أخبار وتقارير

الإثنين - 18 أبريل 2022 - الساعة 12:01 ص بتوقيت اليمن ،،،

العرب

أعلن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن عبدالله العليمي عن استعدادهم للحرب إذا فشلت جهود السلام مع المتمردين الحوثيين، لكنه شدد على أنّ الأولوية تبقى إنهاء النزاع المستمر منذ ثماني سنوات.


وقال العليمي في أول مقابلة إعلامية يجريها منذ تعيينه في الهيئة المكونة من ثمانية أعضاء “خيارنا الأول السلام، لكننا مستعدون للحرب”.

وفوض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في السابع من أبريل صلاحياته إلى مجلس القيادة الجديد برئاسة رشاد العليمي في ختام مشاورات للقوى اليمنية استمرت لأكثر من أسبوع برعاية مجلس التعاون الخليجي في الرياض.

وبموجب المرسوم الرئاسي فإن المجلس، الذي يضم قوى لديها مشاريع سياسية متضادة، سيتولى استكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية.

وقال هادي إنّ القوى المنضوية في المجلس “قادرة بدعم التحالف” بقيادة السعودية على تحقيق “انتصار ناجز” في مواجهة الحوثيين.

وتخوض السلطة اليمنية المعترف بها دوليا حربا مريرة ضد الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ العام 2014 ومناطق أخرى في شمال وغرب البلاد رغم التدخل العسكري بقيادة السعودية في العام 2015.

وتسبّب النزاع بمقتل أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو بسبب تداعيات الحرب وبات على إثره الملايين من السكان على حافة المجاعة.

ولاقى تشكيل المجلس الجديد ارتياح المجتمع الدولي، بعد أن أظهرت قيادة هادي عجزا فادحا عن إدارة المرحلة، نتيجة هيمنة شق الإخوان عليها، مقصيا باقي القوى الوازنة على المسرح السياسي والعسكري.

وجاء تشكيل المجلس بعد أن دخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن حيز التنفيذ في مطلع أبريل تزامنا مع بداية شهر رمضان، في بارقة أمل نادرة في الصراع الذي مزّق أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية.

وقال العليمي الذي كان يمسك بمسبحة خلال المقابلة التي أجراها مع “فرانس برس” إنّ “الظروف الصعبة التي وصل إليها اليمن تحتم على الجميع مغادرة مربع المصالح الشخصية والحزبية من أجل تحقيق السلام”.

وسيلتقي قادة المجلس الجدد خلال الأيام المقبلة في اليمن مع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ الذي زار صنعاء الأسبوع الماضي لأول مرة منذ تعيينه في منصبه في سبتمبر الماضي والتقى قادة الحوثيين.

وأوضح العليمي، المدير السابق لمكتب هادي، أن قادة المجلس سينتقلون بعد ذلك “إلى الداخل اليمني لأداء اليمين الدستورية” أمام مجلس النواب (البرلمان).

وقد بدأت الاستعدادات بالفعل لذلك حيث وصلت قيادة البرلمان الأحد إلى العاصمة المؤقتة عدن للمرة الأولى منذ بدء الحرب، قادمة من الرياض.

وقال مصدر حكومي مطلع إن “رئيس البرلمان سلطان البركاني ونائبه محسن باصره وعددا كبيرا من أعضاء مجلس النواب وصلوا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية وأخرى سعودية”.

وكان يعاب على السلطة السابقة استقرارها الدائم في الرياض، ما جعلها بعيدة عن مجريات الأحداث، وعن مواكبة الأوضاع الأمنية والاقتصادية على أرض الواقع، ولكن من المرتقب أن يتغير هذا الوضع وأن يستقر المجلس الجديد في عدن.

ويرجح أن يركز المجلس الجديد على تحسين الوضع الاقتصادي في المناطق الواقعة تحت سيطرته مع التعاطي بإيجابية مع جهود المبعوث الأممي لتمهيد الطريق للعملية السياسية، والتي لا تخلو من تعقيدات لاسيما في علاقة بسبل إقناع الحوثيين بالانخراط فيها بشكل جدّي.

ولم يوضح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي كم من الوقت سينتظر المجلس الجديد الحوثيين للجلوس حول طاولة المفاوضات.

ورفض الحوثيون المشاركة في مشاورات الرياض التي اعتبروها “أرضا للعدو”، لكن العليمي قال “إذا كانت هناك جدية لدى الحوثيين للحوار… لن نختلف على مكان عقد المفاوضات”.

وكان الحوثيون اعتبروا قرار إنشاء المجلس الجديد “محاولة يائسة لإعادة ترتيب صفوف المرتزقة للدفع بهم نحو المزيد من التصعيد”.

ويثير هذا الموقف المزيد من المخاوف من أن يرفض المتمردون الجلوس مع المجلس الجديد بزعم أنه فاقد للشرعية.

وكانت القوى اليمنية المجتمعة في الرياض دعت في البيان الختامي لمشاوراتها مجلس القيادة الرئاسي إلى التفاوض مع الحوثيين “تحت إشراف الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل” للنزاع.

وأشار محللون إلى أن الحوثيين صرحوا منذ فترة طويلة بأن السلام لن يتحقق إلا بعد مغادرة القوات الأجنبية فيما يعتقد البعض أنهم مهتمون فقط بإجراء محادثات مع السعوديين.

وقالت فاطمة أبوالأسرار من معهد الشرق الأوسط في واشنطن “الحوثيون لا يرون أنفسهم في صراع مع اليمنيين. الحوثيون يرون أنفسهم في صراع مع السعودية”.

ويرى محللون أنه في حال تمسك الحوثيون بسياسة الهروب إلى الأمام وعدم التعاطي بإيجابية مع الجهود الجارية لتحقيق السلام، فإنهم سيكونون في مواجهة صعبة مع المجلس الجديد.

ويوضح المحللون أن الحوثيين استغلوا في السابق حالة الانقسام في صفوف المعسكر المناهض لمشروعهم في اليمن، وهذا الوضع تغير الآن بتشكيل المجلس الرئاسي.

وقال المحلّل في مجموعة الأزمات الدولية بيتر سالزبري إنه إذا لم يحقق الضغط من أجل السلام نتيجة، يمكن للقوات المتحالفة الجديدة المناوئة للحوثيين أن تواصل “حملة منسقة متعددة الجبهات” ضد المتمردين، بشرط أن تتماسك قوات المجلس المتنوعة.

وتابع “لديهم (مجلس القيادة الرئاسي) القدرة على السعي لتحقيق السلام بشراسة أكبر ومواصلة الحرب بشراسة أكبر، والنتيجة الأكثر ترجيحا هي أنهم يحققون قليلا من الأولى وقليلا من الأخرى”.