وجهت الإمارات بوصلة استثماراتها المتنوعة إلى قطاع الكاكاو هذه المرة، وذلك في مسعى للتوسع في هذا النشاط مستقبلا وحيازة حصة من السوق العالمية الآخذة في النمو.
وكشف إيف براهيما كوني، المدير العام للمجلس العالمي للبن والكاكاو، ومقره العاصمة الإيفوارية أبيدجان الجمعة أن كوديفوار وقعت اتفاقا مع الإمارات لبناء مصنع جديد في سان بيدرو.
ولم يكشف عن الكلفة التقديرية لتشييد هذا المصنع أو موعد بدء الإنتاج، لكنه أشار في مقابلة مع وكالة رويترز إلى أن طاقته القصوى لطحن حبوب الكاكاو تبلغ 120 ألف طن سنويا.
وقال كوني إن "البلاد ستزيد كمية الكاكاو التي تعالجها محليا إلى حوالي 49 في المئة من الإنتاج اعتبارا من أكتوبر المقبل، مع تشييد عدة مصانع جديدة".
وتعد كوديفوار أكبر منتج للكاكاو في العالم بإنتاج سنوي يبلغ حوالي 2.2 مليون طن، وهي في منافسة شديدة مع جارتها غانا، حيث يستحوذ البلدان معا على 40 في المئة من الصادرات العالمية، لكنهما تتلقيان فقط حوالي 3 في المئة من الإيرادات العالمية.
وتعالج الدولة حاليا ما بين 35 و40 في المئة من الكاكاو، ويجري تصدير الباقي لكن الحكومة تهدف إلى زيادة هذه النسبة إلى 50 في المئة على الأقل.
وزار كوني أبوظبي الشهر الجاري لافتتاح مكتب جديد للمجلس هناك، فيما يعد خطوة أخرى للإمارات لتكون مركزا دوليا لهذه التجارة في السنوات المقبلة.
وقال كوني في مقابلة مع رويترز “هذا التمثيل الدائم (في أبوظبي) هو ثمرة رؤيتنا الجديدة لكاكاو كوديفوار، الذي نريد تصديره إلى جميع أنحاء العالم”. وأضاف "سيسمح لنا هذا المكتب باستكشاف الأسواق في آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وفي منتصف 2021، أطلق مركز دبي للسلع المتعددة مركز الكاكاو وهو من شأنه أن يجعل الإمارة مركزا عالميا لتجارة حبوب الكاكاو الشهيرة.
وقال الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة أحمد بن سليم حينها إن مركز الكاكاو سيمثل "المرحلة التالية من إستراتيجيتنا للنمو وسيشهد تحويل دبي إلى مركز عالمي لتجارة الكاكاو".
وأكد أن العديد من المتابعين لم يتوقعوا سابقا أن مركز الشاي ومركز القهوة التابعين لمركز دبي للسلع المتعددة سيصلان إلى مستويات التجارة التي "نراها اليوم".
وفي مُحاولة للحصول على شريحة أكبر من كعكة الشوكولاتة اتجهت كوديفوار إلى الصين بغية الحصول على التمويل والوصول إلى أسواق جديدة.
وتتوقع الحكومة أن يبدأ مصنعان جديدان تمولهما الصين العمل في أكتوبر المقبل بطاقة إنتاجية تبلغ 50 ألف طن لكل منهما.
وقال كوني إن "المصانع الجديدة ستسمح للبلاد بمعالجة أكثر من مليون طن من الكاكاو سنويا مما يجعلها مطحنة الكاكاو الرائدة في العالم، حيث تتنافس البلاد مع هولندا حاليا على موقع الصدارة".
وطبقت كوديفوار الواقعة في غرب أفريقيا سياسة صارمة خلال السنوات القليلة الماضية لجعل المعالجة المحلية جاذبة للاستثمار شملت تقديم تخفيضات ضريبية وحوافز أخرى للشركات المحلية.