أخبار عدن

الأربعاء - 04 مايو 2022 - الساعة 12:31 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / خاص

أخفق مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، في أول اختبار حقيقي له في العاصمة المؤقتة عدن التي عاد إليها أعضاء المجلس الثمانية، بعد عشرة أيام من تسلمهم صلاحيات الرئيس لقيادة دفة المحافظات المحررة من البلاد، بإشراف ومتابعة السعودية.


عم بعض التفاؤل على أهالي مدينة عدن وباقي المناطق المحررة، من تلك الخطوات المتسارعة التي أفضت بإبعاد الرئيس هادي ونائبه علي محسن عن المشهد السياسي اليمني، على آمل أن تنتهي أزماتهم العديدة ومعاناتهم اليومية التي ظلوا يترجعونها منذ سنوات وارتفعت وتيرتها منذ انطلاق الحرب وتدخل التحالف وتحرير عدن في 2015.

يعد ملف الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والاتصالات والمشتقات النفطية وأسعار السلع والخدمات وانقطاع وتأخر المرتبات الشهرية والعلاوات السنوية، فضلا عن الفساد المتجذر في مؤسسات الدولة، أبرز الأزمات والمعاناة التي تعصف بعدن وباقي المحافظات المحررة، التي تتفاقم يوما بعد يوم، على مرأى ومسمع التحالف العربي والسلطات اليمنية "رئاسة وحكومة وسلطات محلية" منذ سبع سنوات، دون أي تحرك يذكر لمعالجة تلك الأزمات والمعاناة والمشاكل أو الحد منها على الأقل.

لم يتبقى سوى ثلاثة أيام على اكتمال شهر كامل منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمنية المكون من 8 شخصيات "رئيس و 7 أعضاء"، ومع لم يلمس أهالي عدن المحررة، حيث "مقر الرئاسي والحكومة والبرلمان والشورى " أي تحسن في تلك الأزمات والمعاناة اليومية التي لم يتمكن كل اولئك السلطات ومؤسسات الدولة الحاضرة فيها من إحداث ولو تغيير ايجابي بسيط في تلك الملفات الخدمية الحيوية والهامة.

في يوم الثلاثاء، ثاني أيام عيد الفطر المبارك، خرجت محطة بترومسيلة "الرئيس" الكهربائية في عدن عن الخدمة، وهي المحطة التي تعمل بتوربين واحد فقط، على الرغم من جهوزية التوربين الثاني وامكانية ادخاله للخدمة لرفع التوليد وتحسين المنظومة، لكن لم يتمكن مجلس الرئاسة والحكومة وبرلمانهم وشورتهم من توفير وقود من النفط الخام لتشغيله منذ ماقبل شهر رمضان !!

تقول مؤسسة كهرباء عدن أن خروج التوربين رقم 1 من محطة بترومسيلة، ظهر الثلاثاء، جاء بسبب اجراء صيانة عاجلة له، دون تفاصيل أخرى، إذ يبدو أنه تعرض لخلل معين.

وعلى نفس الصعيد، وبعد ساعتين تقريبا، من توقف محطو بترومسيلة، خرجت منظومة كهرباء عدن بالكامل عن الخدمة، بسبب عطب او عمل تخريبي لكابلاتها الرئيسية التي تغذي محافظة الضالع.

تسبب كل ذلك، بزيادة ساعات انطفاء الكهرباء عدن في ثاني أيام عيد الفطر، لتصل جرعة الانطفاء لأكثر من 4 ساعات ونصف، مقابل ساعتين تشغيل فقط، في ظل ارتفاع كبير لدرجة الحرارة في عدن ونسبة رطوبة عالية تشهدها المدينة منذ يومين.

لا يتجاوز حجم توليد التيار الكهربائي في محطات التوليد الحكومية والمستأجرة بعدن عن 150 ميجاوات تقريبا، يضاف إليه توليد توربين 1 من محطة بترومسيلة بقدرة 100 ميجاوات، بينما يبلغ حجم أحمال او استهلاك عدن في فصل الصيف نحو 600 ميجاوات تقريبا، بحجم حجز يتراوح بين 300 الى 350 ميجاوات.

تراجع حجم توليد الكهرباء في عدن نسبيا في العام الحالي، جراء توقف وتراجع بعض محطات الطاقة المشتراة، إلى جانب توقف مولدات انترسولار التي سبق للانتقالي أن وفرها لعدن، قبل أن يتضح لاحقا أنه استأجرها لمدة عام فقط، وتوقفت حاليا بسبب عدم سداد قسط استئجارها.

يحدث هذا كله على مرأى ومسمع مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية والبرلمان والشورى، وفي ظل تواجدهم جميعا في عدن وخلف جبال وأسوار معاشق، وهو أبرز ملف وأكبر تحدي أمام أولئك من مؤسسات وسلطات الدولة والمحافظة، وسط اخفاق وفشل بات واضح لأول اختبار حقيقي لمدى جديتهم ومصداقيتهم وفاعلية تصريحاتهم التي صجوا اذاننا بها من داخل الرياض وعدن خلال 30 يوم.

ليس ملف الكهرباء وحده يشير الى اخفاقهم، لكنه يعد أهمها، حيث مازالت الأزمات مشتعلة والمعاناة مستمرة، لاسيما في باقي الملفات والخدمات الأساسية التي ماتزال شاهدة على تنصل واضح واخفاق متعمد وتجاهل مقيت وفساد متجذر متراكم من حكومات يمنية متعاقبة أعيد تدويرها داخل مؤسسات وسلطات الدولة، ومع ذلك ينتظرون منهم اصلاح ومعالجة الملفات التي سبق وأن اخفقوا فيها وتنصلوا عن حلها وتعمدوا على افشالها لأغراض في أنفسهم !!