أخبار وتقارير

الأربعاء - 26 أكتوبر 2022 - الساعة 03:08 م بتوقيت اليمن ،،،

عهد الخريسان

عبرت فرقتين من الثغرة فرقة شارون وكان هدفها احتلال مدينة الاسماعيلية وقطع الامداد عن الجيش الثاني ميداني المتواجد غرب القناة وفرقة ادان وكان هدفها احتلال مدينة السويس وقطع الامداد عن الجيش الميداني الثالث ومن وراءهم فرقة ماجن دعم واسناد للفرقتين وقد اوضحنا في الحلقة السابقة كيف هزمت فرقة شارون وفشلت في تحقيق هدفها بالسيطرة على مدينة الإسماعيلية وكيف تكبدت خسائر فادحة في الارواح والعتاد حتى سموا الاسماعيلية (فيتنام المصرية) للمزيد من تفاصيل المعركة تجدونها في الحلقة 11.
في الحلقة هذه سنناقش محاولة فرقة ادان احتلال مدينة السويس ومصير تلك المحاولة!!!.

ثانيا: مدينة السويس
بحسب رائيي الشخصي اعتبر هذه المعركة اعظم معركة من بين كل معارك اكتوبر لإنها معركة الإعجاز لانك ستحس فيها ان ايدي الهية تدخلت فيها وعلى فكرة هذا من شهادة جنود اسرائيليون انفسهم سنستعرض شهادتهم لاحقا لكن ما احب ان انوه اليه هنا ان معركة السويس تختلف تماما عن معركة الاسماعيلية وظروفها اقسى كثيرا منها فعلى الاقل كان في مواجهة فرقة شارون بلإسماعيلية كتيبتين من نخبة الصاعقة في الجيش المصري ولواء مظلات ولواء مدرع بقيادة العميد ابو غزالة لكن في السويس تخيل من الذي واجه فرقة ابراهام ادان بالوية فرقته المدرعة ومظلييه و طائرة الفانتوم الحديثة وباي عتاد تم مواجهته لتتخيل عند المقارنة البون الشاسع فتستنتج ان إستعصاء السويس عن الاحتلال كان بايدي الاهية قبل ان تكون بشرية ايدي قذفت الرعب في الجنود الاسرائيليون فلاذوا فرارا تاركين دباباتهم واسلحتهم وتمنوا انهم لم يفكروا ان يخطوا خطوة باتجاه السويس!!!!.

الجيش السويسي كان عبارة عن 5000 الف مواطن بقوا في المدينة و5000 جندي من الي تمكنوا من الانسحاب من معارك المزرعة الصينية والمعارك المجاورة وبعض المتسلليين من الضفة الغربية الذين كسروا امر السادات بعدم الإنسحاب وبضع عشرات من فدائيي منظمة سيناء العربية وعشرات من افراد الشرطة المدنية اما التسليح فكان افضل سلاح لديهم هو قاذف ار بي جي 7 وهو اضعف سلاح مضاد للدبابات وبعدد من 4 الى 6 مع كل قاذف قذيفتين او ثلاث اضافة الى سلاح كلاشينكوف شخصي ومسدس صغير ولكنها الارادة والوطنية الصادقة والغيرة على الارض كالعرض فحين تتوفر فيك كل تلك القيم حتى اظافرك واسنانك تتحول الى سلاح فعال تنغرس في رقاب الاعداء وصدروهم!!!. فكيف دارت معركة السويس الخالدة؟! وكيف استطاع المحليون السويسيون ان يصدوا ذلك الهجوم الغاشم البربري؟!!

بدأت معركة السويس الساعة السادسة صباحا 24 اكتوبر 1973م بقصف جوي ومدفعي لاحياء السويس السكنية والمنشأت الصناعية في المدينة لثلاث ساعات متواصلة حتى الساعة التاسعة صباحا، قصف عنيف طال المدينة بالكامل وكان الغرض منه تحطيم الروح المعنوية لاهالي السويس والقضاء على امل المقاومة ومات من القصف مئات من المواطنين المدنيين!!!.
بعد القصف لاحظ السويسيون ملاحظة ذكية وهو ان القصف لم يطل الشوارع الرئيسية وهذا يعني بان العدو يحتاجها سليمة ليعبر عليها عتاده وفي الحال توجهت المقاومة لهذه المواقع لمواجهة العدو مبكرا على ابواب المدينة.
الساعة 9 ونص من نفس اليوم بدا الهجوم المدرع الإسرائيلي من جهة الشمال من عند منطقة الجناين حيث تقدمت كتيبة ب 24 دبابة باتجاه جسر الهويس وكان الغرض هو عبور الجسر والتوجه الى ميدان الاربعين وسط المدينة لكن عند عبور اول دبابة فوق الجسر تصدى لها كمين المقاومة المصرية واطلق عليها قذيفة ار بي جي 7 فاصيبت الدبابة واحترقت وسدت طريق الجسر فتعطل طابور الدبابات بالكامل وانسحب وهذا ما يدعوا للغرابة فبدل ما تسحب الكتيبة دباباتها وتواصل الهجوم او ترسل جنود مشاة لتصفية الطريق وتواصل او حتى ترسل طائرات لقصف الطريق،كان امامها خيارات عديدة ولكنها انسحبت ولم تقم بعدها بمحاولة اخرى على هذا المحور (الم اقل لكم انها ايدي الهية قذفت الرعب في قلوب اليهود!!!!)
الساعة 10 صباحا بدا الهجوم الاسرائيلي على المحور الجنوبي (محور الزيتية) حيث تحركت كتيبة مدرعة من لواء جابي من اماكن تمركزها عند منطقة الزيتية على الطريق الموازي لخليج السويس حتى وصلت الى محيط مبنى المحافظة ثم انتشرت في مجموعات حول مبنى المحافظة وعدة اماكن مجاورة ولان الطريق كان صحراوي تركت المقاومة الاسرائيلين يتقدموا حتى دخلوا المدينة الى مبنى المحافظة والفندق المجاور الذي يؤدي الى ميدان الاربعين نقطة التلاقي بين المحور هذا والمحورين السابقين محور الجناين الذي فشل في الوصول لوسط المدينة كما سبق ذكره ومحور المثلث بحسب الخطة الاسرائيلية لكن من نجح في الوصول الى وسط الميدان هو جابي وكتيبته نتيجة لان طريق مسارهم هو طريق صحراوي لم تستطع من خلاله المقاومة التخفي والترصد والاصابة ولكن اول ما وصلوا الى ميدان الاربعين تمنوا انهم لم يصلوا فماذا حدث لهم؟!
بما ان الحلقة هذه طويلة وحتى لا يشعر القارى بالملل ساكتفي بهذا القدر وساجيب على هذا السؤال في الحلقة القادمة بإذن الله.