عرب وعالم

الأربعاء - 22 مارس 2023 - الساعة 09:12 م بتوقيت اليمن ،،،

رويترز


يواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكبر اختبار لحكمه الذي دام 20 عاما، في انتخابات مايو/أيار، التي لن تحدد فقط من سيقود البلاد، بل وطريقة حكمها، وإلى أين يتجه اقتصادها، وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه لتخفيف الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط.

ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 مايو/ أيار، بعد ثلاثة أشهر من الزلازل القوية التي ضربت جنوب شرق البلاد، وأودت بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين.

واختارت المعارضة كمال قليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، ليكون مرشحها للرئاسة، وشكلت تحالفا يهدف إلى جذب الناخبين من اليسار واليمين، وكذلك الإسلاميين.

ووعدت المعارضة بإلغاء العديد من سياسات أردوغان، الذي يؤيد الاعتبارات الدينية والدبلوماسية المدعومة من الجيش وأسعار الفائدة المنخفضة.

ماذا على المحك بالنسبة لتركيا؟
أردوغان يوصف بأنه أقوى زعيم للبلاد منذ أن أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة قبل قرن من الزمان.

وأبعد أردوغان وحزبه (العدالة والتنمية)، القائم على جذور إسلامية، البلاد عن برنامج أتاتورك العلماني.

كما ركز أردوغان السلطة حول رئاسة تنفيذية، مقرها قصر يضم ألف غرفة على مشارف أنقرة، وترسم السياسة فيما يخص الشؤون الاقتصادية والأمنية والمحلية والدولية للبلاد.

ويقول منتقدوه إن حكومته قمعت المعارضة، وقوضت الحقوق، وأخضعت النظام القضائي لنفوذها، وهو اتهام ينفيه المسؤولون الذين يقولون إنها وفرت الحماية للمواطنين في مواجهة تهديدات أمنية، من بينها محاولة انقلاب العام 2016.

ويقول خبراء الاقتصاد، إن دعوات أردوغان لخفض أسعار الفائدة دفعت التضخم إلى الارتفاع إلى أعلى مستوى في 24 عاما عند 85% العام الماضي، كما أدت لهبوط الليرة إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار على مدار الأعوام العشرة الماضية.

ماذا على المحك بالنسبة لبقية العالم؟
وتحت حكم أردوغان، استعرضت تركيا قوتها العسكرية في الشرق الأوسط وخارجه، فقد شنت أربع عمليات توغل في سوريا وهجومًا على المسلحين الأكراد داخل العراق، وأرسلت دعمًا عسكريًا إلى ليبيا وأذربيجان.

وشهدت تركيا أيضا سلسلة من المواجهات الدبلوماسية مع قوى في المنطقة، إضافة إلى مواجهة مع اليونان وقبرص بشأن الحدود البحرية بشرق البحر المتوسط، حتى غيرت مسارها قبل عامين، وسعت إلى التقارب مع بعض خصومها.

وأدى شراء أردوغان لدفاعات جوية روسية إلى فرض عقوبات أمريكية على أنقرة استهدفت صناعة الأسلحة، في حين أثار قربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشكيكا من معارضيه بخصوص التزام تركيا إزاء حلف شمال الأطلسي الغربي.

كما أثارت اعتراضات أنقرة على طلبي السويد وفنلندا الانضمام لعضوية الحلف توترا أيضا.

ومع ذلك، توسطت تركيا في اتفاق سمح بتصدير القمح الأوكراني عبر البحر الأسود، ما يشير إلى دور ربما يلعبه أردوغان ضمن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

ولم يتضح إلى الآن ما إذا كان هناك خليفة محتمل له قادر على أن يحظى بنفس الصورة التي رسمها أردوغان لنفسه على الساحة الدولية، وهي نقطة من المرجح أن يركز عليها في الحملة الانتخابية.

ما وعود المعارضة؟
تحالف حزبا المعارضة الرئيسيان، حزب الشعب الجمهوري العلماني والحزب الصالح القومي المنتمي ليمين الوسط، مع أربعة أحزاب أصغر خلف برنامج من شأنه إلغاء الكثير من السياسات التي يتسم بها حكم أردوغان.

فقد تعهدت هذه الأحزاب بإعادة الاستقلال للبنك المركزي، وإلغاء سياسات أردوغان الاقتصادية غير التقليدية.

كما أن المعارضة تعتزم تفكيك رئاسته التنفيذية والعودة للنظام البرلماني السابق، فضلا عن إرسال اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

ودعم أردوغان الجهود التي باءت بالفشل للإطاحة بحكومة دمشق، بينما استضاف ما لا يقل عن 3.6 مليون لاجئ سوري، يتزايد عدم الترحيب بهم وسط المتاعب الاقتصادية في تركيا.

وتحدثت المعارضة عما يماثل خطط أردوغان الرامية لإعادة بعض اللاجئين إلى سوريا، لكن لم يحدد أي منهما كيف يمكن أن يتم ذلك بأمان.

ما التالي؟
أعلن أردوغان رسميا في 10 مارس/آذار قرار إجراء الانتخابات، لتنطلق الحملة الانتخابية لما تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيكون سباقا متقاربا.

واتسمت الأعوام العشرة الأولى من حكم أردوغان بزيادة النمو الاقتصادي، ولكن الأعوام العشرة الماضية شهدت تراجعا في الازدهار؛ ما أثر على شعبيته بين الناخبين.

وأشارت استطلاعات الرأي الأولية منذ الزلازل إلى تمكن أردوغان من الاحتفاظ بتأييده الشعبي إلى حد بعيد على الرغم من الكارثة، لكن محللين يقولون إن ظهور معارضة موحدة، حتى وإن كانت تأخرت في اختيار مرشحها، قد يمثل تحديا أكبر بالنسبة له.

وستظل كيفية حشد المعارضة لتأييد الأكراد، الذين يمثلون 15% من الناخبين، نقطة أساسية.

وقال الزعيم المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، إنهم قد يدعمون قليجدار أوغلو بعد إجراء حديث "واضح وصريح".