أخبار وتقارير

الثلاثاء - 23 مايو 2023 - الساعة 10:12 م بتوقيت اليمن ،،،

محمد حلبوب


الحياة في اليمن ليست سهلة في ظل الحرب والفقر والانهيار الاقتصادي والخدمات المتدنية. قد تشعر بالإحباط والملل من البقاء على قيد الحياة في هذا البلد التعيس، ولكن عليك أن تتذكر أنك حر، نعم حر. فأنت تمتلك حرية فعل أشياء بسيطة لا يستطيع الآلاف من المعتقلين والمخفيين في السجون الظالمة فعلها.

أنت حر في الخروج من منزلك والعودة إليه في أي وقت تشاء. أنت حر في تناول الطعام في المطاعم التي تختارها بحسب مقدورك المالي. أنت حر في التنقل بين الأماكن بواسطة المواصلات العامة. هل تدرك كم هذه الأشياء ثمينة بالنسبة لشخص محتجز في زنزانة ضيقة لا تدخلها أشعة الشمس؟ هل تدرك كم يتمنى هذا الشخص رؤية وجوه جديدة وتذوق طعام صحي والابتعاد عن التعذيب والإهانة؟

لا تظن أن جميع المسجونين مذنبون أو مجرمون. فهناك الكثير منهم معتقلون دون سبب قانوني أو محاكمة عادلة. فهناك من اختفى فجأة بين أوساط الناس بسبب خلاف شخصي مع مسؤول نافذ، وهناك من لا يوجد له ملف خاص به في إدارة السجن ماذا يعني ذلك؟ يعني كأنه ليس له وجود في السجن ولك حرية سجنه لوقت ما تشاء، وهناك من لم يحصل على محامي يدافع عنه ويتواجد خلف القضبان منذ سنين وهناك من لديه ديون بسيطة لا يستطيع سدادها.

هناك مساجين استحقوا أن يتم زجهم السجن وهو مكانهم المناسب لأبعادهم عن المجتمع لما يشكلوه من خطر، ولكن هذا لايسمح لنا أن نراهم يعانوا من عدم توفير أبسط حقوقهم القانونية التي كفلها لهم القانون الدولي قبل القانون المحلي.

ولا نغفل على دور قوات الأمن والقضاء في حفظ الأمن والسلام ومحاسبة كل من يخالف القانون. ونشكر الجنود المجهولين من المحامين والمدافعين عن حقوق المسجونين دون أخذ مقابل مالي.

ختاماً:
إصلاح نظام السجون في اليمن ضرورة ملحة لإرساء سيادة القانون ومكافحة التطرف والإرهاب. يجب ألا نضع هذا الموضوع جانباً بحجة الأوضاع السياسية والأقتصادية.
فإذا لم نصلح حال المسجون، فكيف نصلح حال المجتمع؟