أخبار وتقارير

الأحد - 23 أبريل 2023 - الساعة 01:33 ص بتوقيت اليمن ،،،

عاصم بن قنان الميسري


كان لدي مقتطف من سرد تاريخي حول قبيلة السعدي .. احدى قبائل اليمن المتواجدة حاليا" في يافع ومكتب من مكاتبها العشرة في رصد مصنعة السعدي وفي أبين دثينة وعموم ارجاء اليمن .

ولم أجد فرصة مواتية لإكمال هذا الموضوع وكالعادة احب دائما" ادون المواضيع في الأرشيف وحفظها لوقتها المطلوب ، اليوم وجدت فرصة ذهبية عندما صادفني شخص من دولة المغرب الشقيق اسمه مصطفى السعدي كما اسم خالي العزيز ابوصالح السعدي

ولما سألت هذا الأخ المغربي ووجهت له سؤالي هل أنت من جماعة آل السعدي في المغرب ؟

قال نعم ومن منطقة كذا وكذا حينها تذكرت موضوعي هذا الذي كنت محتفظ به منذ عامين او اكثر وجاء اليوم وقته واستعرض بعض سطورة معكم في رواية من (صلاة التراويح)في المغرب ومنعها لأسباب من قبل السلطان السعدي لأسباب ، اضافة الى تاريخ هذة السلطنة وملوكها وموقفها المشرف في كسر جموح الغزاة البرتغاليين في معركة من أشهر معارك العصر الأسلامي (معركة وادي المخازن ) .

١-اما في المصدر الأسلامي بخصوص بحث لايقل أهمية وكبير جدا"'اقوم بالتحقيق به وهو موضوع (صلاة التراويح) من كتاب أبوالعباس الناصري ..

وفي الغرب الإسلامي يقدم لنا المؤرخ المغربي أبو العباس الناصري (ت 1315هـ / 1897م) - في كتابه ‘الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى‘- نصا صريحا في تعطل التراويح بسبب الاضطراب الأمني؛ فيقول إنه "لما قُـتل السلطان عبد الملك بن زيدان (السّعدي سلطان المغرب ت 1040هـ/1629م).. بُويع أخوه الوليد بن زيدان (ت 1045هـ/1634م)…، وعظُمت الفتن بفاس حتى عُطلت الجمعة والتراويح من جامع القرويين مدة، ولم يصلِّ به ليلةَ القدر إلا رجل واحد من شدة الهول والحروب"!!

٢-(الملك عبدالملك السعدي ملك المغرب العربي) .. ومعركة وادي المخازن و(الملوك الثلاثة)..

فقد حاولت البرتغال إحتلال المغرب لتحويلها لأندلس جديدة، فقام المغرب بتدمير الإمبراطورية البرتغالية ، ومات في المعركة ثلاثة ملوك ومنهم الملك البطل عبد الملك السعدي، ولتكن نهاية إمبراطورية ما وراء البحار

حيث في 1578/08/04 ميلادي الموافق 30 جماد أول 986 هجري وقعت معركة وادي المخازن في منطقة القصر الكبير في شمال غرب المغرب.

بين الجيش المغربي بقيادة السلطان عبد الملك السعدي من جهة وعدده 40000 مقاتل وبين الجيش البرتغالي بقيادة الملك سبستيان ومعه الملك الخائن محمد السعدي وقوات اسبانية وألمانية وإيطالية ومجموعهم 40500 مقاتل.

اسباب المعركة

في عام 1576 م إستطاع عبد الملك السعدي خلع إبن أخيه الملك محمد السعدي، فقام محمد السعدي بالتمرد للعودة للحكم، وقام بطلب النجدة من الإسبان والبرتغاليين.

وعندها خطط ملك البرتغال سبستيان الأول لإحتلال المغرب وسواحلها، وتلقى دعما من إسبانيا والألمان والإيطاليين وكان البرتغاليون يسيطرون على أراضي مغربية وأهمها طنجة، فهرب الملك الخائن محمد السعدي إلى طنجة مستنجدا بملك البرتغال.

قبل المعركة

أتى ملك البرتغال سبستيان وجيشه إلى طنجة، وبدأ بالتقدم في الشمال المغربي، واختار الملك عبد الملك السعدي القصر الكبير مقراً لقيادته، وخصص من يراقب سبستيان وجيشه بدقة، وأرسل لملك البرتغال يطلب منه الإقتراب بجيشه للقاء، فتقدم ملك البرتغال بجيشه رغم نصيحة الملك الخائن بأن يبقى قرب البحر لأجل الإمدادات، ولكن ملك البرتغال رفض وتقدم نحو وادي المخازن.

المعركة

في صباح الإثنين 4 أغسطس 1578 ركب السلطان عبد الملك السعدي فرسه يحرض الجيش على القتال رغم مرضه الشديد، وقام القسس والرهبان بإثارة حماس جند أوروبا مذكرين أن البابا أحل من الأوزار والخطايا أرواح من يلقون حتفهم في هذه الحرب وانطلقت عشرات الطلقات النارية من الطرفين كليهما إيذاناً ببدء المعركة، وانفصل قسم من الجيش المغربي وإلتف خلف الجيش البرتغالي وهاجمه بالرصاص، وقام باقي الجيش المغربي بتطويق الجيش البرتغالي، والهجوم عليه بشكل مباشر.

تحقيق النصر وموت الملوك الثلاث

وكانت الصدمة حينما قتل الملك البرتغالي سبستيان الأول، فإنهارت معنويات الباقين، وقتل الآلاف منهم بعد ذلك، وقتل نبلاء البلاط وقادة الدولة البرتغالية يومها.

وحاول الملك الخائن محمد السعدي الفرار شمالا فوقع غريقا في نهر وادي المخازن ووجدت جثته طافية على الماء، فسلخ وملئ تبناً وطيف به في أرجاء بلاد المغرب انتقاما منه.

وأما الملك البطل عبد الملك السعدي فقد توفي بعد المعركة بسبب شدة الجهد الفائق الذي بذله في قيادة الجيش رغم مرضه الشديد حيث أن المعركة دامت حوالي أربع ساعات وعشرين دقيقة.

نتائج المعركة

إنهارت الإمبراطورية البرتغالية بعد مقتل ملكها وأمرائها ونبلائها وقادة جيشها، فقامت إسبانيا بضمها إليها، ليكون هذا الحدث الأسوأ في تاريخها.

وأما المغرب تاريخيا" فقد تولى حكمها الملك أحمد السعدي أخ الملك البطل عبد الملك السعدي عكس ما جاء في كتاب الأستقصاء لأخبار المغرب الأقصى للمؤلف ابوالعباس الناصري عندما قال إنه "لما قُـتل السلطان عبد الملك بن زيدان (السّعدي سلطان المغرب ت 1040هـ/1629م)..

بُويع أخوه الوليد بن زيدان (ت 1045هـ/1634م)… اي بعد مئة سنة من معركة وادي المخازن التي مات بعدها مباشرة السلطان عبدالملك السعدي وهو الأصح حيث تولى بعده اخيه أحمد السعدي الحكم وربما خلافة الوليد جاءت متأخرة من فترة حكم الملك أحمد السعدي ، وفي عهدة دخلت المغرب إلى أزهى عهودها رخاءا وعلما وعمرانا وجاها وقوة، واتسعت مساحتها فأصبحت تمتد إلى ما وراء نهر النيجر جنوبا.

بعض أغلب المراجع للكتب الأسلامية غير دقيقة فقد جاء في المصادر في عهد الدولة الأموية عندما قامت الثورة باليمن ضد فرض الاتاوات والضرائب التي كانت تفرضها الخلافة الأموية في اليمن عبر عاملهم في صنعاء ،

فقد قامت ثورة بقيادة القاضي طالب الحق الحضرمي وبدئت اليمن تخرج عن سيطرة الأمويين فأرسلوا جيش ضخم الى اليمن تقول تلك المصادر انه كان بقيادة شخص اسمه عبدالملك السعدي وتفكك هذا الجمع لكثرة المناطق التي انتفضت ضد الظلم وانهزم وتم اسر قائد الجيش وعامل الأموين في صنعاء وارسالهم الى الحجاز قبل ان تتوسع ثورة طالب الحق الكندي الى داخل الحجاز ،

تقول المصادر ان ابرز مقومات انهيار الدولة الأموية كانت عندما شنت الحرب ضد اليمنيين ووصفتهم بالخوارج ووصفوا طالب الحق الكندي بزعيم الإباضية مصطلحات سياسية للنيل من الخصوم فقط كما حصل مع الستين ذاهية المذحجين قبل ثورة طالب الحق والأسود العنسي وفيروز الديلمي الذي ارسل له الامويين ايضا" جيش جرار حيث وصلت عدد تلك الحملات ضد اليمن الى ثلاث حملات كانت سبب في طرد عامل الأمويين واحد أسباب أنهيارها واكمل حلف العلويين والعباسيين العذو اللذوذ لبني امية ماتبقى منها .

ابو عصمي الميسري