كتابات وآراء


الإثنين - 29 ديسمبر 2025 - الساعة 01:51 ص

كُتب بواسطة : جمال حيدرة - ارشيف الكاتب



من الأهمية بمكان أن نشير أولا إلى أن معظم الجنوبيين ما يزالون ينظرون إلى الإندفاع السعودي المنظور كنتيجة لسوء الفهم، وليس كموقف نهائي من القضية الجنوبية، لذلك ما تزال الأسئلة مشروعة، والحصول على الإجابة حق تكفله المعاهدات والاتفاقات السابقة، وتلك الدماء التي انسكبت بسخاء على قارعة المشروع العربي المناهض لفارس.

نسأل بلسان عربي مبين، كيف نفسر لأولاد الشهداء خبرا عاجلا يفيد بأن سلاح الجو السعودي يستهدف الأرض التي يرقد تحتها آباؤهم، وكيف نتجاوز مأزق اللغة ونحن نرى في أعينهم استنكارا وخيبة، ولسان حالهم يقول، لماذا كذبتم علينا حينما قلتم أن دمنا واحد، وديننا واحد، ولوننا واحد، وعدونا واحد ومصيرنا واحد، وبإن لا فرق بيننا، أو فرقة.

وهذه أكبر التحديات التي نواجهها اليوم في الجنوب، أما الكبار فلا خوف عليهم، لأنهم قد عاشوا أهوالا أكبر بكثير مما قد يأتي، ولديهم قدرة هائلة على التكييف مع أقسى الظروف والمتاعب.

واجمالا لا خوف إلا على مكانة السعودية في قلوب الجنوبيين، واستبعد تماما أن تفرط بذلك الحب والاحترام، لاسيما بعد أن رأت اليوم
مليونية سيئون، وتلك الرسالة الأخوية الصادقة للأشقاء في الخليج.

بخصوص أخوتنا في الشمال ثقوا كل الثقة أننا في الجنوب معكم إلى أن تتحر صنعاء من الحوثيين وتعود يمنية عربية، وحتى لو اختلفنا سياسيا إلا أننا لن نعدم وسائل الحوار والتفاهم بما لا ينتقص من حقوقنا وحقوقكم، ويكفي أن خلافتنا سياسية وليست وجودية.