرية.