تفجّرت عيون مياه عذبة وشلالات في مناطق متفرقة بأقاليم الحوز وتارودانت وسوس، وهي جميعها مناطق محيطة ببُؤرة الزلزال الذي ضرب المغرب.
ورغم المعاناة، استبشر سكان تلك المناطق خيرًا بظهور المياه العذبة في مناطق كانت تُعاني من الجفاف، مؤكدين أن العيون والشلالات ظهرت بعد ساعات من الهزة الأرضية العنيفة، التي بلغت 7 درجات على سلم "ريختر".
ظاهرة طبيعية
قال الخبير والباحث في علوم الطبقات الأرضية والرسوبيات الدكتور بدر الصفراوي، لـ"إرم نيوز"، إن ظهور عيون الماء والشلالات عقب الهزات الأرضية خاصة القوية ظاهرة طبيعية عادية.
وأوضح أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم والتقنيات في مدينة الراشيدية أن الأصل في العيون المائية هو الشَّقوق المتواجدة طبيعيا في الطبقات الأرضية، وحين تصل هذه الشقوق لخزانات مائية عميقة يتدفق الماء ويصل عبرَها إلى سطح الأرض.
وبين الصفراوي أنه "حين يضرب الزلزال يُحدِث كسورا في الطبقات الأرضية، ويخلق شقوقا أخرى جديدة في حال وصولها إلى الفرشة المائية فإن عيونا وشلالات تظهر على سطح الأرض".
وأشار إلى أنه يمكن أن يكون الزلزال سببا في جفاف عيون مائية أخرى وتوقفها عن التدفق في حال تم إغلاق الشقوق، التي كانت واصلة للخزان المائي.
وأوضح الصفراوي أن استمرار تدفق عيون المياه مرتبط بكميات الماء في الفرشة المائية، وإن كانت تتغذى نتيجة التساقطات المطرية بطريقة سنوية أم لا.
ممر مائي
من جهته، أكد الخبير الجيولوجي علي شرود أن تشكل عيون المياه العذبة مرتبط بالزلزال، الذي يحدث نتيجة تداخل بين حركية الأرض الخارجية والباطنية، التي حرَّكت الكسور بالطبقات الأرضية وأزاحت القشرة الأرضية وشكَّلت ممرا يسمح للماء بالتقدم، ما مكَّن من ظهور عيون جديدة.
وأبرز المتخصص في جيودينامية الأرض، لـ "إرم نيوز"، أنه أينما وجدت المياه الجوفية تصدعات أو كسورا جديدة تمَّ خلقُها بسبب حركية الأرض، فإنها تتبعها وتملأ الفجوات وتصعد إلى سطح الأرض.
وأوضح أنه "بالعودة إلى زلزال مدينة الحسيمة (الشرق) عام 2004، فجُل الآبار بالمنطقة كانت جافة وبعد الزلزال ارتفعت مستويات المياه فيها"، لافتًا إلى أنه بالمقابل تتسبب بعض الفَوالِق في طبقات الأرض برَدم عيون مياه في بعض المناطق، لكنها تظهر في مناطق أخرى.