الجمعة - 04 مارس 2022 - الساعة 12:27 م بتوقيت اليمن ،،،
إرم نيوز
قال تقريران إخباريان، الجمعة، إن طيران روسيا بات يسيطر على أجواء أوكرانيا، فيما ستدخل قواتها العاصمة كييف في نهاية المطاف رغم كل الصعوبات.
”هيمنة على الأجواء“
ذكرت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية أن القوات الروسية نجحت في فرض هيمنة فعالة على سماء أوكرانيا، وهو ما ترك مجالًا ضئيلًا للطائرات الحربية المتبقية في كييف للعمل.
ونقلت المجلة عن ”وارد كارول“ قائد البحرية الأمريكية المتقاعد الذي قام بمهام قتالية في طائرات إف -14 قوله إن ”القوات الجوية الأوكرانية أصبحت محاصرة بشكل أساسي نظرا لهيمنة المقاتلات الروسية، وإذا طاروا يموتون“.
وأضاف كارول: ”بالنظر إلى القوة الجوية الروسية الساحقة، وهي ميزة يبدو أن موسكو تستفيد منها بشكل متزايد مع دخول الحرب أسبوعها الثاني، أعتقد أن أي طلعات جوية تقوم بها الطائرات الأوكرانية في هذه المرحلة من الصراع ستكون مهمة أخيرة“.
ورأى أن مجرد فكرة إرسال المزيد من الطائرات الأوكرانية مثل ”ميج-29“ هي خطرة، معتبرا أن ”بإمكانهم الطيران لطلعات قصيرة وتنفيذ ضربات سريعة ثم العودة إلى الحظائر وإخفاء الطائرات“.
وأشار العسكري الأمريكي إلى أن ”الوضع الآن هو أن روسيا تتمتع بسيطرة فعالة على ارتفاع 10000 قدم، وكل من له سيادة فوق 10 كيلومترات لديه تفوق جوي، لكن هذا لا يعني أن الأوكرانيين يتمتعون بأي تفوق تحت هذا الارتفاع“.
ولفت ”كارول“ إلى أن ”أوكرانيا لا تزال تحتفظ ببعض قدراتها المضادة للطائرات، بما في ذلك صواريخ ”ستينغر“ المحمولة على الكتف التي قدمتها الولايات المتحدة“.
لكنه أوضح أن ”التهديد الذي تشكله هذه المنصات يقتصر إلى حد كبير على ”طائرات الهليكوبتر الهجومية وطائرات النقل التي تحاول الهبوط“.
وقال إنه ”بمجرد امتلاكك للجو فوق 10 كيلومترات، يمكنك إدارة وتحييد التهديد الصاروخي أرض-جو عند ظهوره“.
وتابع أن ”ذلك يحد بشكل كبير من قدرة القوات الأوكرانية على ضرب أهداف أرضية مثل رتل روسي ضخم متجه نحو العاصمة كييف“.
ونقلت المجلة عن طيار عسكري أمريكي قوله، إنه ”طالما لا تستطيع أوكرانيا تحقيق التفوق الجوي أو التكافؤ، يمكن للقوات البرية الروسية أن تحقق حرية الحركة على الأرض، بما فيها سير الرتل العسكري باتجاه كييف“.
وأوضح بأن ”جزءا من ميزة روسيا في دفاعاتها المتطورة يكمن في نظام صواريخ أرض-جو S-400 القادر على ضرب أهداف على مدى 400 كيلومتر في الجو“.
وأشار إلى أن ”هذه الأنظمة الموجودة ليس فقط في روسيا نفسها ولكن في روسيا البيضاء الحليفة وشبه جزيرة القرم التي تم ضمها من أوكرانيا وقد تم ”دفعها إلى الحدود“ مما يضع الكثير من المجال الجوي الأوكراني ضمن النطاق“.
ولفت إلى أن ”مدى التهديد بصواريخ إس-400 هو عمليا كل أوكرانيا من الحدود“.
”دخول كييف رغم الصعوبات“
من جهتها، ذكرت وكالة ”أسوشييتد برس“ الأمريكية، نقلا عن خبراء، أن القوات الروسية ستكون قادرة بالنهاية على دخول العاصمة الأوكرانية كييف، على الرغم من توقف تقدم الرتل العسكري الروسي الضخم باتجاهها؛ بسبب سوء الطقس وتراكم الوحل.
ولعدة أيام، أبطأ الرتل العسكري إلى حد كبير قبل توقفه على بعد 15 ميلا (25 كيلومترًا) خارج كييف، والتي يُعتقد أنها الهدف المركزي للغزو الروسي، بحسب الوكالة.
وأشارت إلى أنه بعد 8 أيام من الحرب، عانت شاحنات الإمداد والقوات والأسلحة الروسية من نقص بالوقود والغذاء والتحديات اللوجستية، بما في ذلك الطقس والوحل.
وتمكنت القوات الأوكرانية من مهاجمة وتعطيل بعض المركبات في المقدمة؛ ما تسبب في إبطاء الأرتال المتقدمة، لكن الروس قاموا بحماية القافلة إلى حد كبير من الهجوم الجوي.
ولفتت الوكالة إلى أن ”تباطؤ الرتل العسكري أثار تساؤلات حول التداعيات القصيرة والطويلة المدى وما تعكسه بشأن خطط الحرب في روسيا“.
وقال ماسون كلارك، محلل شؤون روسيا في معهد دراسة الحرب في واشنطن، إن ”ما حدث قد يعكس أوجه القصور في الجيش الروسي، الذي يفتقر إلى الخبرة نسبيًا في تنفيذ عمليات واسعة النطاق تجمع بين القوات الجوية والبرية والبحرية“.
وأضاف كلارك: ”لكن من غير المرجح أن تمنع هذه التطورات، روسيا من الانتصار على المدافعين الأوكرانيين؛ نظرا لتفوق القوات الروسية عددا وعتادا. في نهاية المطاف أعتقد أن الروس سيتمكنوا بكل بساطة من إنهاك القوات الأوكرانية والاستيلاء على كييف“.
وأشارت وكالة ”أسوشييتد برس“، إلى أن ”الرتل العسكري الروسي، الذي يبلغ طوله نحو 65 كيلومترًا (40 ميلا) من قرب بريبيسك في الشمال إلى الطرف الجنوبي بالقرب من مطار أنتونوف، كان يتحرك بشكل مطرد جنوبا في بداية الحرب، لكنه بدا الأسبوع الجاري أن التقدم شبه متوقف“.
وركزت التقارير على الفور على نقص الوقود والغذاء، فيما قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير، إن القوات الأوكرانية استهدفت الرتل العسكري بنيران أرضية، بما في ذلك صواريخ ”جافلين“ المضادة للدبابات المحمولة على الكتف والمقدمة من دول غربية.
ولفتت الوكالة في تقريرها إلى أن ”أهم تأثير لهذه الهجمات، أنها ضربت مركبات في مقدمة القافلة؛ ما أدى بشكل أساسي إلى خلق حواجز كبيرة على الطريق“.
وبالإضافة إلى ذلك، ”صعَّبت الأرض الموحلة على الروس، السير في الطرق الوعرة لتحقيق المزيد من التقدم على طول الطرق الأخرى“، وفقا للوكالة، التي قالت إن ”الصور ومقاطع الفيديو أظهرت مركبات عسكرية عديدة عالقة في الوحل“.
وقال جون كيربي، السكرتير الصحفي للبنتاغون، إن ”المسؤولين الأمريكيين يقدرون أن الرتل العسكري، بالإضافة إلى القوات الأخرى المتجهة نحو كييف من الشمال، متوقف إلى حد كبير“.
وأوضح كيربي أن ”الروس قد يكونون على ما يبدو يعيدون تجميع صفوفهم، وتقييم أسباب تقدمهم البطيء، وكيفية تعويض الوقت الضائع، معربا عن اعتقاده بأنهم على الأرجح لم يتوقعوا مثل هذه المشاكل أو مدى المقاومة الأوكرانية“.
ولفتت الوكالة إلى أنه ”عادة ما تكون مثل هذه السلسلة الطويلة من المركبات العسكرية في منطقة مفتوحة نسبيًا عرضة للهجوم الجوي“.
لكنها أوضحت أن ”أي هجمات أوكرانية على الرتل الروسي قد تكون محدودة؛ لأن المسؤولين يعتقدون أنها تحتوي على أنظمة دفاع جوي، وقد تكون محمية بقوات متخصصة لصد المهاجمين الأرضيين“.
وأشارت إلى أنه ”على الرغم من إصابة الجيش الأوكراني مركبات في المقدمة وفي مواقع متفرقة أخرى، فمن الخطر جدًا أن يتم إرسال طائرات مأهولة لمهاجمة الرتل، والتي يمكن أيضًا مواجهتها بأنظمة دفاعية متطورة“.
وأضافت أن ”الجيش الأوكراني ركز على الدفاع عن المدن الكبرى المحاصرة والمعرضة لخطر الاستيلاء عليها“.
وقالت الوكالة: ”يحذر المسؤولون الأمريكيون من أي استنتاجات شاملة، بأن مشكلة الرتل تشير إلى انتكاسة منهكة للروس… وفي حين أنه من الواضح أن التباطؤ أوقف الهجوم الروسي على كييف في الوقت الحالي، يعتقد المسؤولون أن روسيا لديها الكثير من القوة القتالية العسكرية في أوكرانيا، لدرجة أنها ستقوم بتعديل والتغلب على مثل هذه النكسات“.
وأضافت: ”يقول المسؤولون إنه من الممكن أيضًا أن جزءًا من سبب توقف التقدم، هو أن القادة الروس يتوقفون عن عمد لإعادة التقييم والضبط؛ ما يتيح الوقت للحصول على المزيد من الإمدادات؛ استعدادًا قبل البدء في تقدم آخر نحو كييف“.