أخبار وتقارير

الخميس - 06 يوليو 2023 - الساعة 01:14 ص بتوقيت اليمن ،،،

العرب


تزخر العديد من محافظات اليمن بإقامة حفلات زفاف جماعية للكثير من المقبلين على الزواج، في مهرجانات فرائحية فريدة تصنع السعادة رغما عن أوجاع الظروف الاقتصادية الصعبة.

وتتم إقامة هذه الأعراس الجماعية بعد جمع مبالغ مالية رمزية من قبل أهالي المقبلين على الزواج ومبادرين وفاعلي خير، وذلك لعدم مقدرة الكثيرين على تحمل تكاليف الزفاف بسبب صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها معظم اليمنيين.

وتوفر هذه المبادرات الاجتماعية معظم مستلزمات الزواج، فضلا عن إحضار مطربين ومنسقين ومصورين بشكل تطوعي لإقامة مثل هذه المناسبات.

ونهاية أبريل الماضي، شهدت مديرية تريم بمحافظة حضرموت عرسا جماعيا، تم فيه زفاف 154 عريسا وعروسا.

واشتركت في هذا الفرح الجماعي خمسون لجنة تضم 1500 متطوع من الرجال والشباب والنساء، وتم تحضير وليمة حضرها 25 ألف فرد من الرجال والنساء، وأقيم حفل سمر، فيما تستعد مناطق أخرى لإقامة حفلات زفاف جماعية خلال الفترة القليلة المقبلة.

يقول علي خميس صبيح نائب رئيس “لجنة مهرجان الحياة” للزواج الجماعي في مديرية تريم بمحافظة حضرموت، إن “فكرة إقامة الأعراس الجماعية انطلقت منذ 20 عاما، خصوصا في مديريات وادي حضرموت”. وأضاف أن فكرة الزفاف الجماعي تهدف إلى “تحقيق روح العمل التعاوني والتطوعي وتوريثه للأجيال، وتفجير طاقات الشباب وإبداعاتهم وتسخيرها في خدمة أهلهم”.

ولفت إلى أن “إقامة العرس الجماعي تعد دعما لمن سيتزوج، كونه يخفف الأعباء على الشاب بحوالي 50 في المئة مقارنة بما لو سيقيم الزواج منفردا”.

وأشار إلى أن “60 في المئة من تكاليف هذا الزواج تتحملها الأهالي وتعتبر 30 في المئة أعمالا تطوعية تتمثل في أعمال يدوية وفنية وتوفير آليات ومعدات وسيارات وغيرها، وتمثل 10 في المئة دعما من فاعلي الخير”.

ويقول صبيح “نشعر بارتياح كبير كوننا نخدم أهلنا وشبابنا بإقامة هذا العرس، فهناك من الشباب من يقولون إنهم لو لم يقم الزفاف الجماعي لما استطاعوا الزواج، خصوصا أن بعضهم وصل عمرهم إلى 40 عاما”.

واختتم صبيح قائلا “الزواجات الجماعية بحضرموت تظاهرة اجتماعية وثقافية وفنية فريدة تنم عن وعي حضاري وقناعات لدى الشباب منعا لإهدار المال والوقت والجهد… أهل حضرموت معروف عنهم أنهم أهل عمل وجد وكسب وتجارة ويحبون ويعشقون النظام”.

ويتحدث أحمد محمد حديجان، رئيس لجنة الزواج الجماعي في بلدة السويري بمحافظة حضرموت، قائلا إن “أعراس التيسير الجماعية في منطقته تأسست في عام 2008 بدافع مجتمعي ومتطلب نابع عن الحالة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها السكان”.

وأوضح أن “الحاجة إلى الأعراس الجماعية ليست اقتصادية بحتة، وإنما تعود أيضا إلى تكدس الأعراس الفردية في موسم الإجازة الصيفية الذي يسبب ضغوطا على الأهالي لتوفير الوقت بغية حضور مراسيمها كونها في أزمنة متقاربة”.

وأشار إلى أن “فكرة هذه الأعراس قائمة على مبالغ مالية يتقدم بها المشاركون في كل عرس جماعي، ويساندهم المحسنون وأهل الخير في تقديم تبرعات مالية وعينية لإكمال لوحة الأفراح”.

وبين أن “كل عريس يحصل على استضافة أحبابه في وليمة عامة وسمر ومهرجان أفراح واسع يحضر مراسيمه ما بين 18 و20 ألف شخص، وبتكاليف مقبولة”. ولفت حديجان إلى أن “مسيرة الأعراس الجماعية استمرت في منطقته، وتكرر نجاحها في 14 نسخة سابقة استفاد منها 1170 عريسا وعروسا”.

وكشف حديجان أنه “جرت التحضيرات للعرس الجماعي الـ15 في منطقته، والذي استفاد منه 122 عريسا وعروسا، وأقيم في الخامس من يوليو 2023”.

وتقول افتخار عبده، الكاتبة المختصة بالشؤون الاجتماعية، إن الأعراس الجماعية سلوك دأب عليه اليمنيون منذ سنوات، وازدهر مؤخرا بشكل أكبر، وسط دعم وإشادات مستمرة من قبل العديد من السكان. وأضافت أن “الأعراس الجماعية تشجع الشباب وتساعدهم على الزواج، نظرا لتكفل فاعلي خير ومبادرين بجزء من التكاليف الباهظة لإتمام الزواج”.

وأشارت إلى أن “ثمة جمعيات ومؤسسات خيرية تنفذ وتدعم إقامة أعراس جماعية بشكل متكرر بعدة محافظات، وتمنح الشباب مبالغ مالية تساعدهم في إتمام الزواج، وكذلك تدعم بشكل كامل إقامة حفلات الزفاف التي تكلف مبالغ مالية كبيرة قد تفوق المهور أحيانا”.

واعتبرت عبده إقامة الأعراس الجماعية “قيمة حميدة وتعاونا اجتماعيا فريدا يرسخ ثقافة الخير والتكافل في صفوف المجتمع اليمني، رغم الأوضاع الصعبة التي يعاني منها معظم السكان”.