أخبار وتقارير

الأحد - 23 أبريل 2023 - الساعة 09:30 ص بتوقيت اليمن ،،،

قاسم عبدالرب العفيف


وصل الصراع على السلطة في صنعاء بين اقطاب الحكم الى مداه الاخير ولكن تدخل الاقليم وكذا الامم المتحده ممثلة بمجلس الامن وضع آليه لعملية نقل السلطة وفتح حوار لبحث القضايا الوطنية وكالعادة كان خيار الانقلاب على مخرجات الحوار هو الذي انتهت اليه الاطراف المتصارعة ودخلت البلاد في أتون حرب طاحنة تدخلت فيها ايران كطرف رئيسي منذ اللحظات الاولى مما اضطر الاقليم للتدخل بطلب من الشرعية بهدف اعادتها الى صنعاء.

انسحبت الشرعية من المسرح القتالي واستقرت في الرياض تلملم شتاتها بينما المقاتلين الجنوبيين خاضوا معارك تحرير طاحنه في الميدان بدعم من التحالف العربي حتى كسروا شوكة الانقلابيين ومن ورائهم ايران


وهنا دخل المعادلة العسكرية والسياسية عنصر جديد لم يكن بحسبان أحد لكن الشرعية بدل ان تضع تلك الانجازات الجنوبية في الميزان ايجابا للجنوب ذهبت الى ممارسة اقصى انواع العقوبات والحصار على الجنوب بينما تركت ساحة الشمال للحوثي بل وتقدم له الدعم الغير مباشر من خلال ترك الجبهات والانسحابات الغير مبررة وترك المعسكرات مع المعدات العسكرية والذخائر وأصبح الحوثي يتمون بطريقة غير مباشرة من قبل الشرعية.

الحوثي يطل علينا من غبار التاريخ السحيق ويردد مقولات لا ناقة لنا بها ولا بعير في صراع على السلطة ويلمح البعض بان التفاوض معه بهذا الشكل وكأنه انتصر في معركته في اليمن لتثبيت علي وخلع معاوية وكأن حرب الثمان سنوات التي نتجت فيها الضحايا والدمار الكبير قد انتهى بهذه الصورة الكاريكاتورية التي لن يزيد المنطقة إلا مزيد من الاشتعال لأن مشروع الحوثي هو الاستمرار في القتال حتى تتحقق ما يحاول تسريبه من خطط واهداف لا تتفق مع الواقع في هذا العصر الحديث

نعم الشرعية شكلت مازق للتحالف ولكل شعب اليمن بتخاذلها عن توجيه بوصلتها نحو عودتها الى صنعاء وغرقت في فساد لم يشهد له التاريخ مثيل وانتجت امراء حرب استنزفوا التحالف العربي وذهبوا لاستثمارها في بلدان العالم وكانت هذه النتيجة المأساوية التي نشهدها اليوم.

السؤال الذي في بال الناس كيف يمكن تسوية الوضع في اليمن والحوثي يعطى له الفرصة ببناء وبشكل حثيث دولته السلالية والذي لا تقبل معها شريك والتجربة القاسية التي تعرض لها عفاش الذي كان له اليد الطولى في احضارهم من صعده وتسليمهم مفاتيح السلطة في صنعاء ووضع تحت تصرفهم الجيش اليمني والامن المركزي والقوات الخاصة وقوات مكافحة الارهاب وكل أجهزة السلطة المدنية والعسكرية ولم يسمح له حتى بابداء اي راي وكان مصيره القتل تحت مبرر بانه تمرد عليهم

كيف سيتم جمع الاطراف المتصارعة والمتناقضة الرؤى والاهداف في إطار سياسي واحد ؟ وهل سأل المفاوض الاقليمي والدولي كيف سيسوق هذه التوليفة السياسية الذي يسعى لانجازها مع الاخرين الشرعية والانتقالي ؟ وعن اي أفق ستتم التسوية بعد الاعتراف بشرعية الحوثي كـأمر واقع وانتفاء عودة الشرعية الى صنعاء ؟

وهذا يقودنا الى طرح السؤال ماذا تبقى للشرعية عندما انتفى هدف عودتها الى صنعاء واستحالة انهاء الانقلاب ؟ وطالما ومعيار الامر الواقع والسيطرة على الارض من قبل الحوثي دفع المفاوض الاقليمي والدولي للاعتراف فيه لماذا هذا المعيار نفسه لا ينطبق على الجنوب ويتم التفاوض مع ممثله المجلس الانتقالي ؟