كتابات وآراء


الثلاثاء - 10 يناير 2023 - الساعة 08:55 م

كُتب بواسطة : د. عارف محمد الحسني - ارشيف الكاتب



مظاهر الإيمان بالله الواحِدُ القهارُ عديدة ، ومُتشعبة فأدناها مرتبة إزالة مظاهر الأذى عن طريق المُسْلمين ، السؤال إذاً ؟ ما هي نتائج جُهد إيماننا نحن في الدنيا لنجزى به في الآخرة كعملٍ خيرٍ ؛ هذا هو السؤال الذي يجب أن يتمحور في أذهانِنا سواء كفرد أو مجتمع أو سلطة حاكمة ؛ وإحدى هذه المظاهر الإيمانية ، تحملكم مسؤولية أمانة حَلِفُ القٌسَم أمام الله ، وشعبكم ، ومن واقع تحمل وُزر أمانة حَلِفُ القَسَم فأقدمتم على هذه الخطوة ، وانتم بكامل قواكم العقلية ، والبدنية ؛

هل كان من منطلق الحرص أم مِن مخزون مادي لدعم تطلعاتكم ثم الانقلاب على مفردات القَسَم بانخفاض مستوى أداء الخدمة التي قوضت مجتمع بكاملهِ بأحلامهِ بوجودِكم ، ورحلتموها كوضع إجباري إلى منفى الموت ، وجعلتم منها عامل مشترك بين كل أفراد المجتمع المحكوم بكم ، والتي انعكست سلباً في إنضاب حالة الأمن ، والاستقرار الحياتي ؛ فظلت السلطات تكافحُ بمحاولاتِها العديدة بإزهاقها تمهيداً إلى توزيعها عدلاً بين تطلعات المجتمع المحكوم بشططِكم .

محاولات التهرب من أمانة حَلِفُ القَسَم ، والوفاء بعهودهِ ، تمت بتوزيع عجز الأداء بين سلطاتكم المختلفة " سوء إدارة ، وفساد ، ومحاباة ، وتمييز بين أفراد المجتمع "هذا من الأهل القريب ، وهذا من قريتي البعيد" ـ هذه أمثلة من أمثلة عديدة " سمة من سمات مظاهر دولتكم ألدولة المُشاعة بينكم الشبيهة بأدبيات الفكر الشيوعي في مراحل تطورها الأخيرة لكل سلطة حاكمة صغرت في مسؤولياتها أو عُظِمت ، بمنطق "كلٌ يتحمل وزره" ؛ بهدف إفلات رؤوس السلطات "ضاع دمه بين القبائل" من كلمات القسم ، وأحرف عطفه ، ونهيه ، وجَزْمَهُ العديدة التي كانت حينها مكتوبة في نص القسم بوضع التبريرات تارة من فسدة سلطتكم ، وتارة مع عدو خارجي أو داخلي انتم من صنعتموه لتجعلوا منه شماعة لِفسادكم بهدف البقاء لمحاربتهم لأطول فترة زمنية متعلقين بسلطة للوصول إلى منافع الأمة لا تنفك عن عائلها ، حتى تسقط على الأرض للانقضاض على عائل آخر في مرحلة سياسية أخرى ، وقد تداس فتموت بما امتصته ، كلُ شيء بقدر .

أين نشوة حَلِفُ القَسَم هل كمضغ وريقات قات ؛ بهدف تثبيت وضع لمستقبل جديد كان في أحلامكم ، وأصبح واقِعاً لكم بعد قراءة بيانه ، ثم من بعده مصادرة آمال أمة بإفقارِها بصورة عشوائية كأدوات اصطياد قديمة تجرف أمهات الأسماك ، وأعشاشها كشركة دخلت مياهك الإقليمية لمزاولة مهنة بوثيقة مزورة حتى ، وإن حملت ختم سلطة ؛ وذلك بعد تعظيم التعاون بينكم ، وتنفيذ خططه بكل سرية بحيث تنعكس إيجاباً ، وبصورة عاجلة عليكم أنتم فقط رغم الظروف الصعبة الاستثنائية التي تُصدِرونها لنا بين الحين ، والآخر عن سوء الوضع بكل صوره ؛ فارتفعت نسبة ضحايا حكمكم في كل مدينة ، وقرية ، وساحل ، وزقاق ، وجبل فزادت من تصاعد موجبات احتجاجاتنا بالدعاء إلى الله لقطع طريق عبثكم حتى تبنوا معنا سلام دائم حقيقي يمنعكم من هدر ثروات أمة ، ولكن بملفات تفاوضية جديدة بعد شراكة اكتسبت السلبية المفرطة في الأداء بعدها تناقش معكم أوضاعنا التي أوصلتمونا إليها إزاء كل القضايا الحياتية وفق رؤية ترفع السخط الشعبي كتعبير سلبي عن أدائكم في العام الماضي الذي مر علينا دون أهداف ، ونتائج سوى ما قدمتموه لأنفسكم كنخبة سلطوية صادرتوا فيها كل ممتلكات شعب طالته أيديكم ، والزج بنا في حفر الطريق ، والمعاناة ، و أستبحتوا كرامة الضعيف منا في قوته ، وعلاجه ، وقطعة أرضه للسكن ، وأحلامه .

شروط تعجيزية تضعوها لِحُكْمِنا بمصادرة كل أحلامنا ، وتصدير كوابيسكم التي تقود إلى الانتحار بالمعنى الفلسفي ؛ لماذا لا تقدموا استقالاتكم لتقليل حجم التضحيات لنبحث نحن عن إدارة جديدة لحكمنا لمحاربة كل أشكال الفساد التي خلفتموها كشكل من أشكال سلطة كانت سيئة نصبت الفِخاخ ، وفجرت في طريقنا ألغام فسادهم ليعيقوا مراقبة خطوط تماس أدائهم بعد استنفاذ كل طرح للصلاح ؛ إذا لا شروط مسبقة لمفاوضات جديدة لبقائكم نريد منكم أن ترحلوا عنا بعد أن أوصلت قيادتكم لنا مستوى الخضوع ؛ فصحيح الواقع يقول لا تجاوب مع نداءاتكم الجديدة ، أظهرتموا من خِلالِها حُسَّن نية العمل ـ بعد ماذا ؟!! بعد فقد ، وهجرة الآمال بالعام الجديد كعامنا القديم .

حرص تجديد الأمل من قبلكم لنا لن يرفع درجة المُخاطرة للعام الجديد حتى ينعكس أداءً إيجابياً على مستوى الحقوق المؤجلة التي منيتنا بها كشعب ثم حاصرتموها بأقدام كاذبة تمْلِكها حيوانات الأميبات لِتُلتهم ثم أخرجتموها كفضلات عبثكم ، كأماني تزفونها بأحلام جديدة لخلق الأمل لنتعايش ، ولكن بمفهوم الضحية ، والجلاد هذه التصريحات هي تحديث لِخُطط سابقة تقال عند لحظة ضعف وصلت إلى تهديد مشروعية بقائكم ، وهي أعلى إستراتيجية لتبرير الفشل لأنها أدوات عمل كانت تحت أيديكم ، وأبصاركم بشكل "حصري كسلطة" في العام الماضي مملوكة لكم دون غيركم كعدسات نظارة بقوة ابصارها الأخير 6/6 لرؤية خطر الطريق التي أحدثتموه لنا بعُقد فسادكم في حبل طويل في عامنا السابق القريب الذي يقبل القسمة على العدد اثنين ما عدا صِفرهُ فأضفتوا لنا في عامنا البسيط عدد فردي آخر جديد في منزلة آحاده الأولى الفريد لا يقبل القسمة بيننا بخارج قسمةٍ بعددٍ صحيح .

لن تتحقق نتيجة إيجابية في إنهاء الأزمة الإنسانية التي نعيشها دون توسيع دائرة المُحاسبة ، ووقف دائم لِمَنافِذ الفساد التي تعرفونها كأسماء أولادكم لا ريب فيها كأولوية عاجلة ؛ مع فصل خطوط التماس بشكل كامل معهم كانتفاضة اشتعلت ، لتصبح ثورة لتصحيح وضع بوضع آخر جديد يرقى إلى حجم الانتهاكات التي ارتكبتموها جماعة وفرادى ، وأن تشنُ حملة اعتقالات واسعة كرد اعتباري لأنات عامنا القديم يتم فيها إسقاط عناصر الفساد ، وملاحقتهم لكسر حاجز التردد كحرب لابد من كسبها ، لا دوافع من ورائها إلا هدف إثبات حُسْن النية .

هذه الخطوات هي السبيل الوحيد لتقليل حجم التضحيات لشعب ينتظر نقطة انطلاق جديدة كحل قادم يجب أن يتضمن صِدَّق التوجه ، كانفِراجة حقيقية تسعوا من خلالِها منح هذا الشعب المَكْلوم حقيقة يلمسها كواقع جديد تؤدي إلى شيء يرفع ما أُختل في عامة السابق القريب ليمنحكم أسم سلطة شرعية من جديد بدلاً من المناورات بدون ذخيرة حية لا تقتل الفاسد القريب بل تصدر صوتاً عند أصم عنيد الذي تؤكدون لنا في خطبكم البديعة بأنه هو معرقل التوجه الجديد ؛ والتي تطيلوا بمناوراتكم هذه أمد المعاناة مرة ثانية في عامنا الجديد بشروطِ حُكم مُجْحِفة ؛ ما لم سنجد من يفسرُ لنا يوماً مُسارعتكم لحكمكم لنا باجتهاد دون فِكاك أكيد .

د. عارف محمد احمد علي