كتابات وآراء


الجمعة - 23 ديسمبر 2022 - الساعة 10:49 م

كُتب بواسطة : د. عارف محمد الحسني - ارشيف الكاتب



الغَّاز مثل الحبُ أنواع منه القاتل الخانق كغاز أول أكسيد الكربون ، ومنه المُعْطي الواهبُ للحياةِ ، وبقائِها ـ كغاز البروبان ، والبيوتان النافع الأكيد ؛ وحديثنا اليوم عن النوع الثاني من الغاز ألا وهو غاز الطبخ "الغاز المنزلي" ، والمستخرج من باطن أرضنا الطيبة ؛ فأصبحنا نُحْسَدُ مِن مَن حُرِموا من هذهِ النعمة الذي وُهِبت لنا ، ولكن الأمر ليس كما يظنون ـ فأصبحنا في الهم واحد نبحث عن هذه النعمة في طوابير طويلة أمام مراكز بيعها العديدة ، وننتظرها لأسابيع مديدة لحصول احدنا على دبة غاز منزلي لا يتعدى وزنها وزن الريشة الخفيفة في منافسات بطولات وزن الأثقال الكبيرة ، عندما كانت دبة الغاز يصل وزنها 50 رطل أو يزيد لا يستطيع حملها إلا كل ضلع عريض ، وهذا الذي شجع طفلنا اليوم من دخول نادي الأثقال في الحافةِ القريبِ .

لا ندري ما هو سبب الهزال الذي أصابها هل من حدثٍ لم يقالَ أم بسبب دخولِها في منافسات الرشاقة لِحُسَّنِ الجَّمال للبسِ موديل الثياب ، فاستخدمت برنامج غذائي قاسٍ ـ أم دخلت في سباق المارثون العالمي الطويل العابرة للمحافظات بين " مأرب ، وعدن ـ البعيد" دون وجود حارسٌ أمين على طولِ الطريق الطويل ؛ مما تسبب لها الجهد الكبير فلم يعطى لها ماءٌ إلا القليل فتسبب لها بالفقدِ من وزنِها الكثير الذي كان كبير ، أو تعرضت لشفطِ الدهون في احدِ مستشفيات المحطات الكثير الذي تناثرت كحبات الرمل الخفيف مما أدى إلى إنقاص وزنها فأصبحت بنصف معدة بعد التكميم الكبير كَخِزنِ شعبنا الفقير بعد عملية ناجحة مثير على يدِ جراحٍ خبير بسرقةِ الدهونِ وبيعه للمحتاجِ الذي يدفعُ مالٌ وفير.

لأن بغياب هذا الحبُ الجميل سيتعرض المواطن اليمني أبو ريال ذات الصرف القليل للجوع نظراً لعدم مقدرته على طبخ قوت يوم عياله الكثير ، وسينعكس ذلك على العملِ المنتج للشعبِ الصابرُ الذليل نظرا لعدم توفر مصدر الطاقة البديل لإنضاج الخُبْز اليابس مثل جلمود صخرٌ من عهدٍ جيولوجي قديم ، وعند السؤال أين كنت غائب يا العامل من مؤسسات الدولة الكثير؟! ـ كنت أبحث عن حُبٍ غائبٍ من فترةٍ طويل لملء الدبة الحديد باحثاً عنها في شوارعِنا العديد وكل زقاق بعيد أو من محافظة قريب مع مرسال آتي إلى جبلي العالي المديد ـ بدلا من تحطيب شجري فأكْشُف تراب أرضي للتصحر والخراب الأكيد ضرراً بمستقبل أولادي الوضاء الآتي من عالم الغيب البعيد.

وعليه فأن المواطن يجب أن يتحمل هذا الفقد في الوزن والغياب الطويل ؛ ليس كمستهلك فقط لهذا العشق الغريب ، وإنما مشجعاً لِحُبةِ لهذا المارثون الرياضي فهو مشجعاً رياضي عنيد في مدرجات صالات الرياضة حتى في أرض الغير البعيد فهو يصطف على جانبي الطريق شبيه بطابور الغاز الطويل في الجوار المحاذي للمحطة القديم منتظراً ظهور قاطرة وحيد تسابقُ نفسها لتصل إلى خطِ نهاية السباق بحوشِ هبار متقوي بسلطة النظام السديد حتى نؤكد للجمهور المُشكِكَ من استعمار بغيض وصول قاطرة كل أسبوع من أرض بعيد إلى خطِ نهاية السباق بشهادة الشهود العدول ، ولكن تصل بإعلان بأنها فارغة أكيد مُنهكة من طول الفراق ، وتحتاج إلى راحة قصير ـ فتفرق الجمع الكثير ، ولم يدروا من الفائزِ والخاسر المبين .

وهنا تأكد الشعب الفقير بان القاطرة وصلت بخير وسلام ، ولم يصبها أنفلونزا الخنازير الجديد حتى لا تضاف أعباء بقائها في مستوصفٍ مريح على ذراريها من دبب الغاز الحديد الفارغة من الغاز الطبخ العجيب ، حتى لا نجد ارتفاع ثمن اقتنائها كأنها بورصة في نيويورك البعيد متعللين بانقطاع حذائها الرياضي الذي كان جديد وإصلاحه عند بنشري فريد في الطريق أو أصيبت من رضوض طول الطريق أو قُطِع في "خزان البلوزة" الحديد فتسرب الغاز في الطريق ـ كل هذا يعتبر عبء أضافي يضاف على العبد الفقير ـ أما أنا إلا نافع بسيط ، وسيط .

فأصبح نقص وزنها ، وغيابها من السَّرِ العجيب أعْجَزَ مُحبيها لكثرةِ الأعذار الكثير ؛ لذا يجب فتح صفحة لِعُشاقِها المُدَّمِنون لِتتبع أخبارها حتى من بعيد ؛ هل هذا غرور على المحب الفقير أم تعالى المنتصر الكبير مما أفقد مصداقيتها أمام جمهورها الكثير كأنها نانسي عجرم في أيام عمرها الصغير ، فيلجئوا إلى معشوقٍ آخر بديل قد لا يكون بمستوى نظافتها وَرُقِيها الكبير ، ولكن للظروفِ أحكام كثير ـ فيحدِثُ في بيئتنا ضرراً عظيم ، وعادة بالقريب رئيس مجلسنا كان ممثلنا في "كوب 27" عند الأخ المصري الكبير .

ولكن السبب في هذا الجفاء العريض قد يكون من القائم على إدارة شئونها فأحدث فجوة كبير بحجب أخبارها عند البحث عن الحب المخفي العجيب متمثلين بمعكوس المَّثل القائل "البعيد عن العين قريب من قلب الفقير" ، ولكن لم نعرف حتى الآن سِّر نقص وزنها الشديد ؟!! .

هل ليسهل حملها من قبل أطفالنا الكثير حتى الطابق العلوي البعيد عند حصولنا عليها في يومِ عيدٍ سعيدٍ ، وعاده يطلبُ مِنا عند لمسِها ومصاحبتها إلى البيتِ البعيد حملاً على الأكتاف كأنها زعيم سياسي مفدى رفيع صادق الوعد مع جمهور واعي أكيد زيادة في ثمنها 500 ريال من الطبع الجديد ، ونحن من حُبِنا لها ندفعُ دون مجادلةً لمصاحبتها إلى بيت متواضعً بسيط في حارة أو حي أنيق ؛ حتى الزوجة لا تغار من محبوبةٍ لم تدخل البيت من شهر بعيد ؛ بل تظهرُ السرور بحضورها حيث لا تعتبرها ضرةٌ بل صديقة ودود لبيتها ، وأولادها السبعة الذكور ، وزوجها الفحل المُبهرر الغيور فهي تحافظ عليها وملاطفتها وحملها بين الحين والآخر خوفا من زوجها بسؤاله كيف أحداثتي هذا النقص الشديد في وزنِها من بقائِها عندك لفترة قصير فتصبحُ إجابة السؤال هكذا صعبة كأنه امتحان يقررُ المصير ، فتحاول عدم استخدامها لفترة طويل في أعمالِ طبخٍ جديد لأنها ضيف قدير فتكتفي بيوم روتيني بسيط لا فيه مقصص أو شبس كما في سوقِِ شارعنا القديم والجديد ، أو سنبوسه بالكاري ذات الطعم العجيب .

ولكن السؤال الذي يُؤَرق الجمعَ العريض كم وزنها بالجرامِ كنظام فرنسي مفضل بديع ؛ بدل النظام الانجليزي للمستعمر البغيض ـ فتُصبحُ الإجابة كأنها من الأثرِ القديم ـ تُصدِقوا حتى وزانها لا يعرف إجابة السؤال العصيب !! ، وبائِعها يتهربُ من هكذا سؤالٍ بليد ، ومراقبة الجودة ، ومكتب الصناعة في محافظتِنا ، والمحافظات القريب ؛ ولم يتحروا للسؤال جواباً شافيا أكيد ، وهل مَهَّرها يتناسب ، ووزنها الفرنسي الرشيق ؟!! .

فيصير الوضع ككفتي ميزان اختل توازِنُ شوكة رُمانتهُ فاخْتلَت البيعةُ فأصبح من وليناه أمور حياتنا من "المُطفِفين" لأنهم احنثوا بالقسمِ المبين!!

د. عارف محمد أحمد علي