أخبار وتقارير

الأربعاء - 24 مايو 2023 - الساعة 12:57 ص بتوقيت اليمن ،،،

خالد سلمان


عبر الحدود مع سلطنة عُمان تتدفق المسيّرات، يُكتشف بعضها وبعضها الآخر يتم تمريره عبر منافذ تسيطر عليها المنطقة العسكرية الأولى، كان آخره ضبط مسيّرة اليوم في مطار شحن بالمهرة .

إلى أين تتجه هذه المسيّرات؟

محاولة وزير الإتصالات الحالي ووزير الدفاع السابق المقدشي الإفراج عن بعضها ، تحت مبرر أجهزة تستخدم للإتصالات وتارة أُخرى أجهزة خاصة بوزارة الدفاع ، تكشف أن الوجهة الأخيرة للطائرات المسيرة تتجه صوب مؤسسة إخوانية تتخفى خلف الجيش الوطني، ومنها يتفرع مسارها النهائي صوب الحوثي والقاعدة.



إستهداف دفاع شبوة بطائرة مسيرة مفخخة ، تنقل الصراع من تقليدية المواجهة مع الإرهاب بواسطة كمائن إلغام ومفخخات، إلى تقنية الحرب المعقدة عبر الصواريخ والدرونز.

لا أحد بحاجة إلى عصف ذهني لفك خيوط وملابسات الجهة الضالعة في مثل هكذا إستهدافات ، فالمصلحة المشتركة تتجه نحو الإصلاح والحوثي والهدف المشترك خلق بيئة قلقة غير مستقرة في المناطق المحررة ، وخوض حرب إستنزاف ضد القوات الجنوبية ، وتشتيت الجهد العسكري على إمتداد التراب الجنوبي.

خطورة هذه النقلة لا تهدد الجنوب وحده ، بل ترمي بظلالها الخطرة على حقول وناقلات النفط و الممرات الدولية وتهدد خطوط الملاحة وتجعل المنطقة برمتها غير آمنة.

تزويد مجاميع إرهابية بمثل هذه التقنيات ، تجعل أهدافها غير منضبطة لأجندة سياسية أو مرجعية سيطرة وتحكُّم ، بل هي منفلتة وخارج السيطرة.

على قنوات الإنتقالي الخارجية، أن تضع العالم أمام مسؤولياته ليس لإدانة إخوان الحوثي وحوثي الإخوان فقط ، بل لتنسيق الجهد العالمي للتصدي للإرهاب ، وتقديم الإنتقالي نفسه كشريك دولي في المكافحة.

إرهاب ممول ومسلح بالدرونز يفرض على القوات الجنوبية مراجعة قواعد الإشتباك ،ومجمل الخطط الأمنية والإستخبارية ، لمواجهة هذا التحدي الجديد الوافد على مربع الصراع.

من غير السيطرة على ميناء شحن وكل المهرة ، وإستعادة حضرموت ونزع صاعق المنطقة العسكرية الأولى القابل للإنفجار في كل وأي وقت ، ستظل المخاطر في أعلى مستوياتها ، وستبقى سلطة الإنتقالي على كامل أراضية ناقصة.

هما محافظتان لهما مفاعيل وازنة إقتصاداً وحرباً ومفاوضات وسياسة، بهما يمكن أن يُفرض حل الأمر الواقع ونسمع من المذياع:

هنا دولة الجنوب المستقلة.

هل هو حلم؟

لعم.
أي لا ونعم معاً.

إستطراد مبرر:

ما أُنتزع بالتضحيات لا يمكن التفريط به على طاولات مفاوضات السياسة.
هي قوانين التفاوض.

-----------------

إذًا كنا نرفض عدم إشراك أبناء المحافظات ذاتها في تحرير محافظاتها ومناطقها الجنوبية، وإذا كان رئيس الإنتقالي أعلنها صراحة تعالوا نحرر معاً إن كنتم جادين المحافظات الشمالية.

ماذا تريدون أكثر ؟

أن تحارب القوات الجنوبية نيابة عنكم ؟

أن تغرق في مستنقع حربكم؟



أن تنتحر على أبواب منازلكم المحتلة ، في ما أنتم تشِّونون السلاح تشحذون الأسنة ، تزرعون حدود الجنوب بالجيوش والمعسكرات تغطون الإرهاب ،وتأصلون دينياً للإنقضاض على عدن، ولا تعترفون بأن هناك قضية جنوبية عادلة.

هي معركة مشتركة إن أردتم ، مالم لن يحرر لكم أحد الديار،ويعيد لكم كرسي الحكم والصولجان .

قطف كلام:
الجنوب لن يكون دولتكم البديلة.
إشتحطوا.

*من صفحة الكاتب على تويتر