أخبار وتقارير

الأربعاء - 26 أكتوبر 2022 - الساعة 03:13 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة _ صدام اللحجي

على ضفاف وادي كبير «غرباً» من مدينة الحوطة تتناثر عشرات من المنازل المبنية من العشش لاتقيهم حر ولابرد يعيشون رتابة الحياة لاينتظرون سوى جهات حكومية أو دعم من منظمات إنسانية تطل على واقعهم فتدخلهم أي أنماط الحياة الحديثة إنهم سكان قرية الرجيعة بمديرية تبن لحج.

أطفال وكبار نساء وشيوخ أفحمتهم طرق ترابية شاقة وظلام يلف المكان فلا تعليم ولا صحة ولا ماء ولا كهرباء حكايات مأساوية إشترك الفقر في زواياها وزادها فقدان وحرمان هذه الخدمات زرنا القرية التي تبعد عن عاصمة المحافظة ما يقارب الـ3 أو الـ4 كيلو وخلصنا إلى نتائج مؤلمة تعصر القلب ألم.

خدمات غائبة

منذ وصلونا إلى قرية الرجيعة بمديرية تبن كان ذلك في موعد مسبق مع أحد أبنائها وهو الشاب أحمد محمد "دمبر" تنقلنا من خلالها عبر دراجة نارية من عاصمة المحافظة الحوطة إلى وجهتنا الرجيعة المحاذية سلكنا طريقاً ترابياً يمتد على طول قرى قريبة لوجهتنا طريق وعر لايعرف ما هو الإسفلت ترابية تعلو سماءها طبقات الغبار إضافة إلى أن هذه القرية تفتقد للكهرباء وتعيش على ضوء القمر والشموع إن وجد.

إنتظار المجهول

معاناة تتحدث عنها أحد سكان القرية تدعى خضراء علي سعيد بعمرها الثمانين وقد بدت عليها ملامح التعب وشغف الحياة والسنين قائلة نحن هنا نعيش منذ سنوات معزولون عن الخدمات لا كهرباء ولا نجد حتى شربت ماء نظيفة تضيف.. أعوام كثيرة مرت ونحن بإنتظار المجهول خدمات نفتقدها ويفتقدها ابناؤنا ولا مجيب تقول إن المعاناة تكمن في الأوقات الحارة خصوصا شهر رمضان حيث نعاني من شدة الحر وما زاد الطين بلة جلب المياه على ظهور الحمير من مسافات طويلة تصل لأكثر من اثنين كيلو وتشكو خضراء مما اسمته «الجوع» الذي أصبح يضرب ويفتك بهم ولا مغيث ولا مجيب.

توارث التعب

أحمد عوض سعيد البالغ من العمر 85 عاماً يقول نحن نعيش في عزلة عن العالم بسبب حياتنا البدائية نلتحف السماء ونفترش الأرض منازلنا من "العشش" إن هطلت الأمطار نغرق بالمياه وإن أشتد الحر تكون المعاناة أشد قسوة ننتظر زيارة أي منظمة إغاثية لترى كيف نعيش ورثنا هذا التعب منذ القدم واورثناه لأولادنا وإنا لله وإنا إليه راجعون.

غياب التعليم

وفي معاناة أخرى أوضح لنا
المواطن علي هادي أحد سكان القرية يتحدث إن التعليم في منطقتهم يكاد يكون معدوم سيما والقرية تفتقر حتى لبناء فصل دراسي بالإضافة إلى أن المعاناة تكمن في تنقل أولادهم من قرية إلى أخرى لتلقي التعليم وقد ضاعفت من مأساتهم إضافة إلى المعاناة ومشقة الطريق الترابية والخوف عليهم من تعرضهم للأذى ما دفع الكثير منهم للتوقف عن مواصلة تعليمهم فالجهل هو مصيرهم مثلما هو مصيرنا نحن.

تربية الماشية

في آخر جولتنا الصحفية كان لنا حديث مع الشاب أحمد محمد "دمبر" فقال في حقيقة الأمر إننا نعيش خارج العالم فـسكان قرية الرجيعة يعتمدون بدرجة أساسية على الرعي وتربية الماشية غير هذا *فلا* فالفقر يسحق غالبية الأسر التي تغطن في القرية سيما وأن تعداد سكان قرية الرجيعة يقدر حـوالي بـالمئات منذ شروق الشمس يبدأ الأطفال بتجهيز أنفسهم للذهاب وجلب المياه من مناطق بعيدة على ظهور "الحمير" والمعاناة تتكر كل يوم فأصبح الأطفال يحلمون بأن يعيشون كغيرهم يدروس يلعبون لكن في قريتنا من المستحيل أن تنال بعض حقوقك كأنسان حياتنا بدائية جداً نتمنى أن تصل رسالتنا هذه للجهات المعينة والمنظمات الداعمة بإغاثتنا وتوفير مياه صالحة للشرب واستكمال مشروع الكهرباء المتعثر فهذه أبسط مطالبنا.