أعلنت مصادر دبلوماسية في مجلس الأمن الدولي، أن البعثة الروسية الدائمة وزعت مشروع قرار على أعضاء المجلس يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة.
ويدين مشروع القرار الروسي كل أعمال العنف ضد المدنيين والأعمال الإرهابية ويدعو لإطلاق سراح كل الرهائن، ويدعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية والإجلاء الآمن للمدنيين الذين يحتاجون ذلك.
ويعرب مشروع القرار عن القلق البالغ إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، كما يؤكد على وجوب حماية السكان المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وجاء في مشروع القرار: "نعتقد أن الحل الطويل الأمد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الوسائل السلمية. وندعو إلى وقف فوري طويل الأمد لإطلاق النار تحترمه جميع الأطراف".
وأكد مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبينزيا، أن قيام إسرائيل بإخلاء أكثر من مليون شخص أمر مرفوض، وأن روسيا تدين كل أشكال العنف وقتل المدنيين في كلا الطرفين.
وشدد نيبينزيا على أن قطع الكهرباء والماء والغذاء والدواء عن الناس أمر غير مقبول ويعيد إلى الأذهان ذكرى حصار لينينغراد، والقصف العشوائي للمناطق السكنية في غزة مرفوض أيضا.
وأشار مندوب روسيا الدائم إلى أن واشنطن تروج الأكاذيب دعما لإسرائيل ضد الفلسطينيين دون إيجاد حل، وقد منعت الولايات المتحدة الكثير من مشاريع القرارات لحل القضية.
كما أشار إلى أن روسيا لا يمكن أن تقبل التقاعس التام وعدم وجود أي رد فعل من جانب مجلس الأمن الدولي والأمانة العامة للأمم المتحدة، ومشروع القرار الذي قدمته البعثة الروسية يركز على الجانب الانساني وليس السياسي.
وأضاف، أن العقاب الجماعي لمواطني غزة وإجلاء أكثر من مليون مدني قد يؤديان إلى عواقب كارثية.
وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبينزيا، أن بلاده لا تستطيع قبول تقاعس مجلس الأمن الدولي عن تسوية الأزمة في الشرق الأوسط.
ولاحقا، أكدت المندوبة البريطانية لدى مجلس الأمن الدولي، باربرا وودوارد، تلقيها مشروع القرار الروسي لوقف إطلاق النار في غزة، وأشارت إلى أنهم يحتاجون مزيدا من الوقت للتشاور الجاد حوله.
وقال وودوارد: "تلقينا المشروع (مشروع قرار روسي يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة)، ونحن بحاجة إلى المزيد من الوقت للتشاور بشكل جدي حول القرار".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أن العملية الإسرائيلية البرية في غزة محفوفة بعواقب وخيمة على جميع الأطراف، وستؤدي لخسائرَ كبيرة في صفوف المدنيين.
كما أكد بوتين استعداد روسيا للمساهة في تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مشددًا على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وفي وقت سابق، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من استهداف المدنيين خلال التصعيد الحالي الذي تشهده القضية الفلسطينية وخاصة قطاع غزة.
ودعا الرئيس المصري في تصريحات له: "كافة الأطراف إلى إعلاء لغة العقل والحكمة والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس وإخراج الأطفال والمدنيين والعودة للمسار التفاوضي تجنبا لحرائق ستشتغل لن تترك قاصيا أو دانيا إلا أحرقته".
وأضاف الرئيس السيسي، خلال حفل تخرج الأكاديمية والكليات العسكرية 2023: "كل صراع لا يؤول إلى السلام عبث لا يعول عليه".
وتابع: "مصر تسخر كل جهودها للوساطة دون قيد أو شرط".
وأكد: "سعى مصر للسلام واعتباره خيارها الاستراتيجي يحتم عليها ألا تترك الأشقاء في فلسطين الغالية وأن نحافظ على مقدرات الشعب الفلسطيني".
وأكد السيسي أن مصر "لا ولن تتأخر عن مساعدة الفلسطينيين لكن خروجهم من بلادهم يعني تصفية القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب جميعا".
يذكر أن إسرائيل أطلقت في وقت مبكر من يوم الجمعة دعوة لترحيل أكثر من مليون غزاوي إلى جنوب القطاع، وهي الدعوة التي وجهها الجيش الإسرائيلي إلى الأمم المتحدة حسب رويتر ، في ما يبدو أنه استعداد لإجتياح القطاع ،وفصل آخر من التهجير القسري إلى رفح المحاذية لمصر .
في غضون ذلك، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، يوم الجمعة، إخلاء مستشفى الدرة للأطفال شرق غزة بعد استهدافه من قبل الجيش الإسرائيلي بقنابل الفسفور الأبيض.
وقال المتحدث باسم الصحة الفلسطينية أشرف القدرة، أن "الاحتلال الإسرائيلي استهدف مستشفى الدرة للأطفال شرق غزة بقنابل الفسفور الأبيض وتم إخلاء المنطقة".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن "الاحتلال الإسرائيلي استهدف جنينا في بطن أمه وقتله قبل الخروج إلى الحياة في المجزرة التي ارتكبها قبل قليل بغزة ليلحقا بعائلتهما التي أبيدت".
هذا وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 1900 قتيل بينهم 614 طفلا و370 امرأة، وإصابة 7696 مواطنا بجراح مختلفة منهم 2000 طفل و1400 امرأة.