أخبار وتقارير

الأحد - 18 يونيو 2023 - الساعة 03:42 ص بتوقيت اليمن ،،،

علي منصور مقراط


كلما مريت من المكان الذي كان يسكن فيه احمد الميسري بحي ريمي تذكرت ذلك الزمان الذي كان الناس تشعر فيه بالأمان والاطمئنان بوجود رجل دولة يحميهم ويعطف عليهم ويقف مع الصغير والكبير بعيدا عن المناطقية والمحسوبية والقروية التي ازدهرت وصارت سيدة الموقف بعد مغادرته عدن.
يذهب الناس إلى سوق القات الجديد في الممدارة الذي انتقل قبل أسابيع ويتساءلون عن هذا المكان المسور وتأتي الاجابة من مواطن بسيط هذا سور أيام الميسري ليس ملكا لشخصه ولا ملكية باسمه بل لبناء ديوان لوزارة الداخلية أو المؤتمر الشعبي العام الجنوبي.
الميسري الذي أدار المحافظات المحررة لفترة صعد اسمه الى العلالي في قلوب ووجدان العامة لم يهين أحدا في مكتبه او يرفع صوته فوق مواطن بسيط بل يخرج من عنده وقد جبر خاطره وفك كربته.
منذ خروج الميسري من عدن ترك فراغ لن ياتي من يملأه ولو على المدى البعيد.
الميسري لايحقد ولايعرف المناطقية يتعامل مع معارضيه بقمة الاخلاق والادب يتحمل النقد ويتقبل النصائح ..
شخصيا كنت انتقده عبر الصحف حين كان محافظ ابين وكنت مستشاره الإعلامي وفي الصباح نرشف الشاهي معا في مكتبه.
أحد الزملاء الصحفيين شن عليه حمله شعواء طبعا وهو محافظ ابين وحين قابله قال أنت ضيف عندي وأكرمه وقال لاتتردد من نقدي حتى وإن بالغت انا احترم الرأي الآخر كان لايضيق من النقد ويحترم من ينتقده أكثر من الذي ينافقه .
تذكرت الميسري بالأمس وأنا أجد توجيهات صريحة له قبل ست سنوات لصديقي الزميل الصحفي المخضرم مقبل شعفل باعطاء نجله الأولوية في الكلية العسكرية اليوم يحاول إبراز تلك التوجيهات ويصارع هنأ وهناك لكن يبدو مساويا و الابواب صدت أمامه متحسرا ويشعر بالغبن.

اعترف شخصيا أنني أشعر بالقهر والخوف وانا اكتب عن مظالم المستضعفين والجنود واكشف حجم الظلم الواقع عليهم من المسؤولين والقيادات العسكرية مع اني لا اخاف الا من الله وحده لكن الخوف من الماكرين الانتهازيين والغدارين ضعاف النفوس ومن لايتقبلون الصوت الآخر صوت الحق .
لقد ضاق بنا الوطن نحاول نقاوم مع الشرفاء فلم نجد الرجال الصناديد من سندونا ولو بالكلمة اقصد القيادات أما الشعب هو معنا ونحن منه وإليه. وصلت المحاكم وتلقيت التهديدات والمحاربة ، كنا نستمد قوتنا من بطل زمانه احمد الميسري .كان صاحب قرار شجاع . صحيح أنه دفع الثمن باهضا لكنه دخل التاريخ من أوسع أبوابه
الخلاصة مازلنا صامدين بدون الميسري وموقفنا ثابته لاتباع ولا تشترى ولا نقبل بعد هذا العمر أن نتحول إلى أبواق نفاق نطبل للفاسدين والظالمين والمناطقيين الطغاة..
سلام عليك اخي احمد الميسري..وثق أن الشرفاء من السياسيين العقلاء والحكماء معك أما الشعب وأن قهروه وأذلوه فهو معك .نحن نعرف ذلك لأننا نسير بين الناس في الشارع والمقهى ومجالس القات ..
الشعب بحاجة الميسري اكتفي سلااااااااااام