أخبار وتقارير

الجمعة - 24 يونيو 2022 - الساعة 12:15 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / خاص


قل ما نرى أو نسمع في اليمن عن مسؤول يعمل بصمت دون ضجيج إعلامي او تلميع لشخصه ، فقد أعتدنا منذ سنوات أن نشاهد كل مسؤول لديه فريق متكامل يختص بتلميعه والتطبيل له، والترويج لكل عمل او تحرك يقوم به، حتى وإن كانت انجازاته في الواقع صفرا على الشمال.


ووسط هذا الضجيج والضوضاء والهراء، كان الكابتن صالح سليم بن نهيد، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، يعمل بصمت، يسير بخطى ثابتة، يبذل جهود مضاعفة واستثنائية، لسباق عجلة الزمن، في ظروف صعبة، وتعقيدات جمة، وتحديدات عديدة، ومطبات كثيرة، في سبيل تحقيق هدف سامي، وغاية وطنية، تتمثل في إعادة تأسيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد من الصفر، ومن داخل العاصمة المؤقتة عدن.

كان إعلان الهيئة اليوم عن جاهزية مطار عتق بمحافظة شبوة وافتتاحه أمام الرحلات الجوية الخاصة بالمنظمات الاغاثية، وقرب استكمال تجهيزاته لافتتاحه أمام الرحلات التجارية، دافعا قويا لكتابة هذا التقرير الصحفي، ومحفزا معنويا لتعداد انجازات وجهود جبارة بذلها ويبذلها رئيس الهيئة الكابتن بن نهيد.

ظل بن نهيد، منذ توليه رئاسة الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في 2015 ، عقب قرار نقل مقرها الرئيسي إلى عدن بقرار رئاسي، محافظا على وطنيته، مؤمنا بعمله، متمسكا بمهامه ، متحملا مسؤوليته بكل جدارة وتفاني واخلاص، عازما على تحقيق الأهداف التي تمكن من تحويلها من مجرد أفكار وأحلام إلى حقيقة خلال فترة وجيزة، باتت اليوم شاهدة على حقبة زمنية فريدة، خطها الكابتن بن نهيد بجهوده الدؤوبة وبإصرار المختارين من فريق عمله ، الذين استعان بهم، فكانوا له نعم المصطفين، وخير المعينين.

لم يشغل بال الكابتن بن نهيد، سوى الارتقاء بالهيئة وتصحيح أوضاعها وإعادتها لريادتها ، ولم تأخذ الصراعات مساحة واسعة من تفكيره ، كما لم تبلغ أي منعطفات حيز كبير من اهتمامته، وهو الأمر الذي مكنه من العمل في جميع الظروف ومع كل المسؤولين الذين تعاقبوا على وزارة النقل خلال الفترة الماضية.

شرع الكابتن صالح بن نهيد ومن داخل العاصمة المؤقتة بتنفيذ مهمته ، فكانت مهمة انشاء وتأسيس الهيئة في مدينة خرجت من براثن الحرب مهمة صعبة للغاية، واشبه بالنحت على الصخر، لكن بتضافر الجهود وثقة القيادة السياسية بشخص بن نهيد، بدأت الهيئة تخطو بخطى ثابته نحو التمكين وسحب الصلاحيات من هيئة الانقلابيين في صنعاء، وتمكنت من الحصول على كافة الاعترافات الدولية، وخلقت علاقة متينة مع كافة هيئات الطيران في دول الجوار والاقليم.

استطاع بن نهيد من الانطلاق بالهيئة ونشاطها، التي بدأ بتأسيسها في عدن، من احدى غرف الفنادق، جراء الظروف الصعبة والاستثنائية التي كانت عدن تعيشها في ذلك الوقت، فكان عزم بن نهيد وإصراره على إعادة الإعتبار للهيئة ومكانتها، هدفا ساميا، ونبراسا أنار طريقه للوصول إلى مبتغاه الذي كافح من أجل تحقيقه، وسط أوضاع منهارة وامكانيات ذاتية شحيحة.

كانت مطارات المحافظات المحررة وقتها مغلقة، وأوضاع معظمها متدهورة، وبنيتها التحتية منهارة، كانت التحديات كبيرة، والمعوقات والعراقيل كثيرة، لكنها لم تكن أكبر من التحدي الذي أقسم بن نهيد في دواخله على تجاوزه، متعهدا على السير بالهيئة إلى الأمام في طريق مليئ بالأشواك.

خلال فترة وجيزة، رسم بن نهيد أولى تلك الانجازات التي كانت مجرد حلم يراوده ويراود الكثيرين، ببدء عودة مطارات البلد للعمل تدريجيا، بدءا بمطار عدن الدولي، بمساعدة ودعم سخي من دول التحالف العربي، وتحديدا الامارات، والسعودية، قبل أن تمتد تلك الانجازات إلى مطارات سيئون والريان في حضرموت، ومطار الغيظة في المهرة، ومطار سقطرى، وأخيرا مطار عتق في محافظة شبوة.

لم تكن إعادة فتح مطارات البلد فحسب، تشغل بال الكابتن بن نهيد، فقد كانت إعادة افتتاح فروع الهيئة وتفعيل عمل مكاتبها في المحافظات وترتيب أوضاعها وتصحيح أوضاع موظفيها، من أولويات جهوده وما يشغل تفكيره، وتمكن من بلوغها، وتحقيق أهدافها، وانتشالها من أوضاعها المتردية التي كانت تحيط بها وتنخرها.

سبق وأن نشر تقرير صحفي، يعدد أبرز تلك الانجازات التي تحققت بجهود الكابتن بن نهيد خلال الفترة الممتدة من 2015 وحتى 2020 ، كالتالي:

- تأسيس وتفعيل عمل كافة الإدارات العامة والقطاعات في عدن

- رفع عدد الشركات الوطنية العاملة إلى 3 رغم الحرب واغلاق الاجواء.

- إعادة تأهيل مطارات عدن والريان وسيئون وسقطرى والغيضة من ما لحق بها من اضرار الحرب والاعاصير واعلان جاهزيتها الكاملة للتشغيل واستقبال الرحلات الدولية، بالاضافة إلى مطار عتق مؤخرا.

- توزيع أراضي على جميع موظفي مطار عدن الدولي.

- توظيف عدد كبير من الشباب الخريجين المؤهلين العاطلين عن العمل وكذا أبناء الموظفين والمتقاعدين وتثبيت مجموعة كبيرة منهم حيث يتجاوز عدد الموظفين الجدد الذين استوعبتهم الهيئة الـ 200 موظف، وهو امر لم يكن ليكون لولا القيادة الحكيمة لرئيس الهيئة بتمكين الهيئة من العمل وممارسة مهامها وخلق فرص عمل لهذا العدد الكبير من الشباب والذي عجزت عنه اغلب المرافق المنقولة إلى العاصمة عدن بعد حرب صيف 2015م.

- ابتعاث المراقبين الجويين في كافة المطارات إلى دورات تاهيلية خارجية وتعزيز المطارات بعدد من المراقبين الجويين المؤهلين الجدد للرفع من مستوى الخدمات المقدمة.

- رفع حوافز جميع موظفي المطارات.

- إعادة صرف التذاكر السنوية والعلاجية للموظفين والمتقاعدين وأسر المتوفيين في جميع المطارات.

- نقل وتأسيس معهد الطيران المدني والأرصاد في عدن.

- سحب كافة الاعترافات الدولية من هيئة الانقلابيين في صنعاء.

- وضع الدراسات والتصاميم الخاصة بانشاء مطار دولي في محافظة مأرب بالتعاون مع البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن وتدشين العمل في انشاءه.

- العمل علئ انشاء ونقل مركز المراقبة الجوية الى عدن

- خلق تعاون وشراكة مثمرة مع هيئات الطيران في دولة الامارات والمملكة العربية السعودية لتأهيل كوادر الهيئة والمطارات في المحافظات المحررة.

ما ميز الكابتن بن نهيد هو إخلاصه وتفانيه بعمله فقط، بذل كل وقته وجهده من أجل النهوض بالهيئة وفروعها ومطارات البلاد، صب كل تركيزه على انتشال الهيئة وفروعها ومطارات البلد من الأوضاع المتردية التي وصلت إليها جراء حرب الميليشيات الحوثية، لم يألوا جهدا في إعادة الإعتبار للهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد وتعزيز مكانتها من مقرها الرئيسي الجديد في العاصمة المؤقتة عدن.
 
في الحقيقة من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وإن كان انتقاد الخطأ واجب فالإشادة بالصواب فرض عين على الجميع لا يسقط بالكفاية.