الخبير الاقتصادي/ ناصر البحم
باتت الحوالات المنسية الشغل الشاغل لمعظم اليمنيين هذه الايام، بعد تسريب كشوفات لحوالات ماليه طرف شركة الامتياز وصلت الى 6 مليارات ريال بحسب التقديرات بعملات مختلفه. وهي حوالات لم تدفع بسبب عدم حضور المستفيدين لاستلامها ولا استرجاعها من قبل المرسلين.
إن صمت شركات الصرافه عن هذه الحوالات المالية لسنوات، يعتبر عدم شفافيه ويندرج في إطار الفساد.
كما يشير وبوضوح الى ضعف الدور الرقابي للبنك المركزي وهشاشة النظام المصرفي في اليمن بشكل عام.
كما إن هكذا قضيه تثير عدة تساؤلات أبرزها:
- لماذا كل هذا السكوت من قبل شركات الصرافه عن مثل هذه التحويلات وعدم متابعة المستفيدين منها؟
- لماذا يغض البنك المركزي الطرف عن متابعة تنفيذ تعليماته بشأن الحوالات المنسيه؟ قد يكون هناك شبكات مصالح متواطئة في هذا الموضوع.
- كم حجم الحوالات المالية المنسية لدى شركات الصرافه في الخمس السنوات الماضية كحد متوسط وأين كانت هذه الأموال وأين أرباحها؟
- ماهي الاجراءات القانونية حيال إنعدم الشفافية والتلاعب بأموال المستفيدين.
لذا، ولمعالجة مثل هكذا قضيه نقترح على السلطات المختصة القيام بالاجراءات التالية:
1. إلزام بقية شركات الصرافه الافصاح عن الحوالات المنسية لديها، وتبني أليات فعاله لإشعار طرفي الحواله بوجود حوالات تخصهم لم يتم إستلامها، واعطائهم مهله لاستلامها أو استرجعها، مالم فتورد الى البنك المركزي لحفظ هذه الاموال لأصحابها حتى ظهورهم. وفي هذا الخصوص، يجب أن تمدد فترة توريد الحوالات الى البنك المركزي من شهر الى 3 أشهر كحد أدنى.
2. عدم نشر كشوفات الحوالات الماليه في المواقع العامه ووسائل التواصل الاجتماعي وذلك حفاظاً على الخصوصية وسرية المعلومات الشخصية.
3. تفادياً لمثل هكذا تعتيم وعدم شفافية في المستقبل، نقترح إلزام شركات الصرافة بتطوير مواقع أو نظم الكترونية خاصة بتتبع الحوالات الماليه، يتمكن صاحب الحواله من إدخال رقم الحواله لمعرفة هل تم استلامها أم لا.
4. على أجهزة مكافحة الفساد وعلى رأسهم الهيئة العلياء لمكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، القيام بفتح تحقيق حول الموضوع وفيما إذا كان هناك تواطئ من أطرف معينة داخل البنك المركزي. ولكي يكون التحقيق شفاف، يجب إشراك شركة تدقيق ومراجعة مالية محايده.
5. تعزيز الدور الرقابي للبنك المركزي وفق أليات حديثه وشفافه تعزز من دوره في ممارسة مهامه الرقابيه على القطاع المصرفي.
هذا والله من وراء القصد،،،