كتابات وآراء


الأربعاء - 21 ديسمبر 2022 - الساعة 08:59 م

كُتب بواسطة : د. عارف محمد الحسني - ارشيف الكاتب



تحديات كبيرة ، وكثيرة تقف عند كل جُهد مبذول لتحقيق فكرة تُنْهي أشواط لعبة أصبحت مدمرة لكل فئات الشعب ، وفي مقدمتهم السلطة السياسية ذاتها ؛ فيَّتكلل كل هذا الجهد بفشلٍ ينهي كل أمل عريض بعد طرحها بزمن قصير ؛ قبل بها الجميع بعد أن أظهروا كأنهم بقلب رجل وحيد فهنيئاً قلنا حينها لصاحب الضيافة بهذا الانجاز السياسي البديع لِلملمة الصُفوف لِشفاءِ وطنٍ من مناسبات آلامه العديد تُوج بمجلسِ القيادة الرئاسي العديد لينهي حينها شوطاً بنصرٍ عظيم تصدر التضامن مؤقتاً ثم تراجع الأداء بتكريمِ فشلٍ سريع .

الجُهود المبذولة خارجياً لبعثِ الحياة السياسية في منتجِ الفِكرة قد أُصيبت بالترنح بعد ما تراجع أدائها ؛ لتكشِفُ لنا عن فشل الفِكرة بين أفراد أعضاءها المُتحدون ظاهرياً ؛ دون بيان مكتوب إلا من كلمات السِرَّ التي تُطرحُ من هنا ، وهناك مما نستدل منها لا أمل قريب لشراكة جديدة بين رُفقائِها ؛ فأصبح هذا الإشكال اكبر تحديات المُخرج ليؤكد على فشل إمكانية الدخول في لحظةِ أجماعٍ أخرى جديدة فارقة لزمنٍ معاش بفكرةِ الإتحاد ، هذا ما تردد من كلام فاضت به أفواه التابعين أُظْهر صِدام شديد ؛ أم أنه طرح غير موثوق لا يتواءم ، وحياة التعافي التي قد نشهدها لمسيرة الشراكة للبقاءِ لتحمل مسؤولياتهم الوطنية .

ما تزال الأمور مجهولة لنا بشكلِها الصريح ، ولم تُحدد اتجاهاتها بإشعارات واضحة هل بالسير معاً أو إعلان عريض عن فشل الفِكرة التي ضُنَّ بها بأنها تجسد أطار تنفيذي يُمْكِنُ من خلاله حل كل مُعضلة تقفُ في الطريق ، وتقلِل من تهديدات المَرحلة لتعطي أمل بتواصل جهود تسوية تفضي جلب الاستقرار السريع ، وهو المقصد المنشود .

مواصلة الدعم للإبقاء على حلول هدف الفِكرة منهج مقبول شعبياً لإنتاج وضع آمن في ظروفٍ سياسيةٍ بالغة التعقيد للحدِ من بعثرة توافق بُذِلَ فيه كثير من الجهدِ لإخراجهِ من عثراتِ الطريقِ كانت مُرشحة لاستنزافِ الحلول ، وزيادة وتيرة التصادم العنيد .

استعراض هذا التعقيد السياسي المُعاش على الملا هل هو لطرح دورة مصارعة لحلٍ جديد لم يُحْسُم بعد حتى الآن ؛ أم لإصلاح الفِكرة القديم التي أضحت ساقطة في الخلاف بشهادة جميع أطرافها ذات التوجهات المُتباينة لهدف الفِكرة الأساس التي كانت حينها خيار سياسي مقبول كما يطرحهُ البعض ؛ لكن تَمَّلك رؤية مسيرة تنفيذها "صانعها فقط" لأجل بناء شراكة مرحلية للابتعاد عن مصارعة في قارعةِ الطريق . حيث مثلت وقتها ظاهرة من دبلوماسية عالية لنزع فتيل وضع كان متأزمً حال دون وقوعه بانضمام مصادر القوة كلهم إلى دائرة سُمَّيت " المجلس الرئاسي الجديد"، ولكن الواقع يُظهر تراجع ملحوظ بانفضاض الكل إلى عزلةٍ زادت من معاناة المرحلة مما حفز عند الكل مناقشات تطرحُ هل يمكن لملمة حبات العَّقد من كلِ صنفٍ عجيب ؟ أم أمسى ضرورة رحيل الكل إلى مربعهِ الأول ؛ لتسفر عن عقد جديد يزيل درجة التباين بين ألوان الطيف المختلفة ، ويُميزها، حسب مصادر قوتها ، وفعلها على الأرض .

لإخراج الفِكرة إلى واقعٍ بعمرٍ طويل يجب أن يتوافق ألوان الطيف العديد على نهاية تسوية ترضي الجميع حتى بحدودها الدنيا لتصبح دافِعاً للمسير بدلاً من السقوطِ في حفر الطريق بعد كل زمن قصير لتجاوز إشكاليات التباينات التي فرضتها مطالبات وضوح الحلول النهائية حتى يستطيع كل لون منهم مزاولة مهامه بنية القبول ؛ لنرسي واقع جديد لمعطى تم التراضي حوله بالاتفاق فلا تصاب الفِكرة بعدها باتهام كمعوق للطريق ظلت مُحملة بنقاطِ ضعفٍ كثير تُراوحُ مكانها لا حل قريب من عقد من السنين .

قطع الطريق أمام إشكاليات تنفيذ الدور المناط لكل فريق منهم هو العامل الحاسم ؛ عن طريق تفكيك عُقد الفشل المتتالية لتصبح بعدها تُهمة المُعَطِل معروفة الأركان بوجود نص متفق عليه تنال به العِقاب ؛ لذا يجب أن نكون متميزين عند وضع الفِكرة ، ومعرفة طريقة إخراجها لتصبح مسلسل قابل للعرض ، والحياة ، والتصفيق الشديد بدل أن تكون فِكرة ، ونسْلبها الإخراج العجيب .

أخيراً : يجب أن تُبْنى التحالفات على شراكةٍ حقيقية واضحة حتى لا تكون بين الحين ، والآخر عرضة للتباين ، وزيادة حملات التهم فيما بينهم ؛ لذا يجب أن تُخط هذه الشراكات على نماذج قابلة للتطبيق لتعزيز نقل رسالة واضحة من هدف إنشائها حتى نقلل من استنزاف الجهد لأجل تقديم أداء يستحق الإشادة في ظروف صعبة نعيشها أصبحت تمثل مُشكل إضافي ، وعائق أمام تحسن أداء المؤسسات الأخرى .

بدلاً من أن نحاول أن نمزج بين زيت ، وماء دون أن تراعى خواص كل مادة فيهُما فهو ناتج غير قابل للامتزاج طوال الوقت حتى وإن أعطى محلول بمسمى جديد فسرعان ما ينفصِلا مُعبراً كل واحد منهُما عن طبيعته ؛ ودون أن نعمل على إضافة عامل مُساعد يُقلل من شدة التوتر بين نقاط التقاء أسطح المادتين فلا نحلم بالمنتج الجديد لعمر طويل .

د. عارف محمد احمد علي