أخبار عدن

الثلاثاء - 22 أغسطس 2023 - الساعة 09:49 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / خاص


اشتعلت الاحتجاجات الغاضبة وحالة الغليان الشعبي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن مساء اليوم الثلاثاء في عدة مديريات تنديدا بانهيار خدمة الكهرباء وانطفاء التيار عن مساكن المواطنين لساعات طويلة وصلت لأكثر من 20 ساعة انطفاء في اليوم.

وشهدت مديريات صيرة وخورمكسر والمعلا والمنصورة احتجاحات غاضبة وقطع طرقات رئيسية وفرعية بالحجارة والاطارات المشتعلة، احتجاجا على تفاقم معاناة الناس جراء تزايد ساعات انطفاء الكهرباء في هذه المدينة الساحلية التي تعيش اجواء حارة جدا ورطوبة عالية خلال فصل الصيف.



وذكرت مصادر محلية أن قوات امنية تقطعت لتلك الاحتجاجات في مديرية خورمكسر، بالقرب من استراحة النفط في ساحل أبين، وسقط جريحان على الأقل من المواطنين.

في الاثناء، تشهد مديرية صيرة "كريتر" هي الأخرى احتجاجات وغليان شعبي منذ عصر اليوم، حيث قطع محتجون طرق رئيسية في شارع أروى وطرق أخرى مؤدية إلى منطقة حقات ومعاشيق الرئاسية، وسط محاولات أمنية لإعادة فتح الطرق والشوارع.

وتزايدت وتيرة انطفاءات الكهرباء في عدن منذ نحو أسبوع حتى وصلت عدد ساعات الانطفاء إلى أكثر من 20 ساعة مقابل أقل من 4 ساعات تشغيل فقط في اليوم. وسط ارتفاع مهول في درجة الحرارة والرطوبة، ما يؤدي عادة إلى زيادة نسبة الوفيات وتزايد في عداد المرضى وتفاقم المعاناة اليومية لسكان هذه المدينة التي تحولت فعلا إلى مدينة منكوبة في كافة المجالات، وسط تجاهل حكومي متعمد وصمت مطبق من القيادات الجنوبية المنظوية في الرئاسة والحكومة التي صعدت إلى هذه المناصب على أكتاف هؤلاء المنكوبين لتعيشهم في وهم الشعارات الرنانة.

وعلى ضوء ذلك، اكتظت منصات التواصل الاجتماعي بعشرات المنشورات منها المؤيد للغضب الشعبي ومنهم من يرفض ويدين تحول الاحتجاج إلى فوضى وتخريب، حيث يقول الكاتب الصقر الهدياني على صفحته في فيسبوك: 

هذه الفوضى يفترض أن تكون وصمة عار في تاريخ من يدير عدن،
كم سيكون هذا الشعب المسكين صبورًا على الكذب والوهم والتآمرات؟ مدينة يعيش أهلها فوق أخطر فوهة بركانية على وجه الكوكب، يحترقون من الحر دونما كهرباء تبرد عنهم القليل !

مفارقة لئيمة وجاحدة، أن يعيش الوزراء في أرقى الفلل في الخارج، وإن عادوا للوطن كانت لهم المعاشيق وجولد مور جنتان على الأرض، بينما تشوى أجساد المواطنين ويخبزها الحر والقهر..

لمن يصيح الفتات؟ مجلسٌ صامتٌ لا يجيب، ورئيس وزراء يطربه صوت بكاء الشعب !!

الحالة المؤلمة التي يعيشها الناس في عدن، لم تعشها أي مجموعة بشرية في أي حقبة زمنية على أي بقعة من الأرض على مر التاريخ، مرعب هذا التخاذل المتواصل، الجميع يتبرأون من هذه الخطية، كل طرف سياسي يتهم الآخر، ما عدنا نعرف من يحب عدن ومن يكرهها ! الجميع يستخدمونها لمصالحهم، يتسيدونها مجموعة حثالة يهتفون باسم الجنوب، يملأون حساباتهم البنكية من نفطها وسمَكَها وثرواتها، معاناة الناس وصلت إلى حد أنهم يتمنون الموت دون سواه، أن يموتوا ويعزهم الله من هذه الاستغلالات الشرعية والانتقالية والسياسات القذرة، لم يعد الناس بوسعهم العيش يومًا واحدًا تحت سيادة هذا السلطات الفاشلة، لا يهم تحت أي شعار بقدر الحصول على حياة كريمة خالية من الأزمات والذرائع الواهمة.

لم يعد يهمنا العيش مع الوحدة أو الانفصال، لا جنوب ولا شمال، لا يمن ولا جمهوريتين، لا يهمنا وطن، تهمنا حياة، حياة كريمة تقدّس الإنسان مهما اختلف مع أصحابه، حياة مستقرة وهادئة، ليس بوسعنا تحمُّل أي شيء آخر فوق هذا، لن نصبر أكثر من أي وقتٍ مضى، طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى، فاض الصمت، فاض الوجع، فاضتْ نيران الغضب في دواخلنا، الآن يجب طرد جميع السلطات والتخلّي عنها كليًا، تجريدها من كل الصلاحيات الممنوحة، إمّا حياة دون صراعات، وإلا فصرعة واحدة تخلصنا من كل هذه الحياة العبثية.

ثوروا أيها الكرام.. المجد للذين يطالبون بحقوقهم الآن في شوارع عدن.

بينما قال الكاتب السياسي أحمد حميدان على صفحته في فيسبوك: 

من غير المجدي ان يتحول الغضب الشعبي لفوضى وحرائق و عنف عدن لم تعد تحتمل المزيد 
الاحتجاج سلوك حضاري 

وابناء عدن يجب ان يكونوا اكثر حضارة ورقي في تعبيرهم 

احذروا المندسين الذين يهدفون لجركم للفوضى ومالا يحمد عقباه