أخبار وتقارير

الثلاثاء - 29 نوفمبر 2022 - الساعة 12:34 ص بتوقيت اليمن ،،،

كتبه / جمال حيدرة


من لصنعاء بعد أن ترجل شاعرها، وعاشقها، وأكثر من أحبها على مدى التاريخ الشاعر والأديب والإنسان عبد العزيز المقالح رحمه الله.

لقد كان المقالح وصنعاء تؤام لا يفترقان، وتعكس قصائده قصة حب عارمة بينه، وبين المدينة التي أفرد لها حبه الوافر، وعشقه الكبير، وكانت بالنسبة له بمنزلة الفردوس ذات الأبواب السبعة، ولو أن من حكم صنعاء، أو حتى سقط رأسه على ترابها أحبها، بقدر حب المقالح، لها، ما كانت توجعت، أو عرف لها الحزن طريقا.


يقول المقالح عن صنعاء

هيَ عاصمةُ الرُّوحِ
أبوابُها سبعةٌ
- والفراديسُ
أبوابُها سبعةٌ -
كلُّ بابٍ يحقِّقُ أمنيةً للغريبِ
ومنْ أيِّ بابٍ دخلتَ
سلامٌ عليكَ،
سلامٌ على بلدةٍ
طيِّبٌ ماؤُها طيِّبٌ
في الشتاءاتِ صحوٌ أليفٌ
وفي الصيفِ قيظٌ خفيفٌ
على وابلِ الضوءِ تصحو
وتخرجُ منْ غَسَقِ الوقتِ
سيّدةً
في اكتمالِ الأنوثةِ
هل هطلَتْ منْ كتابِ الأساطيرِ
أم طلعَتْ منْ غناءِ البنفسجِ
أم حملَتْها المواويلُ
منْ نبعِ حُلْمٍ قديمْ؟!

بعد الشاعر الكبير عبد الله البردوني يأتي الشاعر والأديب عبد العزيز المقالح كرافعة ثقافية وأدبية راسخة، هو الشاعر شديد الشعور بالناس، وحاجتهم للثقافة والأدب، والثورة ، وظل خلال حياته الثقافية يطعمهم شعرا وفكرا، ممزوجين بالرفض للظلم، والأضطهاد، هو الشاعر وثيق الارتباط بالوطن، متين الإنتماء لترابه، حتى أنه ودونا عن باقي الشعراء والأدباء ظل لخمسين عاما في صنعاء ولم يغادرها إلا لمرة واحدة كانت إلى عدن.

يغادر المقالح اليوم، ويخيم الحزن على ربوع اليمن، ويبكيه الوسط الثقافي، لكن من يسمع أنين صنعاء، أو يشعر بوجعها، وقد فارقت اليوم شاعرها، وعاشقها، من ذا الذي الذي يستطيع أن يفرد لها ذاك الحب والاهتمام، ومن غير المقالح يمتلك الحق بالتغزل بجمالها، أو حتى يصل إلى مكامن سحرها.

بتصوري أن صنعاء من ماتت اليوم، وليس المقالح، ذلك أن صنعاء بدون المقالح ستظل متوعكة وغير قادرة على التنفس.

مات المقالح وهو يستند على قلمه الثابت على أرض القصيدة، مات على دين الأدب دون أن تزحزحه أعاصير النفاق أو الإبتذال، ودون أن يخرج في يوم عن مسار الثقافة، أديبا وشاعرا وناقدا، لم تنال منه المغريات، أو تلوثه مكايدات السياسة.

رحم الله الشاعر الكبير المقالح وصادق المواساة لصنعاء.