يعد فرط تعرق اليدين من الأمور المزعجة للغاية، حيث إنه يسبب حرجا بالغا للمرء عند مصافحة الآخرين. ويرجع فرط تعرق اليدين إلى أسباب عضوية وأخرى نفسية، ويمكن مواجهته من خلال الوصفات المنزلية أو الأدوية أو البوتوكس.
وقالت طبيبة الأمراض الجلدية ماريون مورس - كاربي إن فرط تعرق اليدين له أسباب عدة، منها ما هو عضوي ومنها ما هو نفسي، موضحة أن الأسباب العضوية تتمثل في ارتفاع ضغط الدم وأمراض الغدة الدرقية وداء السكري وأمراض المناعة الذاتية. وأضافت مورس - كاربي أن الأسباب النفسية لفرط تعرق اليدين تتمثل في الخوف والقلق والتوتر النفسي والغضب.
وأشارت الطبيبة الألمانية إلى أن فرط تعرق اليدين يمكن مواجهته بواسطة شاي المريمية، حيث تعمل الزيوت الطيّارة الموجودة به على الحد من إفرازات غدد التعرق. ولهذا الغرض يتم غلي شاي المريمية وتركه ليبرد، ثم تعبئته في بخاخات صغيرة ورشه على اليدين من وقت إلى آخر.
ومن جانبه أشار طبيب الأمراض الجلدية الألماني يان أولاف بيونتيك إلى أن فرط تعرق اليدين يمكن مواجهته بواسطة الأدوية، التي تحد من إفرازات غدد التعرق المفرطة. وأضافت بيونتيك أن فرط تعرق اليدين يمكن أيضا مواجهته بواسطة الحقن بالبوتوكس، مع الحاجة إلى تجديد العلاج كل ستة أشهر. أما إذا كان فرط التعرق يرجع إلى أسباب نفسية كالتوتر النفسي، فيمكن حينئذ مواجهته من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل وتمارين التنفس.
ويشير خبراء "مايو كلينيك" إلى أن فرط التعرق هو تعرق زائد لا يرتبط بالضرورة بارتفاع درجة الحرارة أو ممارسة التمرينات الرياضية. وقد يعرق الشخص بغزارة حتى يبلل العرق ملابسه أو يتقاطر من يديه. ويمكن أن يؤدي التعرق الغزير إلى تكدير صفو يومه ويسبب له القلق والإحراج في المواقف الاجتماعية.
وعادة ما يكون علاج فرط التعرق مفيدا. ويبدأ غالبا بمضادات للتعرق. وإذا لم يجد ذلك نفعا، فقد يحتاج الشخص إلى تجربة أدوية وعلاجات أخرى. وفي الحالات الشديدة، قد يقترح الطبيب إجراء عملية جراحية لإزالة الغدد العرقية أو فصل الأعصاب المرتبطة بإفراز الكثير من العرق.
وفي بعض الأحيان، يمكن تشخيص الحالة المرضية الكامنة وعلاجها. ويمثل العرض الرئيسي لفرط التعرق في التعرق الغزير. ويتجاوز هذا التعرق المعدل الطبيعي الذي ينتج عن حرارة الجو، أو ممارسة الرياضة، أو الشعور بالقلق أو التوتر.
ويسبب فرط التعرق، الذي يحدث عادة في اليدين أو القدمين أو الإبطين أو الوجه، نوبة واحدة أسبوعيا على الأقل، وتحدث أثناء اليقظة. ويحدث التعرق عادة في جانبي الجسم. وقد يشير فرط التعرق في بعض الأحيان إلى مرض خطير.
والتعرّق هو آلية يستخدمها الجسم لتبريد نفسه. ويحفّز الجهاز العصبي الغدد العرقية تلقائيا عندما ترتفع درجة حرارة الجسم. ويتعرّق الجسم أيضا، خاصة راحتي اليدين، عند الشعور بالتوتر.
وينتج فرط التعرّق الأوّلي عن إشارات عصبية خاطئة تؤدي إلى تحفيز الغدد العرقية الناتحة لتصبح مفرطة النشاط. وعادة ما يصيب راحتي اليدين وباطني القدمين والإبطين، والوجه أحيانا. ولا يوجد سبب طبي معروف لهذا النوع من فرط التعرّق. ولكنه قد يكون متوارثا في العائلات.
وينتج فرط التعرّق الثانوي عن حالة طبية كامنة أو بسبب أخذ أدوية معينة، مثل مسكّنات الألم ومضادات الاكتئاب وبعض أدوية داء السكري والأدوية الهرمونية. وقد يسبب هذا النوع من فرط التعرّق عرقا في جميع أجزاء الجسم. ومن الحالات التي قد تسببه: داء السكري وهبّات الحرارة المرتبطة بانقطاع الطمث ومشكلات الغدة الدرقية وبعض أنواع السرطان واضطرابات الجهاز العصبي والعدوى.
