أخبار وتقارير

الخميس - 16 فبراير 2023 - الساعة 12:46 ص بتوقيت اليمن ،،،

محمد أحمد الأشول


هي من أقدم اللغات البشرية تحدث بها اليمنيون سكان جنوب لجزيرة العربية في النطاق المتعارف عليه اليوم بـ اليمن التاريخية أو اليمن الكبرى، وكانت اللغة المستخدمة في الممالك اليمنية القديمة، والتي تركت ما يزيد عن عشرة الف نقش مدونة بهذه اللغة

إضافة إلى أن اللغة اليمنية هي اللغة الأم لكثير من اللغات واللهجات اليمنية المحلية مثل المهرية و السقطرية و الشحرية واللغة الجعزية الحبشية بكل تفرعاتها..


كما كان لها تأثير كبير ومباشر على اللغة العربية، وحفظت في النقوش المكتشفة في مناطق الممالك اليمنية القديمة، التي يزيد عددها عن عشرة ألف نقش،

وتعود النقوش المكتشفة منها حتى اليوم إلى بداية الالف الاولى قبل الميلاد وحتى عام 547 الذي وجدوا فيه اخر نقش مكتوب باللغة اليمنية، ميز الباحثين فيها (اعتماد على المعطيات اللغوية والجغرافية) أربع لهجات رئيسية هي السبئية و القتبانية و الحضرمية و المعينية ، أما مملكة اوسان فلم يعثر على نقوش خاصة بها، بينما تبنى الحميريون اللهجة السبئية وكتبوا بها.

ويقترح بيسون إطلاق تسمية "اللغات الصهيدية" عليها مجتمعة، وذلك نسبة إلى الاسم "صيهد" الذي يرد لدى الجغرافيين العرب القدامى للدلالة على منطقة جنوب غرب الجزيرة العربية الممتدة بين حدود الصحراء الرمليه (رملة السبعتين) والاطراف الداخلية من المرتفعات الغربية في اليمن، نظرا لان معظم النقوش اليمنية وجدت هناك.

لهجات اللغة اليمنية

1- السبئية

وهي لهجة مملكتي سبأ و حمير فاقت اللهجات الأخرى من حيث انتشارها وطول زمن استخدامها، وتفوقها حاليا من حيث عدد نقوشها المعروفة التي عثر عليها في العاصمة مأرب، وفي مواقع أخرى متفرقة وهى تغطي معظم الفترة التي ذكرناها،

وقد شهدت السبئية نتيجة لطول مدة استخدامها، تطورات لغوية متنوعة، ولذلك يقسمها الباحثون إلى ثلاث مراحل هي :

المرحلة القديمة (المبكرة) : تمتد من البدايات حتى حوالي الميلاد.

المرحلة الوسطى: تمتد من الميلاد وحتى أوائل القرن الرابع الميلادي وإليها تعود اكثر النقوش المكتشفة حتى اليوم.

المرحلة الحديثة (المتأخرة): تمتد من أوائل القرن الرابع وحتى النصف الثاني من القرن السادس الميلادي.

وتعتبر السبئية اللهجة الاساسية في اللغة اليمنية القديمة، وقد أضحت قواعدها النحوية واضحة ومؤكدة، لذلك يتم الاعتماد عليها لدراسة اللغة، مع الاشارة إلى المختلف في اللهجات الاخرى.

2- القتبانية

وهي لهجة مملكة قتبان، تعود نقوشها المكتشفة حتى الان إلى الفترة الواقعة بين القرن الخامس ق.م والثاني الميلادي، وقد عثر عليها في العاصمة تمنع وفي مواقع وادي بيحان ووادي حريب وجنوبيهما، ويلاحظ فيها أنها تتضمن مظاهر لغوية موغلة في القدم.

3- الحضرمية

وهي لهجة مملكة حضرموت، وشواهدها الكتابية قليلة، وقد كشف عن معظمها في العاصمة شبوة ومناطقها، وفي وادي حضرموت، وعلى الساحل الجنوبي حتى شرقي مدينة صلالة (موقع خور روري، سمهر قديماً) وهي تعود إلى الفترة الواقعة بين القرن الرابع ق.م ونهاية الثالث الميلادي.

4- المعينية

وهي لهجة مملكة معين، كشف عن معظم شواهدها الكتابية في العاصمة قرناو وفي بعض المواقع القريبة منها في وادي #الجوف مثل مدينة يثل كمنا أو كمنهو ، نشان ، نشق ،

كما وجدت نقوش معينية في مواقع خارج اليمن أهمها مستوطنة ددن (العلا) التجارية التي أقامها المعينيون في شمالي يثرب (المدينة المنورة) وفي موقع سقارة جنوبي القاهرة، وفي جزيرة ديوس اليونانية.

وكانت هناك إلى جانب اللهجات الاربع لهجات محلية غير رسمية مستخدمة في مناطق صغيرة المساحة ابرزها :

- الهرمية: نسبة إلى مدينة هرم شرق وادي الجوف (خربة آل علي) وهي لهجة قريبة من السبئية، وتتضمن بعض الظواهر اللغوية المماثلة للههجات بعض القبائل العربية الشمالية.

- الردمانية: التي كان يتحدث بها الردمانيون القاطنون في المنطقة الواقعة بين رداع والبيضاء وتبدو متأثرة بالقتبانية.

وهناك لهجة النقوش الخشبية التي عثر عليها في وادي الجوف والمدونة بخط الزبور (الخط الشعبي) وهي تتميز عن غيرها باحتوائها على صيغ ضمائر المتكلم والمخاطب، وافعال الامر، وعلى ألفاظ خاصة تتصل بالحياة الشعبية اليومية، ولم تنته دراسة هذه النقوش كلها بعد.

مرحلة فارقة في مسيرة اللغة اليمنية

بعد التهدم الاخير لسد مارب وانهياره التام في نحو 565م وزيادة الاضطرابات السياسية في اليمن والظروف الاقتصادية السيئة، هاجرت قبائل يمنية كثيرة إلى شمال الجزيرة وتفرقت في ارجائها واختلطت هناك بالقبائل العربية وبدات تستخدم لغتها،

وعندما ظهر الاسلام في مطلع القرن السابع دخل فيه اهل اليمن (628م) ولأسباب دينية (القرآن الكريم) والحكام العرب شاعت العربية في كثير من مناطق اليمن ، واصبحت لغة اليمنيين خليط من عربية قريش ولغتهم اليمنية التي اصبحت اللهجة اليمنية العامية المتداولة حتى اليوم.

ومع ذلك .. وحتى وقتنا الحاضر توجد لهجات قديمة من اللغة اليمنية لازالت مستخدمة في أطر جغرافية محدودة تقع بشكل خاص في جنوب شرق اليمن، تتضمن مظاهر لغوية متميزة لا نجد كثير منها في نقوش اللهجات اليمنية، ويعتقد أنها حصيلة تطور لهجات يمنية قديمة لم تدون في النقوش، إذ أنه ليس هناك ما يؤكد أن اليمنية القديمة المدونة تمثل كل اللهجات التي كان اليمنييون القدماء يتحدثون بها،

ومن ابرز اللهجات المعاصرة :

- المهرية : التي يتحدث بها سكان محافظة المهرة في اقاصي الجنوب الشرقي من اليمن، وتمتد حدود استخدامها غربا حتى الجانب الشرقي

- لهجات منطقة ظفار وهي الهرمونية، الجبالية (الشخاوري) الجرسوسة، البطرحية، وتبدو الأولى منها ذات صلة وثيقة بالمهرية إذا يفهم المتحدثون بها المهرية جزئياً.

- السقطرية : وهي لهجة سكان ارخبيل سقطرى (سوقطرى وعبد الكوري ...) وهي لهجة تتطور وتتبدل بسرعة تحت تأثير اللغة العربية وهي مهددة بالانقراض حاليا.

ومن ناحية أخرى .. هناك ألفاظ وأساليب صرفية ومظاهر نحوية قديمة ما تزال حية دراجة على الألسن في أماكن متفرقة من اليمن، وهي تشكل ثروة مهمة ومفيدة في فهم اللغة اليمنية ودراستها.

معيار الاختلاف بين اللهجات

ثمة فروق أساسية بين اللهجات اليمنية القديمة، تتمثل في عدد من المظاهر الصوتية والنحوية والصرفية التي استقلت بها كل لهجة عن الأخرى، كما توجد مفردات خاصة في كل لهجة منها، مثلها مثل ما نلمسه اليوم في لهجات اليمن المتداولة والتفاوت بين منطقة واخرى، وتعد تلك الفروق معيارا أساسيا لتحديد لهجة نقش ما، كما يستفاد في التحديد من اسماء الاعلام المذكورة فيه (اسم صاحب النقش، اسماء الالهة المعبودة، اسماء الاماكن ...) وكذلك من الموقع الجغرافي الذي عثر فيه على النقش.

الخط اليمني ( المسند )

يدل الاسم (م س ن د) في اللغة اليمنية القديمة على النقش الكتابي المدون على الحجر وغيره من المواد الصلبة، واتسعت دلالته بمرور الزمن لتشمل الكتابة اليمنية القديمة بشكل عام،

والخط المسند هو نظام كتابة قديم نشاء وتطور في اليمن، كان نظام الكتابة الغالب لجنوب الجزيرة العربية في فترة ازدهار الحضارات الجنوبية، تراجعت أهمية الخط بعد اعتناق اليمنيين الدين الاسلامي وحلول اللغة العربية محل اللغة اليمنية، والخط النبطي محل الخط المسند والزبور، تعد إثيوبيا الدولة الوحيدة التي تستخدم أبجدية متطورة مباشرة عن هذا القلم.

كان من خط المسند نوع يكتب الحروف الصغيرة سمي خط الزبور.

#اللغة_اليمنية
#𐩺𐩥𐩣_𐩱𐩡𐩣𐩯𐩬𐩵𐩬_𐩱𐩡𐩺𐩣𐩬𐩺 #𐩱𐩡𐩤𐩥𐩣𐩺𐩠_𐩱𐩡𐩺𐩣𐩬𐩺𐩠_𐩱𐩤𐩺𐩱𐩡 #يوم_المسند_اليمني #𐩱𐩡𐩤𐩥𐩣𐩺𐩠_𐩱𐩡𐩺𐩣𐩬𐩺𐩠_𐩱𐩤𐩺𐩱𐩡 #اليوم_العالمي_للغة_الأم