كتبه البرفسور د. عبدالله بن عبدالله عمر داود
للشعر اللحجي سلطان علی كل من سمعه أو تصفح قصائد شعرائه لا سيما نصيب والقمندان وسبيت وصالح فقيه وغيرهم، وقد بلغنا أقوال لعدد من أساتذة الأدب والنقد الحديث. كلها تصبُّ في بيان روعة الشعر اللحجي، وهذه الأقوال تعد شهادة علی علو كعب شعراء لحج في تصوير ما يجول في خلجات أنفسهم من أحاسيس ومشاعر، بألفاظ جزلة وسياقات بليغة تكتنز وراءها معاني سامية ودلالات لا حدود لها. ونبتدأ حديثنا بتعليق أستاذ عراقي، فقد ذكر لنا بعض المهتمين بشعر صالح نصيب - رحمه الله - أنّ طالبًا يمنيًا ( قيل: إنّه زميلنا اﻻٗستاذ أحمد فضل الحاج - رحمه الله- عضو قسم الجغرافيا في كلية التربية صبر) قام بكتابة بيت من شعر نصيب الذي يقول فيه:
تخايل في الدُّجی شَعره يُداعبه النسيم
يرفرف فوق أكتافه وعنقه المستقيم
فحين جاء الأستاذ العراقي فرأی البيت علی لوح السبورة. فقال: لمن هذا الشعر؟!! فقال الطلاب: كتبه اليمني أي د. أحمد فضل - رحمه الله -، فقال الأستاذ العراقي للطالب اليمني: لمن هذا؟ فقال: لنصيب، فقال: من نصيب؟! قال د. أحمد فضل: شاعر لحجي، فقال الأستاذ العراقي: هذا شاعر كبير ، حين مزج هذه الصور في بيت واحد، فكانت هذه شهادة عراقية لنصيب - رحمه الله - وصارت هذه الحادثة لسان حال الشارع اللحجي واعتزازه بها.
الأستاذ الثاني: رأي أستاذ الأدب الحديث العملاق الأستاذ عبدالمطلب جبر إ- رحمه الله - الذي رُفِعت صورته واسمه في اللوحة الذهبية في جامعة بغداد، عبدالمطلب جبر - رحمه الله - بحق هو أستاذ جدير بالتنويه بعلمه وتوقد ذهنه، يخبرني أحد طلاب قسم اللغة العربية في كلية التربية صبر اسمه معمر فيقول: كان د. عبدالمطلب جبر - رحمه الله - يشرح لنا أبيات من قصائد لشعراء العربية في مساق الأدب الحديث، فتطرق إلی ذكر الشعر اللحجي فقال: لو ندرس الشعر اللحجي بدلًا من دراسة الشعر العربي الحديث لكان أفضل فالشعر اللحجي لا يقل روعة وجمال عن الشعر العربي" انتهی كلام الطالب.
قلتُ: وهذه شهادة ووسام شرف لشعراء لحج الذين لم يلق شعرهم اهتمام يليق به، بل إنّ دواوينهم مصورة في مكتبة القمندان.
والأستاذ الثالث: أستاذ الأدب العربي الحديث السوداني مبارك خليفة -حفظه الله -فبعد جلسة عن شعر لحج في مكتب الأدباء وما يكتنزه من ألفاظ وتحديدًا شعر سبيت، فقال: "شعراء لحج عباقرة في اللغة".
ولنا وقفات قادمة بإذن الله مع شعر شعراء لحج.