كتبه أد. عبدالله بن عبدالله عمر
ينتظر كتاب (لحج المحروسة تاريخ وحضارة) لصاحبه حامد علي أبو بكر موسی المشهور بابن الشهيد -
المثول للمطبعة من جديد بعد أن احتفی المهتمون بجزئه الأول في طبعته الأولی التي ضمَّت كل ما تيَّسر لمؤلفه من معلومات وصور عن تاريخ لحج وحضارتها وتاريخ أعلامها سياسيًا وعسكريًا وزراعيًا وتربويًا وأدبيًا ورياضيًا.
لقد مثَّل ظهور الجزء الأول من كتاب ابن الشهيد حامد في طبعته الأولی - علی ما اكتنفه من قصور وما صاحبه من أخطاء - إضاءة أنارت صفحات عانت من ظلام دامس، و كشفت عن مخزون حضاري كبير لأبناء السلطنة العبدلية، ورفعت الستار عن تاريخ مشّرف للمحروسة لحج، المشهورة ب (لحج الخضيرة).
إنّ الكتاب بجزأيه الأول في طبعته الثانية و الجزء الثاني في طبعته الأولی سيضع لبنات في طريق كتابة تاريخ لحج المحروسی بالله العلي القدير و إحياء ماضيها المشرق في عصرها الذهبي المليئ بالأحداث والوقائع العظيمة والإنجازات الجِسام المرصَّع بالنجاحات، التاريخ الذي لا زالت كثير من أحداثه تختزنه صدور رجال عاصروا مراحل لحج التاريخية حين كانت سلطنة تصول وتجول، ودولة عتية وشامخة لها مقعد في جامعة الدول العربية. وإن أهمله الجاهلون الحاقدون.
لحج الخضيرة أرض الإبداع ومنجم المبدعين إلی اليوم، البلد اليمني العربي التي تُعدُّ رائدة في أكثر مجالات الحياة، فقد شهد لها بذلك الأعداء قبل الأشقاء والأصدقاء و شهد بذلك من عاصر تلك الفترة من أعلام السياسة والأدب والتاريخ يمنيًا وعربيًا، فهذا الأديب العربي أمين الريحاني يقول عن لحج حين زارها - كما سمعتُه من شخصية مطلعة: لحج المركز التنويري في شبه الجزيرة العربية، ورسمت محياه سنون حكم السلطنة العبدلية التي لا زال يتغنَّی بها الناسُ و يتذاكرون ما كانت عليه من تطور وازدهار علمي وأدبي وتطور اقتصادي و إصلاح زراعي ونجاح في مجال السياسة عربيْا ودوليًا.
لقد اتصفت السلطنة العبدلية سلاطين وأمراء بقدرتها علی بناء علاقات دبلوماسية مع أبناء أسرتها من الأشقاء العرب.، ومع كبريات الدول.
إن الشغوفين بمعرفة تاريخ لحج وحضارتها عن طريق اقتناء كتاب ابن الشهيد حامد في حلته الجديدة وثوبه الأخضر بجزأيه الجزء الأول المخرج بصورة أصح من طبعته الأول وأفضل يعدون الأيام لإصدار الكتاب.
يصدر الكتاب بوجه جديد و بتصويبات الأخطاء اللغوية والطباعية والمطبعية، وبإضافات جديدة نافعة.
إنّ المتابعين والحريصين علی إخراج الكتاب بحلته الجديدة ليكون في متناول الأيدي يأملون من قياد المجلس الانتقالي لا سيما الجهة المعنية بمتابعة طباعة الكتاب الإيفاء بوعدهم، ويرون ما يبذله للمجلس الانتقالي من جهود لإخراج الكتاب مفخرة لقيادته وحسنات من حسناته التي ستُحسب للمجلس طال الزمن أو قصر، وسيُسجِّل التاريخ في صفحاته هذه المنقبة لقيادة المجلس، وسيظل الكتابُ شاهدًا علی أنّ المجلس الانتقالي شارك في إظهار التاريخ المشرق للمحروسة لحج وإحياء الاعتناء به وإظهار بعضٍ من وجه واحة العرب الفاتن في ستينيات القرن الماضي.
واحة العرب الخضراء الناعم الذي يبُس بسبب تجاعيد الزمن وتقلبات السياسة، وبسبب منكري الإبداع، فكل المتابعين لإخراج الكتاب يشكرون الجهة الداعمة ويتمنون الوفاء بوعدهم في طباعة الكتاب والإسراع في إصداره.
وللعلم فقد ذكر ابن الشهيد حامد شكره وامتنانه لقيادة المجلس الانتقالي. وشكره للشخصية الفاضلة فضل الجعدي علی سرعة تجاوبها معهوتحمسها لحفظ جهد سنين، و ابن الشهيد الصابر والمثابر والمجتهد والمناضل علی ثقة من الوفاء بوعدها، إذ يأمل ابن الشهيد حامد أن يصدر الكتاب بجزأيه و يری النور في حياته ليكون تكريمًا له علی جهوده في حفظ تاريخ لحج وإظهار حضارتها.
ونسأل الله عز وجل التوفيق و السداد.
والله من وراء القصد