أخبار وتقارير

الأحد - 09 أبريل 2023 - الساعة 02:58 ص بتوقيت اليمن ،،،

محمد الثريا


من أزمة انقلاب إلى قضية نزاع .. بهذه الكيفية تم إعادة تعريف الأزمة اليمنية وعلى هذا الأساس سيتم إبتداع حلولها السياسية على أرض الواقع، وهو مسعى غير معلن ظل ينشط ضمن تدخلات وجهود الخارج تجاه أزمة اليمن منذ بداية الحرب ولم يكن قط بدافع رغبة مستجدة، وحيث أشرنا منذ سنوات إلى أهمية الإلتفات إلى أبعاد وتداعيات ذلك التحول الباطن في مفهوم الأزمة الحالية لكن كالعادة دون جدوى .

ولعله من المهم معرفة أن صناعة الإتفاقات الأمنية وتشكيل الكيانات السياسية قد خلق سلطة أمر واقع موازية لتلك الدستورية المعترف بها دوليا، كما ومثل في نفس الوقت السبيل الأنسب في نظر رعاتها لتجاوز عقبة القرارات الدولية ومرجعيات الحل الثلاث، وهو بالفعل ما جسد هنا الألية العملية والطريقة الواقعية التي تم من خلالها صناعة مفهوم جديد للأزمة اليمنية .

- بنظرة أقرب !!

"يتم تجزئة البلد وفقا لرغبات وأجندات خارجية لاعلاقة لها بقضايا الداخل، فيما تحاول الأطراف المحلية تصوير الأمر على إنه معارك وإنتصارات سياسية يتم يتحققها رغم ان ما يبدو واقعا حتى الأن ليس إلا تمكينا أكبر لمشاريع وافدة" .

------------------------------

تحت مبرر الهيكلة، أعتقد أن ما ينتظره المجلس الإنتقالي اليوم هو الخضوع لعملية تقاسم نفوذ خارجي تشمل أهم مناصب ودوائر المكون الجنوبي المنخرط في السلطة الحالية .

الأمر - في تقديري - مرتبط بتفاهمات الرعاة ضمن خطط الإعداد لديهم لمتطلبات عقد التوافق مع بقية قوى الإقليم ذات العلاقة بالصراع ،أي أننا نتحدث هنا عن ضرورة مفروضة على الإنتقالي وليست بإرادة منه .

وليس خفيا أن جميع المكونات السياسية التي تتصدر المشهد اليوم بالأصل خاضعة لذلك الواقع من الولاء والنفوذ متعدد الأقطاب، وما نغمة التنازلات المتبادلة التي تدعيها تلك المكونات اليوم سوى تعبير أخر عن تجدد عملية خضوعها لنفوذ الخارج .

غير أنه يمكن إعتبار خضوع الإنتقالي لتلك العملية طارئا بمثابة شرط إنتقال واجب الحصول عليه لضمان البقاء والمشاركة في المرحلة المقبلة من الأزمة السياسية باليمن، ذلك إنها في نفس الوقت ستؤدي - في نظر أصحابها - دور الخطوة المختزلة لعدة خطوات طويلة هدفها إختصار تعقيدات الواقع الجنوبي، وتمهيد الانخراط سريعا نحو واقع العملية السياسية المتصل بمفاوضات الحل الشامل للصراع اليمني ككل .

محمد الثريا