عرب وعالم

السبت - 23 سبتمبر 2023 - الساعة 01:15 ص بتوقيت اليمن ،،،

العرب


قطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة الطريق على ربط الفلسطينيين بين التطبيع السعودي – الإسرائيلي وبين سلام يفضي إلى “دولة فلسطينية”. وسعت السلطة الفلسطينية إلى إقناع السعودية بتبني هذا التلازم في المسارات.

وقال نتنياهو إنه لا ينبغي أن يكون للفلسطينيين حق النقض (الفيتو) على أي اتفاقيات سلام بين إسرائيل ودول عربية.

ومن الواضح أن نتنياهو، الذي بات على أعتاب التطبيع مع السعودية كآخر عقبة في وجه تأهيل إسرائيل لتكون جزءا من الشرق الأوسط، يريد أن يمنع الفلسطينيين من استثمار اتفاقيات السلام المنفردة مع الدول العربية في تحقيق مكاسب مباشرة لهم، أو أن يحولوها إلى ورقة ضغط.

ويستفيد نتنياهو من موقف السعودية الذي عبر عنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأربعاء، حين تحدث عن اقتراب التطبيع مع إسرائيل من دون اشتراط تطور في مسار التفاوض الفلسطيني – الإسرائيلي، مكتفيا بالقول “بالنسبة إلينا، القضية الفلسطينية مهمّة للغاية. علينا حلّها”.

ويرى مراقبون أن نتنياهو يعرف أن السعودية تتعامل مع التطبيع وفق مصالحها المباشرة، ولذلك تحدث عن معادلة جديدة تقوم على فكرة أن التطبيع مع العرب يمهد لحل القضية الفلسطينية وليس العكس كما كان يحصل في السابق من سعي إلى صيغة سلام مع الفلسطينيين ترضي العرب.

وقال نتنياهو ضمن خطابه في الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة “جهودنا الماضية باءت بالفشل لأنها استندت إلى فكرة خاطئة مفادها أنه ما لم نتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين فإن أي دولة عربية أخرى لن تطبّع علاقاتها مع إسرائيل”.

وأضاف “أعتقد أن المزيد من اتفاقيات السلام مع دول عربية سيزيد من فرص صنع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين”.

ومن الواضح أن أقصى ما يمكن تحقيقه الآن بالنسبة إلى الفلسطينيين هو التفاوض في إطار أوسلو، وهو المسار الذي أدى إلى إخفاقات كثيرة خاصة في ظل الصراعات الفلسطينية – الفلسطينية والمزايدات بين الفصائل وتأثير اليمين الإسرائيلي، وكلها عناصر أربكت إطار أوسلو وهمشته.

والخميس قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن “من يعتقد أن السلام سيتحقق في الشرق الأوسط دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه الوطنية المشروعة واهم”.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة الجمعة في بيان، ردا على كلام نتنياهو، “إن هذا هو الموقف الرسمي الفلسطيني الذي حددته القيادة الفلسطينية التاريخية، ولن تتنازل عنه، ومخطئ من يعتقد غير ذلك”.

وأضاف أن “السلام يبدأ من فلسطين، والاستقرار يبدأ بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ودون ذلك لا سلام ولا أمن ولا استقرار في المنطقة والإقليم”.

ووصف نتنياهو اتفاقيات التطبيع المبرمة في 2020 بين إسرائيل والإمارات والبحرين بأنها مقدمة لاتفاقيات أخرى. وتُعرف هذه الاتفاقيات باسم “اتفاقيات أبراهام” وأبرمت برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وقال نتنياهو “ليس هناك شك في أن اتفاقيات أبراهام بشرت ببزوغ فجر عصر جديد من السلام… أعتقد أننا على أعتاب انفراجة أكثر دراماتيكية: سلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية”.

وتابع “أعتقد أننا نقترب من تحقيق اختراق هام في مسار السلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية”.

وأضاف نتنياهو “سوف يسهم ذلك في إيجاد حل دائم للصراع العربي – الإسرائيلي، وسيشجع بالإضافة إلى ذلك دولًا عربية أخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل”.

وذكر أن التطبيع يجري العمل عليه بالفعل، مشيرا إلى الممر الجوي الحالي لشركات الطيران الإسرائيلية فوق الأراضي السعودية والخطة الطموحة التي أعلنها جو بايدن هذا الشهر لجعل البلدين جزءا من شبكة للسكك الحديد والشحن من شأنها أن تمتد من الهند إلى البحر المتوسط.

وأوضح مشروع السكك الحديد من خلال رسم خط أحمر على خارطة للمنطقة في محاكاة لخطاب ألقاه في الأمم المتحدة عام 2012 رسم خلاله “خطا أحمر” لمسعى إيران النووي.