أخبار وتقارير

الإثنين - 11 سبتمبر 2023 - الساعة 12:04 ص بتوقيت اليمن ،،،

محمد الثريا


تصريحات المبعوث الأممي الأخيرة بشأن القضية الجنوبية أكدت أن دور الإنتقالي خلال الفترة الماضية لم يكن مقنعا في نظر صانع القرار الأممي .

قبل عام تقريبا قلنا : "أنه في الوقت الراهن لايقبل المجتمع الدولي سوى بفكرة وحيدة للتعاطي معها وهي ضمان حصول الجنوبيين على حق التمثيل العادل في إطار التسوية السياسية الشاملة لحل النزاع باليمن، أي منح (المكون الجنوبي) مشاركة مقنعة في السلطة وليس إيهابه سلطة مستقلة كليا عن سلطة الحل السياسي كما يأتي في جوهر أدبيات القضية الجنوبية .

وأن جميع النقاشات والمشاورات ذات الصلة بالشأن الجنوبي لاتتعدى تلك الحقيقة ودونها تبقى دعاوى مرتبطة بحسابات أصحابها وليس الواقع " .

اليوم أضاف المبعوث جروندبيرج فكرة أخرى تتعلق بهوية (المكون الجنوبي) حين قال لابد من الإستماع إلى جميع الأصوات الجنوبية بما فيها المطالبة بالانفصال والغير مطالبة بالانفصال بل والأصوات اليمنية ككل، وهي برأيي فكرة تصنع تعقيدا أخر أمام مصير القضية الجنوبية في التسوية السياسية الشاملة لحل النزاع باليمن .

حيث يرمي الخارج الكرة هنا في ملعب الجنوب المتباين سياسيا، كاشفا عن عدم ميوله لطرف جنوبي محدد، وجاعلا مستقبل القضية تلك مرهونا بمدى تفاهمات الجنوبيين وتوافقهم على ممثل ورؤية واحدة، وهو أمر بطبيعة الحال سيعيدنا إلى التوقف مجددا أمام دعوى نجاح الإنتقالي في تقديم نفسه كمظلة وممثل سياسي للقضية الجنوبي خلال الفترة الماضية، ومدى قبول المسؤولين الأممين بذلك الدور .

التصريحات الأممية اليوم فعلا أعادت النقاشات حول القضية الجنوبية إلى مربعها الأول قبل الحرب .

------------------

في الواقع إن ما يتعلق بالمبتعثين لمنحة الأكاديمية العسكرية في الإمارات من قبل قيادة الانتقالي لايشكل سابقة جديدة في اليمن، حيث جرت العادة لدى جميع الأطراف السياسية ومكونات السلطة في ممارسة ذات النهج الإحتكاري القاصر على دعم وتأهيل أتباعها بعيدا عن الحيادية والشفافية والمساواة ودائما لحسابات مستقبلية تتصل بمتطلبات تثبيت السلطة والطموح السياسي لديها ..

ربما المشكلة مع الانتقالي هنا فقط حين تصبح شعاراته السياسية بذلك على المحك وينقضها الواقع في مرحلة لازال يصر خلالها بأنه يمثل مظلة لجميع الجنوبيين .

على العموم، لدي سؤال بسيط لنشطاء الانتقالي الذين أصيبوا بحالة من الهستيريا لمجرد أثارة الحديث عن خريجي منحة عسكرية واحدة، وهو كيف سيكون الوضع لديكم مثلا إذا رفع الرعاة أيديهم عن ملفات الفوضى والفساد التي تغرق بها قياداتكم ويجري على إثرها التحكم اليوم بالقرار السياسي لتلك القيادات وبقية مكونات الداخل؟

محمد الثريا