يحافظ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على علاقات جيدة وقوية بالقارة الأفريقية رغم أن حربه على أوكرانيا أثارت سخط الغرب عليه.
ويعتمد بوتين، في دبلوماسيته الأفريقية على مجموعة من السياسيين والخبراء والأمنيين الذين يحددون ملامحها، حسبما أفاد تقرير لمجلة ”جون أفريك“ الفرنسية.
وقالت المجلة إن ”الرجل، الذي يرأس روسيا منذ عقدين من الزمن، جعل أفريقيا إحدى ركائز استراتيجية الكرملين الدولية في السنوات الأخيرة“.
وأضافت أنه ”من خلال اللعب على الخطاب المعادي للغرب أعاد الرئيس الروسي إحياء طموحات الإمبراطورية السوفيتية وقوّض القوى (التقليدية) ولا سيما فرنسا في القارة السمراء“.
وأشارت إلى أنه ”من الدعاية الإعلامية إلى العلاقات الدبلوماسية ومن تسليم الأسلحة إلى الهيدروكربونات يحشد رجل موسكو القوي أتباعه المخلصين من جميع مناحي الحياة لتنظيم (غزوه) لأفريقيا“.
ورصد تقرير المجلة الفرنسية، مجموعة من الأيديولوجيين وتجار الأسلحة والأثرياء الذين ينجذبون حول القيصر بوتين، وهم:
سيرغي لافروف
وزير الخارجية الروسي، هو وجه فلاديمير بوتين، على الساحة الدولية.
تدرب هذا الدبلوماسي في معهد الدولة للعلاقات الدولية في موسكو وعمل لفترة طويلة في الولايات المتحدة قبل استدعائه إلى روسيا في نهاية الثمانينيات.
شهد سقوط الاتحاد السوفيتي وظهور بوريس يلتسين، الذي عينه في عام 1994 ممثلا دائما لبلده لدى الأمم المتحدة في نيويورك حيث مكث هناك لمدة عقد من الزمان.
وفي عام 2004، اختار سيد الكرملين أن يجعله رئيسا للدبلوماسية، وهو المنصب الذي شغله لمدة ثمانية عشر عاما.
ولا يزال سيرغي لافروف، شديد التعلق بتأثير روسيا الكبرى وهو ناشط مناهض للإمبريالية ويمثل أحد أعمدة سلطة فلاديمير بوتين.
يبلغ لافروف الآن من العمر 71 عاما، ويساعده ميخائيل بوغدانوف، نائب الوزير المسؤول عن أفريقيا والشرق الأوسط، نشط للغاية بشأن الأزمة السورية.
كان هذا السفير السابق لدى مصر حاضرا في قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة في أديس أبابا وروج لمسعى موسكو لاستضافة معرض إكسبو العالمي 2030.
سيرغي شويغو
أما وزير الدفاع الروسي، لم يسبق له أن خدم في الجيش، لكنه غالبا ما كان يرتدي الزي العسكري.
ويشغل شويغو، منصب وزير الدفاع منذ عام 2012، وهو الحاكم السابق لمنطقة موسكو والرئيس السابق لـ“روسيا المتحدة“، حزب بوتين، وأحد أكثر مستشاري الرئيس قربا.
ويعتبر كذلك أستاذ الدبلوماسية العسكرية للكرملين في أفريقيا، وفق وصف تقرير ”جون أفريك“.
وتوضح المجلة أنه ”سواء في مالي أو في جمهورية أفريقيا الوسطى قاد هذا المهندس السابق البالغ من العمر 66 عاما اتفاقيات الدفاع التي تفاوض عليها مع نظرائه ساديو كامارا أو ماري نويل كويارا، وكلاهما استقبل في موسكو“.
وتضيف أنه ”يعتبر الخليفة المحتمل لبوتين ويحظى بثقة جهاز المخابرات العسكرية الروسية القوي، الذي يسيطر على العديد من عمليات الدعاية في الخارج“.
نيكولاي باتروشيف
هو سكرتير مجلس الأمن في الاتحاد الروسي منذ عام 2008.
هذا الرجل من ”سانت بطرسبرغ“ يعمل مع فلاديمير بوتين، منذ بداية التسعينيات، تدرب في وكالة المخابرات الروسية وقاد جهاز المخابرات الداخلية الروسية من 1999 إلى 2008.
ومنذ ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، على حساب أوكرانيا يخضع نيكولاي باتروشيف، للعقوبات الأوروبية.
وقد عمل باتروشيف، بانتظام كمبعوث لبوتين، مع بعض القادة الأفارقة، ولا سيما ملك المغرب محمد السادس والرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة.
كما أنه كان يلتقي بانتظام برؤساء مختلف أجهزة المخابرات في القارة، الذين يدعوهم أيضا كل عام إلى روسيا خلال مؤتمر رسمي حول القضايا الأمنية.
سيرغي تشيمنوف
كان هذا الجندي المدرب عميلا سابقا في المخابرات السوفيتية وعمل في الثمانينيات في دريسدن، في ألمانيا الشرقية السابقة، جنبا إلى جنب مع فلاديمير بوتين.
تحول سيرغي تشيمنوف، تدريجيا إلى اقتصاد السوق في التسعينيات وأصبح عضوا في مجلس إدارة شركة تصنيع الطائرات ”سوخوي“.
في عام 2004، أصبح المدير العام لشركة ”روسوبورونيكسبورت“ عملاق مبيعات الأسلحة الروسي وخاصة في أفريقيا.
تولى في 2007، رئاسة الشركة الأم، ”روستيك“، التي أسسها بوتين، في العام نفسه.
وتسيطر هذه الشركة الحكومية المترامية الأطراف بشكل خاص على صادرات قطاع الدفاع الروسي.
وعلى هذا النحو فإن هذا الصديق الشخصي للرئيس هو أحد المحاورين المميزين للموظفين والوزراء الأفارقة المهتمين بالتسلح الروسي.
كونستانتين مالوفيف
يترأس الرجل المقرب جدا من بوتين، وكالة التنمية السيادية الدولية، وهي مؤسسة تجمع بين بنك الاستثمار وشركة الاستشارات المالية.
هو مسيحي أرثوذكسي متحمس ويعمل بانتظام كمبعوث للكرملين مع الأحزاب الأوروبية اليمينية المتطرفة لا سيما في فرنسا.
ويعد هذا المصرفي البالغ من العمر 47 عاما وخرّيج القانون من ذوي الثقل في قطاع الاتصالات، وهو الآن أحد متتبعي الدعاية الروسية المعادية للغرب في أفريقيا وينتقد ”المانحين الدوليين“ وصندوق النقد الدولي.
وبمساعدة الشريك الناطق بالفرنسية، ألكسندر أوكولوف، يروج أيضا للاستثمارات الروسية في القارة.
ألكسندر دوغين
يمكن القول إنه المفكر السياسي الأكثر نفوذا في حاشية فلاديمير بوتين، كما جاء في تقرير المجلة الفرنسي.
هذا الضابط السابق في المخابرات السوفيتية قريب من رجل الأعمال كونستانتين مالوفيف، المسؤول عن تصدير تفكيره دوليا، لا سيما إلى الأحزاب السياسية والأوروبيين اليمينيين المتطرفين أو بعض جمعيات المجتمع المدني الأفريقي.
وقد اقترب ألكسندر دوغوين، بشكل خاص في السنوات الأخيرة من الناشط الأفريقي كيمي سيبا، الذي استقبله في روسيا العام 2017.
وصف ألكسندر دوغين، البالغ من العمر 60 عاما مؤخرا، الناشط بأنه ”أمل أفريقي في عالم متعدد الأقطاب“.
يفغيني بريغوجين
يرأس هذا الرجل من ”سانت بطرسبرغ“ المجمع الإعلامي ”باتريوت غروب“ أحد أهم عوامل تأثير العقيدة الروسية على المستوى الدولي.
يعتبر بريغوجين، خبيرا في المعلومات المضللة، وقد كلف في عدة مناسبات موظفيه بالتأثير على الانتخابات في الخارج، من الولايات المتحدة إلى أفريقيا وخاصة في مدغشقر في عام 2019، حيث اعتمد على عالم الاجتماع و“المؤثر“ مكسيم شوقلي مثلا.
كما يعد جزءا من دائرة بوتين، الأولى التي تفضل توقيع العقود بين شركاته والدولة الروسية، ولا سيما عبر وزارة الدفاع، بصفقات تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار في السنة.
تدخل الرجل في السودان أو حتى في ليبيا فهو قبل كل شيء الممول غير الرسمي لمجموعة ”فاغنر“ التي انتشر مرتزقتها للتو في مالي بعد أن استقروا في جمهورية أفريقيا الوسطى.