أخبار وتقارير

الخميس - 23 فبراير 2023 - الساعة 10:29 م بتوقيت اليمن ،،،

محمد الثريا


توقيت ومقدار الوديعة يشيران إلى كونها تأتي كغطاء مالي متعلق بإستحقاق سياسي معين، ولايمكن النظر اليها كأحدى أليات معالجة الوضع الاقتصادي المنهار .

وجود مصرف النقد العربي على الخط هذه المرة كجهة إشراف فني إلى جانب جدولة الوديعة عاملان يعكسان بالفعل جدية الرغبة في الاستفادة من تلك الخطوة


ولكن دائما في حدود بعدها السياسي المرتبط بتحولات نوعية يتنظرها مشهد الصراع كما قلنا، وليس للامر صلة بخطة تدخل مباشرة لإنهاء الأزمة الاقتصادية القائمة منذ سنوات .

--------------------

تزامنا مع تحولات سياسية منتظرة أودعت السعودية في حساب البنك المركزي اليمني مليار دولار

وعلى غير العادة اتجهت في مقابل ذلك نظيرتها الامارات الى اعتماد ثلاثة مشاريع حيوية استراتيجية دفعة واحدة لدى منطقة جغرافية بعينها في خطوة بدت انها مقصودة وتحمل بعدا سياسيا لايبتعد كثيرا عن دافع الوديعة السعودية

لاسيما حين عاد السفير السعودي معلقا على خطوة الحليف بصورة غير مباشرة قائلا : أن الوديعة أتت لدعم مجلس القيادة والشعب اليمني الشقيق "في كل اليمن بلا تمييز أو إقصاء" .

يتعاظم الخلاف بين الحليفين الخليجيين في اليمن كلما دخلت الأزمة اليمنية منعطفات جديدة، وتنشأ على إثر ذلك المزيد من التعقيدات على مستوى الداخل بسبب حالة الاستقطاب المهيمنة على مشهد الصراع منذ سنوات، وهذا في رأيي تطور غير جيد على اعتبار ان الحوثي سيكون المستفيد الاكبر من ذلك ..

كما يبقى من المهم جدا معرفة أنه ليس في وارد حسابات البلدين الخليجيين السعي لتأكيد مشاريع الداخل، فلا الرياض جادة في دعم مشروع الوحدة ولا ابوظبي هي الاخرى جادة في دعم الانفصال، فما يصنعانه ليس اكثر من توظيف سياسي ناعم لشعارات تلك المشاريع وبما يضمن لهما أستمرار واقع الهيمنة على المشهد أطول فترة ممكنة .

حيث تواصل المملكة اختزالها لقرار الداخل تحت عنوان دعم وحدة اليمن وسلامة أراضيه، في حين تمكنت الامارات من وضع قدمها بالداخل عبر إيحاءات دعمها للانفصال، بينما في حقيقة الامر يسعى القطبان من وراء ذلك لتأكيد مصالحهما فقط .

محمد الثريا