عرب وعالم

الجمعة - 26 مايو 2023 - الساعة 12:23 ص بتوقيت اليمن ،،،

العرب


أعلنت الأحزاب الموالية للأكراد في تركيا الخميس دعم مرشح الرئاسة المعارض كمال قليجدار أوغلو في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية الأحد المقبل، سعيًا لإضعاف موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وإسقاطه، في الوقت الذي يتحرك فيه أردوغان لسحب ورقة اللاجئين من يد خصمه عبر الشروع في بناء وحدات سكنية في سوريا لتوطين السوريين العائدين فيها.

وقال مسؤولون من حزب الشعوب الديمقراطي وحلفاؤهم من حزب اليسار الأخضر إنهم يسعون إلى التغيير في جولة الإعادة، وإن موقفهم بقي كما هو لكنهم لم يذكروا قليجدار أوغلو بالاسم، في موقف يعكس غضب الأكراد من تحالفه مع زعيم حزب الظفر اليميني المتطرف المُعادي للأكراد أوميت أوزداغ.

ودعم الأكراد لمرشح المعارضة كما لو أنه مرشحهم يعرّضه لاستهداف من اليمين القومي المتشدد، سواء المتحالفون مع أردوغان أو الذين يختلفون معه.

وذكرت برفين بولدان، الرئيسة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطي، أنهم سيصوتون الأحد لإنهاء “نظام الرجل الواحد”، في تلميح إلى أردوغان.

وأضافت “النظام الغريب الذي أسسه أردوغان وشركاؤه سبب المشاكل المجتمعية التي نعاني منها”، معتبرة أن التصويت في 28 مايو هو الذي سيحدد ما إذا كان هذا النظام سيستمر أم سيزول.

وحثّ مدحت سنجار، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي، الأشخاص الذين لم يصوتوا في الجولة الأولى على التوجه إلى صناديق الاقتراع في جولة الإعادة للإطاحة بأردوغان، الساعي لتمديد فترة حكمه التي استمرت عقدين.

ويتخوّف الأكراد من إمكانية أن يعزز فوز أردوغان حملة القمع التي تشنها عليهم الدولة منذ سنوات، مع تصاعد النبرة القومية قبل انتخابات الأحد.

ويُنظر إلى الأكراد، الذين يشكلون نحو خُمس سكان تركيا، على أنهم ربما يكونون عنصر الحسم بالنسبة إلى المعارضة التي تأمل في إنهاء حكم أردوغان المستمر منذ 20 عاما. وبدأ الرئيس التركي عهده في البداية بالتودد للأكراد لكنه قمعهم بشدة بعد ذلك.

وخلال سنواته الأولى في السلطة منح أردوغان الأكرادَ المزيد من الحقوق السياسية والثقافية، وهم مجموعة من الأشخاص لا يحملون جنسية ومنتشرون بين تركيا وإيران وسوريا والعراق.

وألغى القيود المفروضة على استخدام اللغة الكردية وأشرف على عملية سلام مع حزب العمال الكردستاني، الذي حمل السلاح ضد الدولة في عام 1984، وتعتبره تركيا وحلفاؤها في الغرب جماعة إرهابية.

لكن بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في عام 2015 غيّر أردوغان مساره وشنت السلطات حملة قمع أدت إلى اعتقال الآلاف من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي، بتهمة الضلوع في أعمال مسلحة، مع عزل عِدّة مشرعين ورؤساء بلديات منتمين إلى الحزب من مناصبهم وسجنهم.

وينفي حزب الشعوب الديمقراطي اتهامه بأن له علاقات مع مسلحين.

واستغل أردوغان دعم حزب الشعوب الديمقراطي لقليجدار أوغلو، واتهم المعارضة مرارا بتأييد الإرهاب.

كما لفت الرئيس التركي الانتباه مرارا إلى شريط فيديو مزيف لاتهام قليجدار أوغلو بأن له صلات بحزب العمال الكردستاني، الذي يشن تمردا راح ضحيته أكثر من 40 ألف قتيل. ووصف مرشح المعارضة هذه الاتهامات بأنها افتراءات.

ويقول مراقبون إن الرئيس التركي يحاول أن يسحب من خصمه كل أوراقه الانتخابية؛ فمن جهة يتهمه بموالاة الأكراد ويثير ضده القوميين، ومن ناحية أخرى يسعى لإرباك شعاراته التي يفيد مضمونها بطرد اللاجئين السوريين من خلال البدء في مشروع بناء وحدات سكنية للإيحاء بأن أردوغان ماض في التخلص من اللاجئين عمليا وإعادتهم إلى بلادهم، ولو على دفعات.

وقد شرعت تركيا في بناء وحدات سكنية جديدة في شمال سوريا، وفق ما ذكرته وسائل إعلام تركية، في وقت تسعى فيه أنقرة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، بينما يتصدّر ملفهم السباق الرئاسي التركي.

وانهمك عمال في صبّ أساسات عدد من المنازل وقربهم آليات ضخمة في موقع المشروع على أطراف بلدة الغندورة في منطقة جرابلس (شمال) الحدودية مع تركيا.

وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الأربعاء خلال وضع حجر الأساس للمشروع “سيستقر لاجئون سوريون -يعيشون في تركيا- في المنازل، وذلك في إطار العودة الطوعية التي تحفظ كرامتهم”.

وأضاف “سيتم بناء 240 ألف منزل في المنطقة”، آملاً إنجاز المشروع في غضون ثلاث سنوات.

ووسط انتشار لقوات ومدرعات تركية وأعلام تركيا وقطر الممولة الرئيسية للمشروع، جال صويلو في موقع المشروع الذي سيتم تشييده على أرض مطار قديم كان يُستخدم لأغراض زراعية.

وعلى لوحة إعلانية كبيرة كتب باللغتين العربية والتركية “مشروع العودة الطوعية الآمنة والمشرفة”، وقد أُرفقت بشعارات هيئة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) وصندوق قطر للتنمية وجمعية العيش الكريم.

وأعلن أردوغان في الثامن من الشهر الحالي أن بلاده تعتزم بدعم من منظمات إغاثية دولية بناء مئتي ألف وحدة سكنية في 13 موقعاً في سوريا، في خطوة تهدف إلى إعادة مليون لاجئ سوري يقيمون في تركيا.

وبينما يتحدث أردوغان عن عودة اللاجئين بشكل “طوعي”، وعد خصمه كمال قليجدار أوغلو بأنه سيعمل على “إعادة كل اللاجئين إلى ديارهم فور وصوله إلى السلطة” في “غضون سنتين”.