عرب وعالم

الأربعاء - 25 مايو 2022 - الساعة 03:28 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة _ خاص

تدخلات غربية وضعاف نفوس أوصلوا ليبيا إلى الهاوية

ثورة فبراير التي كان من المفترض بها أن تحقق نقلة ديمقراطية لإنهاء عقود من حكم مركزي لمعمر القذافي، حولت البلاد إلى مرتع للفوضى وانتشار السلاح وانعدام الأمن والاستقرار وانتشار الإرهاب.
لم يكن السبب في المطالب الشعبية المحقة آنذاك، بل بسبب التدخلات الأمريكية والغربية في البلاد، التي شتت أبناء الوطن الواحد، وحرفت بوصلتهم وملأت عقولهم بالإغرائات مقابل تمكين مصالحها في ليبيا.
وانتقد تقرير تحليلي نشرته صحيفة “مودرن طوكيو تايمز” اليابانية الناطقة بالإنجليزية تعامل الاتحاد الأوروبي واليابان المزدوج مع القضايا الدولية المهمة.
التقرير المقتضب أكد أن الجانبين لم يفرضا أية عقوبات اقتصادية على الولايات المتحدة والدول الأوروبية الأخرى المتورطة بالأعمال الوحشية التي لا حصر لها وزعزعة الاستقرار في العديد من الدول ومن بينها ليبيا التي وعدت واشنطن وباريس ولندن بفجر ديموقراطي جديد فيها.
وأضاف التقرير أن البلاد تحولت إلى دولة فاشلة بعد الإطاحة بنظام العقيد الراحل القذافي في وقت باتت فيه منطقة الساحل بأكملها تعاني من كارثة ليبيا بعد تفشي الإرهاب في الدول الهشة وحلول انعدام الأمن الغذائي الهائل في العديد من هذه الدول.
التقرير أكد أيضًا أن اسم الكتاب “جرأة الأمل” كان يجب أن يكون “جرأة الموت” الذي قدمه أوباما إلى ليبيا عام 2011، فالبلاد ما زالت دولة فاشلة تطاردها زعزعة الاستقرار؛ إذ دخلت لها العناصر الإرهابية لملء فراغ السلطة في حينها.
وأضاف التقرير: إن ليبيا كانت ذات يوم نقطة جذب للعمال من جميع أنحاء منطقة الساحل لتتحول الآن لمكان يجري فيه استعباد الأفارقة والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، فالتهريب والقتل باتت تجارة رابحة في هذه الدولة التي تحتاج إلى مساعدة دولية لتخليصها مما هي فيه.
وبالفعل الآن يعاني الليبيون من صراع متجدد على الشرعية بين حكومتين، إحداها تحاول الأخذ بزمام المبادرة من الغرب وتحقيق استقرار وانتخابات عادلة، والأخرى شرعيتها تستمدها من واشنطن، التي لا تهتم بفساد أو بسياسات ظالمة طالما مصالحها سارية كما تريد.
حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، أثبتت مرارًا فشلها وتباعيتها للغرب، من رفضها تسليم السلطة لحكومة برلمان شرعي ومنتخب من قبل الشعب، مرورًا بمحاولتها إرضاء الإدارة الامريكية في حربها النفطية مع روسيا، من خلال وعود بزيادة الصادرات النفطية في البلاد، وصولاً إلى سياسة التمييز والتفرقة التي تتعامل بها مع مناطق عدة من ليبيا.
تقارير تملئ مواقع التواصل الإجتماعي والصحف الإلكترونية، تتحدث عن فساد حكومة الدبيبة، وعن ادائها المزري في التمهيد لانتخابات 24 ديسمبر الماضي (المعرقلة)، وعن *كذب" رئيسها عبد الحميد الدبيبة، الذي يطلق وعودًا وينكث بها ويتعهد على أمور لا يلتزم بها.
ديوان المحاسبة أكد بان الدبيبة وفريقه يمارسون الفساد ويعقدون صفقات تجارية وهمية بمبالغ طائلة لا تعود بالنفع على الليبيين أنفسهم، وخير دليل على ذلك الواقع المعيشي الصعب.
دعم الميليشيات المسلحة الغير محدود والتي أدُرج معظمها في قوائم الإرهاب ومتهمة بالاتجار بالبشر وتهريب السلاح والمخدرات وغيرها العديد من التهم، أيضًا يعتبر أحد أهم العوامل التي تجعل من الدبيبة شخصية غير محبذة في البلاد.
ولكن ما من حسيب ورقيب، هيمنة أمركية على صنع القرار في الأمم المتحدة وفي ليبيا، وحكومة فاسدة مدعومة من قبل ميليشيات مسلحة خارجة عن القانون، والمواطن الليبي لاحول له ولا قوة، وأي حرب جديدة لانتزاع السلطة من الدبيبة قد تكون عواقبها كارثية على البلاد بشكل عام، وثورة غُدر بها وتم استغلالها لأن معظم الساسة في المشهد الليبي من ضعاف النفوس فما أن يصل أحدهم إلى مركز معين في السلطة حتى تنتهي جميع شعاراته بحق الليبيين في تحقيق مصيرهم وبتحسين وإعادة ليبيا إلى ما كانت عليه.