أعلنت الإمارات وفرنسا والهند تأسيس مبادرة تعاون ثلاثي بينها ووضع خريطة طريق لبدء تنفيذها في مواجهة تحديات دولية وإقليمية أبرزها تداعيات الحرب الأوكرانية وما خلفته من أزمة طاقة والتهديدات الإيرانية المتصاعدة في الشرق الأوسط وعلى المستوى الدولي.
وأكدت الدول الثلاث في بيان مشترك عقب اتصال هاتفي ثلاثي جمع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بالإمارات وكاثرين كولونا وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية في فرنسا والدكتور سوبرامنيام جاي شانكار وزير الشؤون الخارجية في الھند أن المبادرة الثلاثية ستكون بمثابة منتدى لتعزيز ورسم وتنفيذ مشاريع التعاون في مجالات عدة منها الطاقة والتغير المناخي وكذلك التعاون الدفاعي.
وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) اليوم السبت إن هذه المبادرة ستكون بمثابة منصّة لتوسيع التعاون بين الوكالات الإنمائية من البلدان الثلاثة في مجال المشاريع المستدامة والطاقة النظيفة بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من الفعاليات الثلاثية المشتركة في إطار رئاسة الهند لمجموعة العشرين، واستضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف (كوب 28) العام الجاري.
وتم الاتفاق على أن تسعى البلدان الثلاثة إلى التركيز على القضايا الرئيسية مثل التلوث الناتج عن المنتجات البلاستيكية الذي تستخدم لمرة واحدة، والتصحر.
وستسعى الدول الثلاث أيضا إلى توطيد تبادل الآراء حول التهديدات الناشئة عن الأمراض المعدية، وكذلك بشأن تدابير مكافحة أي جائحة تحدث في المستقبل.
وستعمل كل من الإمارات وفرنسا والهند على ضمان الاستفادة من هذه المبادرة الثلاثية كمنصة لتعزيز التعاون الثقافي، من خلال مجموعة من المشاريع المشتركة، بما في ذلك الترويج للتراث وحمايته.
وتبحث كل دولة على تحقيق أهدافها من مبادرة التعاون الثلاثي ففرنسا تبحث عن بدائل للغاز الروسي الذي توقف بسبب الحرب الأوكرانية فيما تريد الإمارات تشكيل شراكة مع كل من باريس ونيودلهي لمواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة بينما تعول نيودلهي على المقدرات الهامة لابوظبي وباريس للاستفادة اقتصاديا.
وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية بحثت الجمعة مع نظيرها الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، "التحديات والأزمات في أوكرانيا وإيران".وذلك وفق ما ذكرته الخارجية الفرنسية عبر "تويتر"
ونقلت الخارجية الفرنسية عن كولونا قولها "أجريت لقاء ثريا ووديا مع نظيري الإماراتي، وتتيح لنا جودة علاقتنا الثنائية أن نتفحص معا وبثقة التحديات والأزمات في أوكرانيا كما إيران".
وأشارت إلى أنها زارت "قاعدة القوات الفرنسية في الإمارات" في رسالة قوية بوقوف باريس إلى جانب ابوظبي في مواجهة تهديدات من قوى إقليمية وبالتحديد ايران التي صعدت مؤخرا من أنشطتها العدائية.
فيما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية، أن الوزيرين بحثا "الفرص المتاحة لتعزيز مسارات التعاون والشراكة الإستراتيجية وتطورات الأوضاع في المنطقة والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأنها".
وتريد باريس تعزيز تعاونها مع عواصم خليجية مثل ابوظبي والدوحة والرياض والمنامة بحثا عن موارد الطاقة والغاز والاستفادة من المتغيرات الجيوسياسية الناتجة عن الخلافات بين واشنطن والرياض وكذلك ابوظبي فيما يتعلق بملف خفض انتاج اوبك .
والخميس بحثت كولونا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في الرياض، سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومستجدات إقليمية ودولية.