كتابات وآراء


الأحد - 27 فبراير 2022 - الساعة 08:42 م

كُتب بواسطة : ماجد الداعري - ارشيف الكاتب



من الخطأ الكارثي على الجميع،اقحام نظام #سوفيت العالمي، في معترك #الحرب_الروسية_الاوكرانية او محاولة نوظيفة سياسيا وعسكريا ضد دولة بحجم روسيا اقتصاديا وعسكريا، لأن اقتصاد الجميع في العالم سيتضرر من ذلك القرار بكل تأكيد،

ناهيك عن تعريض النظام المالي العالمي لمخاطر أمنية ومالية غير مسبوقة وافقاده ثقة الجميع بحياديته عن الصراعات المختلفة التي مر بها العالم، بما فيها العقوبات المصرفية الجزئية التي فرضت على إيران، كون العقلية السبرانية الروسية، لن تقبل بعزل القطاع المصرفي الروسي عن العالم، بهكذا خطوة انتحارية قد تتسببب بانهيار مالي شامل للدولة الروسية، في حال تم فعلا عزل البنك المركزي الروسي والستة البنوك الكبرى المعلن إيقافها عن التعامل مع نظام السويفت.

وكذلك التنين الصيني المتربص اقتصاديا بالجميع، سيجدها فرصته السانحة لتوسعة وتطوير نظامه المصرفي البديل عن السويفت وسيسعى للتسويق له من البوابة الروسية، ولكي يمكن كل الدول التي تستورد الحبوب والزيوت وصادرات النفط والغاز الروسي في العالم، من طلب وتسديد مدفوعاتها عبره، بدلا من نظام سويفت الذي سينضرب ماليا بشكل غير مسبوق منذ تأسيسه في بلجيكا كشركة مالية حكومية محايدة.

وبكل تأكيد سيكون سويفت أيضا عرضة لهجمات اختراق تضر الجميع وفي المقدمة أمريكا والدول الأوربية ذاتها التي ترفض اغلبها اللجوء إلى عقوبة عزل روسيا عن السويفت وتصف خطورة اللجوء لذلك بأنه شبيه باللجوء للخيار الننوي، في تخوف من ردة الفعل الروسية المؤكدة على هكذا عقوبات مدمرة لاقتصاد بلد بحجم وإمكانيات وقوة روسيا، وعدم استغناء الدول الأوربية وغيرها من دول العالم أيضا،عن غازها ونفطها وصادراتها من القمح والزيوت ولا بدائل متاحة اليوم أمامها عن الصادرات الروسية الاوكرانية.

لذلك فإن من الطبيعي ان تثير عقوبات بحجم عزل البنوك والمؤسسات والهيئات المالية الروسية عن نظام السويفت، كل هذا الجدل القائم بين الدول الرافضة والمتحفظة والمتخوفه من خطوة كارثية كهذه، وأولها أمريكا والمانيا وإيطاليا وفرنسا وكندا وغيرها من الدول التي تدرك انها قد تكون المتضرر الأكثر من الروس القادرين على استخدام بنوك وسيطة لاستقبال مدفوعات صادراتهم من الغاز والنفط والحبوب إلى دول العالم وقد يلجأون أيضا للنظام الصيني البديل ليمنحوه أهمية عالمية قد تغير معادلة الاعتماد العالمي على نظام شركة السويفت المهيمنة عليها أمريكا ودول الاتحاد الأوربي،التي قد تجد نفسها في ورطة غياب اي خيارات بديلة لتعويض الصادرات الروسية في حال عزل البنوك الروسية عن سويفت، كون ذلك يعني ايقاف تلك الصادرات الروسية عنها وتجميد أي معاملات تجارية روسية مع الغرب عموما، بسبب تعطيل طريقة دفع أو تسديد القيمة المالية لتلك الصادرات الروسية والمعاملات التجارية مع موسكو،في حال تم فعلا عزل البنوك الروسية عن السويفت.

وللعلم فان جماعة الحوثي المفترض انها جماعة انقلابية معزولة ماليا عن العالم بحكم العقوبات الدولية الصادرة تحت البند السابع ضد أبرز قادتها، لا تزال تتعامل مع بنوك دولية مراسلة، عبر بنوك تجارية محلية وسيطة،بعد سحب سويفت البنك المركزي إلى عدن وإلحاقه بسويفت كاك بنك الذي كانت تستخدمه بدلا عن سويفت البنك المركزي، وبالتالي تقوم بتنفيذ الكثير من عمليات استيراد البضائع التجارية والاحتياجات الأساسية، من خلال تمرير معاملات اعتماداتها وكذلك استلام حوالات مالية خارجية، عبر سويفتات بنوك تجارية كبنك التضامن وبنك اليمن الدولي وبنك الكريمي وبنك اليمن والكويت وغيرها من البنوك التي تتعامل معها كبنوك وسيطة كما تعمل إيران بالضبط وبعدهما يمكن لروسيا أن تستفيد من هذه الطريقة كأحد الحلول المطروحة أمامها لتنفيذ واستقبال تحويلات مالية وكسر عزلتها المصرفية عن العالم،

ولن تكون العقوبات الجديدة وعزل بنوكها عن السويفت، نهايتها اقتصاديا كما تبالغ الكثير من تقديرات العاجزين عن مواجهتها عسكريا اليوم في أوكرانيا التي تقاتل نصف جيشها الأحمر لوحدها وبكل صمود وبسالة، بينما أمريكا والعالم اجمع، مكتفين بالتفرج أو الادانة والاستنكار.