أخبار وتقارير

الأربعاء - 04 أكتوبر 2023 - الساعة 12:33 ص بتوقيت اليمن ،،،

خالد سلمان


هل تذهب السعودية بعيداً حد المواجهة العسكرية ، والعودة بالأوضاع إلى المربع الأول حرب ، عقب هجوم الحوثي على الحدود السعودية وسقوط قتلى من الجنود البحرينيين؟

في تقدير المخاطر ليس في وارد السعودية الرجوع خطوة إلى الوراء، عقب تفاهمات بكين ومحادثات الرياض صنعاء مسقط المعزز بتوافقات دولية ،هي قد أعلنت أن مغادرتها مسرح الحرب في اليمن خياراً إستراتيجياً ،ولان الحوثي يدرك هذه الإلحاحية الضاغطة على صانع القرار السعودي ، فهو يلجأ للتصعيد حد الضغط على الزناد لتحقيق هدفين:

الأول إبقاء مظلة الحرب ولو في حدها الأدنى قائمة لحاجات داخلية.

والهدف الآخر تسييل المواقف المتصلبة أو التي مازالت عالقة بحاجة لحل ، وإنتزاع المزيد من التنازلات على حساب الأطراف المحلية الأُخرى.

للسعودية مروحة بدائل لا يبدو أنها تعمل عليها ، أهمها:

عدم بيع من يقع في خانة حلفائها ،مقابل شراء سلاماً هشاً مفتوحاً على إنتكاسات محتملة.

وقف إضعاف الأصدقاء سياسياً وعسكرياً ، وتعزيز المكون العسكري الوحيد القادر على عقلنة التهور الحوثي، والحد من إندفاعته عبر بناء توازنات ، وهنا تبدو على المسرح جاهزية القوة الجنوبية، للقيام بدور رمانة الميزان والكفة الراجحة .

السعودية تتحرك في مساق واحد ومسار لا ثان له : السلام مع الحوثي بالإنحناء أمام زوابع طيشه المسلح ومطالبه المتهورة والتلويح بالعودة للمجابهة.

ماذا يريد الحوثي؟

ان يكون حاكماً فعلياً بشراكة شكلية للآخرين.

أن يحقق كل مطالبه قبل موافقته بالانخراط بمسار التسوية النهائية ، بفك الحصار وإقتسام الموارد بأثر رجعي منذ إنقلابه ، ومنحه الصوت المقرر والكعب العالي، في تقاسم حصص الثروات ، وهي في غالبها تتركز جنوباً.

لاتسوية تمنح الجنوب حقوقه حتى وإن كان إقليماً منزوع الثروات.

السعودية لم تبقِ لديها أوراق مقايضة على الطاولة، وهي تتخلى تدريجياً عن عوامل القوة الداخلية، تفتت وحدة الجنوب ، تغذي الإنقسامات ،تضعف القوات الجنوبية بحجب التسليح ، تصنع منافسين لحامل الجنوب السياسي، وكأننا أمام سعودية بلا إرث في إدارة الأزمات الإقليمية، وصناع إستراتيجيات لم يغادروا بعد ألف باء سياسة.

من دون مراكمة قوة داخلية موازية ، ووقف الإحتطاب داخل صفوف الجنوب، والكف عن تفريخ الكيانات وتقطيع الجغرافيا الجنوبية ،سيظل للحوثي القول الفصل واليد الطولى من الداخل وحتى تهديد أمن الجوار