عرب وعالم

السبت - 19 نوفمبر 2022 - الساعة 06:09 ص بتوقيت اليمن ،،،

العرب


أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الجمعة مباحثات في تايلاند، التي تعد ثالث محطة في جولته الآسيوية والأولى تاريخيا منذ أزمة قطع العلاقات بين البلدين قبل ثلاثة عقود.

فيما برزت أنباء في الساعات الماضية عن قرار لولي العهد باستثناء اليابان التي كان من المرجح أن تكون المحطة الرابعة في هذه الجولة الآسيوية. وحضر ولي العهد السعودي خلال زيارته إلى تايلاند منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) التي تستضيفها بانكوك الجمعة والسبت.


وأجرى الأمير محمد خلال مشاركته في هذا الملتقى المهم مباحثات منفصلة مع الرؤساء الفرنسي إيمانويل ماكرون، والإندونيسي جوكو ويدودو، والفلبيني بونغ بونغ ماركوس، وسلطان بروناي دار السلام الحاج حسن البلقيه، ورئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ.

ويعد منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ منتدى اقتصاديا إقليميا يضم 21 عضوا وتأسس في عام 1989، وتقام قمته سنويا في إحدى الدول الأعضاء.

وبدأ ولي العهد السعودي الذي يتولى أيضا رئاسة الوزراء، الاثنين جولة آسيوية غير محددة المدة، وصفها متابعون بالاستثنائية، من حيث توقيتها ودلالاتها السياسية، وقد شملت الجولة المستمرة حتى الآن إندونيسيا وكوريا الجنوبية، وتم خلالها توقيع صفقات ضخمة تجاوزت قيمتها عشرات المليارات من الدولارات، وشملت الطاقة والدفاع.

ويرى متابعون أن جولة الأمير محمد تندرج في سياق تكريس مكانة المملكة كقوة إقليمية، عبر عقد شراكات دفاعية واقتصادية مجزية، في سياق رؤية تقوم على "السعودية أولا".

ويشير المتابعون إلى أن المملكة أظهرت في السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا بتعزيز الروابط مع الدول الآسيوية بالنظر لما تمثله من فرص استثمارية واعدة، فضلا عن كونها أهم سوق للطاقة التي تصدرها السعودية.

وفي وقت متأخر من مساء الخميس وصل ولي العهد إلى بانكوك، وكان باستقباله رئيس الوزراء وزير الدفاع التايلندي الجنرال برايوت تشان أوتشا. وشهدت زيارة الأمير محمد إلى تايلاند إعلان فتح السفارة السعودية في تايلاند والسفارة التايلاندية بالرياض، وأيضا تدشين مجلس للتنسيق السعودي – التايلاندي، في خطوة طوت نهائيا صفحة قطيعة سادت لثلاثة عقود بين البلدين.

وانقطعت العلاقات بين السعودية وتايلاند في العام 1990 بعد ارتكاب جرائم من تايلانديين ضد المملكة، أبرزها جريمة تسببت بمقتل 18 شخصا بينهم 4 دبلوماسيين سعوديين، قبل أن تستقبل المملكة في يناير 2022 رئيس وزراء تايلاند برايوت تشان أوتشا.

وأعلن البلدان آنذاك إنهاء قطيعة نحو 30 عاما و”عودة العلاقات الدبلوماسية ورفع مستوى التمثيل من قائم بالأعمال إلى سفير، مع تأكيد حق المملكة في قضايا الحوادث المأساوية التي تعرض لها مواطنون سعوديون على الأراضي التايلاندية قبل ثلاثة عقود”، وفق الوكالة.

ووفق وكالة الأنباء السعودية (واس) “تعد زيارة ولي العهد الأولى على مستوى قيادة المملكة منذ بداية الأزمة بين البلدين”. ولا تعرف المحطة التالية لولي العهد السعودي في جولته الآسيوية، في ظل أنباء أوردتها وكالة بلومبرغ عن إلغاء الأمير محمد لزيارة إلى اليابان كانت مقررة من السبت إلى الاثنين، وسيلتقي خلالها برئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.

جاء ذلك في أعقاب إعلان طوكيو عن إلغاء وفد أعمال سعودي زيارة كانت مقررة لحضور منتدى اقتصادي بين البلدين، دون أن تكشف أسباب ذلك. وقالت منظمة التجارة الخارجية اليابانية في وقت سابق الجمعة إنه تم إلغاء منتدى أعمال للحكومتين اليابانية والسعودية وقادة الأعمال كان من المقرر عقده في طوكيو الاثنين المقبل بعد أن ألغى الوفد السعودي زيارته.

وذكر مسؤول في المنظمة، التي كانت مسؤولة عن تنظيم الحدث، أن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح كان ضمن الوفد الذي كان من المقرر أن يشارك في المنتدى، دون ذكر المزيد من التفاصيل. وأضاف أن “العلاقات اليابانية مع السعودية شديدة الأهمية نظرا لأنها شريك إستراتيجي مهم. ومن المهم القيام بزيارات رفيعة المستوى بين اليابان والسعودية في المستقبل القريب”.

وتعتبر اليابان أحد أهم الشركاء الاقتصاديين للسعودية، حيث بلغ إجمالي التبادلات التجارية بين البلدين حوالي 34 مليار دولار العام الماضي. وتعد المملكة أكبر مورد للنفط الخام لليابان بواقع مليون برميل يوميا.