أخبار وتقارير

الإثنين - 02 أكتوبر 2023 - الساعة 11:25 م بتوقيت اليمن ،،،

خالد سلمان


وفيما القيادي الحوثي علي القحوم يتحدث بأن الهدف الرئيس من إقالة حكومة صنعاء من قبل شخص غير ذي صفة ،فتح الحوار مع الجنوب ، وفي ذات التوقيت أطلق الحوثي قيادات إرهابية قاعدية خطرة في دفعة ثانية، بعد إطلاق دفعة سابقة في العام المنصرم، والزج بهم نحو المناطق الجنوبية ،للقيام بإعمال إرهابية ضد من وصفهم القحوم بالمستهدفين بالحوار ، ولكنه حوار كما يبدو بالمفخخات والكمائن والذخيرة الحية.

الإطلاق الجديد لعناصر القاعدة القياديين جاء بوساطة سيف العدل زعيم التنظيم المقيم في إيران ،مايعني أن الحوثي يفتح كل شبابيك وأبواب التنسيق على أعلى مستوى، مع تنظيم إرهابي يدعي محاربته، وسبق وأن أتخذ منه حجة لغزو المناطق الجنوبية وصولاً لعدن.

أخطر مافي نهج الحوثي هو السياسة المكيافيلية، بتوظيف كل الأوراق مهما كانت دمويتها لتحقيق مايراه هدفاً مستحقاً ،فعلى المدى القريب القاعدة حليف لبعثرت طاقات القوة الجنوبية وإستنزافها عبر الإرهاب ،وبفعل متسق متزامن مع فتح جبهات حوثية على إمتداد خطوط التماس ، وعلى المدى المتوسط إستخدام القاعدة وداعش كغطاء لتبرير محاولة التمدد جنوباً ،تحت ذات الذريعة محاربة الإرهاب.

وفيما هو يمد يد العون للقاعدة بإطلاق سراح وتدريب وإمداد بالسلاح النوعي ، يقدم الحوثي نفسه لواشنطن وعموم الغرب، كطرف نشط في تعقب فلول الإرهاب، ومحاولة إدماج نفسه ضمن الحرب العالمية ضد التطرف، من هنا يمكن فهم الإنفتاح الإمريكي على الحوثي ،ومنحه أو الضغط على حلفاء واشنطن لمنحه الصفة الشرعية ،كسلطة حكم في اليمن ومفاوض رئيس في جهود التسوية.

المشهد الآن:

أصبح لدى الحوثي إرهابه الخاص وقاعدته الخاصة.

ولدى إخوان اليمن أدواتهم الإرهابية الخاصة ،بأسماء معروفة ومعسكرات إيواء وتدريب، ممولين من المالية العامة وميزانية وزارة الدفاع-معسكر أمجد خالد نموذجاً-

ولدى بعض أطراف الشرعية خلاياها الإرهابية الخفية والنشطة. مجموع هذه المسميات تتخادم في مابينها ، ربما تختلف في بعض التفاصيل متناهية الصغر ،ولكنها تتفق في الخط العام والغاية النهائية:

- الحرب جنوباً.

- إعتماد القاعدة لتنفيذ العمليات القذرة ،دون أن تدفع الأطراف الداعمة لها أي فواتير ،أو تتحمل أياً من التبعات السياسية

- إستخدام هذه الخلايا لتهديد الجوار ،أو إبقاء هذا الخطر قائماً.

-التقليل من أهمية شراكة الإنتقالي في الجهد العالمي لمكافحة الإرهاب ، عبر تفعيل ماكينات القتل والإستهدافات الممنهجة في مناطق سيطراته، وإظهاره بوضع الدفاع المنكفئ العاجز عن الإمساك بالمبادأة، وبالتالي إخراجه من معادلة الحل .

وفي التقييم الأخير:

الحوثي ليس خطراً محلي الإرتدادات ،بل هو خطر يستهدف الجوار وكل الإقليم، ليس بعقليته الإقصائية المذهبية المتطرفة ،وبأطماعه وتحالفاته الإقليمية وحسب ، بل وكحاضنة نشطة في دعم وتمويل الإرهاب والتداخل معه ،وخلق توليفة عنف متجاوزة المذاهب لتهديد أمن وسلام كل المنطقة.

وعليه:
داخلياً يجب تدمير هذه الثنائية :أن يقتلك ويدعي إنفتاحه على الحوار، يعانقك وفي يده خنجر ظهر، وعدم التعويل على فكرة التفاوض مع الحوثي، كاقرب خط تسوية بين نقطتين الشمال للحوثي والجنوب لنا .

وفي الجوار يجب البحث عن البدائل المنتجة ،فمع إبقاء قنوات التفاوض مفتوحة معه ، من الضرورة بمكان تقوية الحلفاء وعدم سحب بساط القوة من تحت أقدامهم، و مغادرة الرياض لوهم الحوثي حليفاً.

‏طرفان عليهما خلع عباءة الوهم:

جنوب يمكن أن يستعيد حقه ، عبر فتح قناة تفاوض مع الحوثي.

وإقليم يمكن أن يرى في الحوثي حمامة سلام وفي احتوائه عامل إستقرار للمنطقة.

مع الحوثي لاحق للجنوب سيُستعاد ، ولا الرياض ستغادر حزام النيران والأمن القلِق.

-------------------- أنتهى

ومع كل ذلك، فإن وفد الحوثي المفاوض عاد إلى الرياض اليوم، تزامنا مع تواجد رئيس الحكومة الشرعية في قطر، بعد أيام من تصعيد عسكري حوثي خطير على قوات التحالف العربي جنوبي السعودية، وقوات يمنية موالية للشرعية في محافظات صعدة والضالع وتعز وأبين ولحج والحديدة ومأرب.

كما تزامن كل ذلك، مع أزمة جديدة وخطيرة افتعلتها جماعة الحوثيين مع قيادة الخطوط الجوية اليمنية عقب إقدامها على نهب إيرادات الخطوط اليمنية في صنعاء ومنع الإدارة من التصرف بها، وما تلاها من احتجاز الحوثي لإحدى طائرات اليمنية في مطار صنعاء.

فماذا ينتظر اليمن في ظل تعقيد الأزمة واستمرار التصعيد الحوثي، والذي يقابله صمت وتنازل مستمر من التحالف العربي والشرعية والأطراف الموالية لها؟!