ثارت حالة من الجدل في الأردن بعد حفل إفطار أقامته الملكة رانيا العبدالله لعدد من المؤثرين ومشاهير مواقع التواصل، وسط استياء فئة من المتابعين من الصعود المتزايد لهؤلاء.
وقالت الملكة رانيا خلال مأدبة إفطار لعدد من الفاعليات الشبابية وأصحاب الشركات الناشئة والمتطوعين والرياديين والإعلاميين إن “الشباب الأردنيين دائماً يمتلكون أفكارا جديدة وشغفا وإخلاصا ومحبة لوطنهم؛ وهذا ما نعتز به ونقدره”.وعبّرت عن “الاعتزاز والفخر بالشباب وما يقومون به من تغيير نوعي في مجالات عملهم”.
ووجّه نشطاء انتقادات للحفل بسبب دعوة شخصيات من مشاهير مواقع التواصل بينما تم “تجاهل أصحاب الإنجازات العلمية والابتكارية”.
وكان من بين المدعوين لإفطار الملكة رانيا، الذي أقيم في قصر الحسينية ويعد أحد أهم القصور الملكية في الأردن، الكوميدي محمد نبيل.
ونبيل من مشاهير موقع تيك توك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي ويتابعه ويتفاعل معه الملايين، إذ ينشر مقاطع تصور مقالب كوميدية ومواقف طريفة مع والده بشكل يومي.
وتزايدت ردود الفعل الغاضبة على مواقع التواصل بعدما شاركت الأردنية الدكتورة آلاء غيظان منشوراً عبر صفحتها في فيسبوك انتقدت فيه عدم تكريمها بعد حصولها مؤخراً على كأس العالم للاختراع والبحث العلمي في تونس، وأرفقت صورتها وهي تحمل الجائزة بجانب صورة نبيل خلال استقباله في مأدبة إفطار الملكة رانيا.
وقالت غيظان “رجعت من تونس إلى المملكة الأردنية الهاشمية ومعي كأس العالم للاختراع والبحث العلمي والميدالية الذهبية الأميركية، لم أجد حفاوة أو ثناء أو تكريما، من الذي يرسل الدعوات.. ومتى سيكرم الباحثون والعلماء في أوطانهم، بعد ما قضيتي صارت قضية رأي عام، لم ينصفني أحد”.
واجتاح منشور غيظان مواقع التواصل، كما تداولت منصات إخبارية محلية وعربية منشورها بشكل واسع وشاركه الآلاف من النشطاء الأردنيين، ليتصدر حديثها تعليقات المغردين والمعلقين ويصبح اسمها ترند في الأردن. وقال ناشط:
9rcrwPUXB9gzRkb@
وا أسفاه، يكرم أصحاب المحتوى الفارغ والتافهون ويهمش فيه العلماء والمثقفون.
من منكم سمع عن الدكتورة آلاء غيظان أصغر عالمة أردنية والحاصلة على كأس العالم للبحث العلمي والميدالية الذهبية الأميركية.
وانصبت غالبية الانتقادات على الكوميدي نبيل، وكتب مغرد:
HeseenAljboor@
شخص محتواه السخرية والتنمر على والده في السوشيال ميديا من باب الكوميديا، شو قدم للبلد مثلا من إنجازات؟ شو عمل تغيير بالمجتمع؟ كنت أشك بصناعة التافهين مو عبث والآن تأكدت.
الأولى بكم تكريم المفكرين والمثقفين والعلماء ومدرسي الجامعات والأطباء.
وسخر بعض المنتقدين من دعوة نبيل إلى الإفطار، متسائلين هل أن سبب دعوة نبيل “محتواه غير القيّم”؟ كما وجه البعض رسالتهم لمنظمي الإفطار منتقدين كيفية اختيار الشخصيات، داعين إلى دعم “المتعلمين والمجتهدين”.
وحمل البعض من المتابعين العصا من المنتصف داعين إلى تقدير وتكريم المشاهير إلى جانب أصحاب الإنجازات، وقال أحدهم:
MMarazeeg@
أنا مع توجهات العائلة الهاشمية في دعم الشرائح الفنية والثقافية. ولكن أنا ضد تهميش المؤثرين الحقيقيين في كافة أطياف المجتمع الأردني.
ومن وجهة نظر أخرى، استنكر ناشطون الحملة الشرسة التي تعرض لها من حضروا الإفطار مثل محمد نبيل والإساءة الكبيرة لهم، وكتب مغرد:
motasem93@
كم الهجوم على الشخصيات إلي انعزمت على الفطور من الديوان الملكي غير منطقية أبدا.
وخاصة على الشب الكوميدي محمد نبيل، شخصية مؤثرة بمحتوى بلدي من واقع حياتنا اليومية ومضحك قدر يدخل فيه لأغلب بيوت الأردنيين.
وعادي يستحق أنه ينعزم على فطور ويخبر بتجربته على بساطتها.
وقال آخر:
Momen_Nawabeet@
احنا شعب ما بحب الخير لحدا في إشي طبيعي نعمل حملة تشويه على محمد نبيل..
احنا بنحب الخير لغيرنا بس بشرط ما يطلع عن مستوانا لأنه إذا طلع بدنا نسب ونشتم ونفضح بطرق مباشرة وغير مباشرة وبالأخير كل حدا نظر على هل شب بخزي وبعر وعمره ما بوصل إلى 1 في المئة من إلي عمله #محمد_نبيل.
وهناك من رأى أن الهجوم يأتي بدافع الغيرة ليس أكثر، وجاء في تغريدة:
alaahsan@
مش مستوعب الهجوم إلي صاير على #محمد_نبيل!
الـ1.5 مليون إلي على صفحته من وين جابهم؟ لما القنوات التلفزيونية استضافته ومنهم التلفزيون الأردني وين كنتوا؟ إذا الموضوع لأنه تكرم بالسلام على جلالة الملكة حقكم تحردوا أنكم ما اندعيتوا! ولكن ضد تجريح هذا الشاب! بالمناسبة لم يكن وحده هناك!
وقد طالب آخرون بأهمية التفريق بين من يُعتبرون مؤثرين أو مشاهير، لأن “الجمهور هو من يحدد من يصنعه من الشخصيتيْن”.
ومن جهتهم، أعرب مغردون عن استغرابهم من التناقض في دعوة مشاهير تطبيق محظور في الأردن على مائدة إفطار ملكية. وقال مغرد:
AhmadAbuGhaneme@
في الاردن فقط،، الحكومة توقف تطبيق تيك توك؛ والديوان الملكي يستقبل مشاهيره!! لا اعرف ما الرسالة التي يرسلها الديوان الملكي للشعب الاردني؛ باستضافة احد هؤلاء الذي يتخذ من والده مادة للسخرية والاستهزاء والتنمر، على مائدة افطار ملكية؟؟!!
وعلقت السلطات الأردنية استخدام تيك توك بالمملكة في 16 يناير الماضي على إثر احتجاجات أدت إلى مقتل ضابط شرطة وإصابة آخرين في جنوب البلاد، حيث استخدم التطبيق لبث فيديوهات قديمة أو فيديوهات التقطت خارج الأردن لتأجيج الشارع.
وقالت وحدة الجرائم الإلكترونية في مديرية الأمن العام الأردني في بيان حينها إنه “تم إيقاف منصة تيك توك عن العمل موقتا داخل المملكة، بعد إساءة استخدامها وعدم تعاملها مع منشورات تحرّض على العنف ودعوات الفوضى”.
ولم تفلح المحاولات التي بذلها التطبيق للعودة إلى البلد الذي يعتبر من أوائل الدول في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مقارنة بعدد السكان.
يذكر أن الأردنيين أصبحوا أكثر جرأة في التعبير عن مواقفهم وردود أفعالهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتبادلون المعلومات والصور ومقاطع الفيديو والمواقف ووجهات النظر دون الاعتراف بقيود السلطة ولا بروايتها. وأصبحت مواقع التواصل التي يستخدمها أكثر من 6 ملايين أردني سلطة رقابية حقيقية على أرض الواقع؛ تصنع الرأي العام وتؤثر في سياسات الحكومة الأردنية.