د. عبدالله بن عبدالله عمر
هذه قراءة ناقدة متواضعة للمناسبة التي أوردها أحدهم في مقال أدبي نُشِر بتاريخ
٩ نوفمبر ٢٠١٨م علی موقع (عدن تايم) بعنوان ( شاعر الغزل صالح نصيب في منتدی فانوسة).
يعلم كثير من الأدباء والنقاد ودارسوا الأدب المهتمون بالشعر، وتحليل نصوصه، ما لمناسبة القصيدة من أهمية في دراسة القصيدة، فإنّ لكل قصيدة شعرية سببًا ( مناسبة) تُعد مُحرِّكًا للشاعر ودافعًا له إلی نظم قصيدته، ولهذه المناسبة دور كبير في فهم جو القصيدة، وكشف ما تختزله أبياتها من دلالات وإيحاءات، وللمناسة أهمية في علم اللغة النصي وفرعه لسانيات الخطاب، فبها نعرف التماسك النصي للقصيدة، وقد دفعني إلی كتابة المنشور أنني قرأتُ مقالًا أدبيًا كتبه (ع. ع. م ) ذَكَرَ فيه إعجاب الأديبة فانوسة بشعر الشاعر الكبير صالح نصيب، وأنّها طلبت من الأستاد محمود السلامي أن يصطحب الشاعر صالح نصيب إلی منتداها الأدبي في الشيخ عثمان كي تعرِض عليه قصائدها، ففعل ، لكن ما لا يقبله كثيرٌ من أبناء حاضرة السلطنة العبدلية الحوطة ما ذكره صاحب المقال عن سبب نظم القصيدة؛ لمخالفته مناسبة القصيدة التي اشتهرت، وقيلت بسببها القصيدة، إذ ذهب كاتب المقال إلی القول إنّ سبب نظم الشاعر صالح نصيب قصيدة ( أخاف والخوف منك) أنّ الأديبة فانوسة - بعد أن أوصلت الشاعر الكبير نصيب إلی منزله في الحوطة طلبت منه أن ينظم في مدحها أبيات؛ يقول كاتب المقال " وعندما نزل صالح نصيب من سيارتها ناولته عشرة ألف شلن جنوبية وقالت له أثناء مغادرتها: قول [قل] فيّ قصيدة وامنحني بعض من أبياتك الغزلية".
إنّ السبب الذي ذكره الكاتب إضافة إلی إنّه مخالف لما اشتهر عند المهتمين بشعر الشاعر الكبير صالح - رحمه الله- الذين يُجمعون علی أنّ السبب الحقيقي (المناسبة)خلاف ما أورده الكاتب، بل لا يتناسب مع جو القصيدة، وروعة أبياتها، وحسن تنظيم سياقاتها، لا يتناسب مع افتتاحيتها ولا مع اختتام أبياتها.
بل إنّها مناسبة تُفسد حلاوة القصيدة - مع اعتذاري الشديد للكاتب- وتُسقط روعتها وتُفقدها قيمتها الفنية، فالمناسبة الصحيحة غير ما جاء في مقال:( شاعر الغزل صالح نصيب في منتدی فانوسة).
انتهت الحلقة الأولی
ويتبعها الحلقة القادمة- بإذن الله-