كتابات وآراء


الإثنين - 30 يناير 2023 - الساعة 02:20 ص

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب



بإسمي أنا صاحب الفخامة رشاد العليمي قررنا إنشاء قواتي الخاصة ، وأسمينا نفسنا جنرالاً وقائداً أعلى للقوات، بأمرنا نعين القائد وبأمرنا نحدد قوامها بما يلبي طموحاتنا السلطوية ، نسمي الألوية ونرسم حدوداً لحركتها وإطاراً لمسارح العمليات ، في معاشيق والمناطق المتاخمة لمكان الإقامة.

لدينا العمالقة وقوات الإصلاح وقوات طارق والآن قوات شخص الرئيس ، ما يعني إن داخل هذه الحرب الكبيرة ، هناك إستعدادات حثيثة وترتيبات لنأمين حكم الرموز ،

والإستنفار لخوض حرب أهلية وحروب بينية مجزأة بغرض التمدد جنوباً ، بحثاً عن الوطن البديل ،وتكريساً لسلطة الوجاهات والجهات خارج جغرافية الح وثي ومعركة الوطن.

--------------

نعم وبكل إطمئنان قلبي لا أريد أن أتوافق مع “معايير مجتمع”وهو يحول الفرد إلى تابع متوجس ،تلاحقه وساوس هذه المعايير الملتبسة المختلطة غير المتسقة برتم واحد ورؤية موحدة وبهرموني معرفي متناغم.

نعم يجب أن نكون خارج “معايير مجتمعكم”الذي يؤبد غربتنا ،يجب تفكيك أسوأ مافي هذا المجتمع من قهر وإذلال ، من ركام مفاهيم السياسة إلى تنميط التفكير وتغول سدنة منابر الرأي العام ومنصات التواصل، فأنتم لستم كهنة الحقيقة ونحن لسنا الساحرات واجبات المطاردة بالنفي والحظر ، لأنهن كسرن مجسمات لاهوت العفة المصطنعة وقيم مجتمع فضيلة الهوام.

لا معنى للكلمة إن هي تماهت مع كل هذا البؤس.

لا معنى للكلمة إن لم تتمرد على هذا السائد ، أن لم تغادر شرنقة خوفها ،وتعلن خروجها على مصفوفات تعيد هيكلتك على هيئة نسخة مكررة من قطيع يُقاد إلى حواف الهاوية ، مجرداً من أسلحة الرفض والإعتراض والتمايز.

لا معنى للكلمة ان تم قطرها إلى حيث يجب ان لا تكون ، مسبحة تقدس الطغاة وتعيد إنتاج مفاهيم العبودية المختارة بقوة الفاقة والحاجة ، وتكريس كل صفات الخنوع للحاكم نصف الإله .

لا معنى للكلمة إن لم تحمل في ثناياها كشاف ضوء تتلمس دروب الحقيقة، تقدم لغة مغايرة تقود لتصديع هذا البنيان المتداعي ، وتنسف مسلماته لتخرج الإنسان المهروس من تحت ضغاطات الخوف ، ومن بين ركام كل هذا الردم.

أنتم أبناء الأمس حملة خطاب معارك التاريخ البليدة ، أنتم أمراء الحرب وسلطة الرعب وهيمنة الخرافة ، هذه معايير مجتمعكم لا تعنينا ولن نذهب خلفها كنعاج تُساق للسلخ، لإسقاط إمارة والإنتصار لأمير حرب آخر منافس ، وبينهما لا أحد منهم خارج التمكين وشهوة تأبيد السلطة تحت حوافره ، لا أحد يقدم لنا ترياق الخلاص.

هذه هي “معايير مجتمعكم” التي تحرص الهيئات الحاكمة لمنصات التواصل على التلاعب بضميرنا الحي بإلباس هذه المعايير ثوب القداسة ، وقمع المغاير بالترويض وصناعة مخبر تحت تجويف الرأس ، كفص مخ يسيطر على تدافع الأفكار ، ومضخة راشحة تحمي الراكد وتتطير من تدفق كل فكرة متمردة تكسر إشارة السير ، وتذهب بعيداً بحثاً عن طليعية وأمام في كل شيء ، لا عن التساوق مع ماضٍ أكلته رطوبة التاريخ وبكتيريا العفن.

بمزيد من وعي التمرد وتفكيك بُنى حكم فاسد ومعارضة مترنحة وخرافة متجذرة وكراهية رائجة ،نستطيع ان نقدم أنفسنا للمستقبل كشعب يستحق حياة أفضل.