الأحد - 28 ديسمبر 2025 - الساعة 12:23 م
> ندرك أن طريقنا ليس مفروشاً بالورود، ولا ننكر أننا في الجنوب، شعباً وقيادة، قد نكون في موقف صعب.
> وبين إسهال البيانات، استوقفتنا عبارة للأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي وتصريحه «إن القضية الجنوبية ليست ملك أشخاص، ولا يجب أن توظف في صراعات لا تخدمها».
> لا ندري من أين استلهم سموه هذا الجملة، ونخشى أنه تأثر بذباب المشردين وأحزابهم وجيوش أبواقهم.
> عفواً سمو الأمير، نعتقد أن رسالتكم مضللة ومرفوضة.
> هذه النظرة قاصرة، وسواء كان ذلك جهلاً من ذاته أو أن هناك من غشه وسمم أفكاره، فهذه سقطة كنا نتمنى ألا يقع فيها من هو بمكانته.
> عيدروس الزبيدي رئيسنا وقائدنا، لكن من السذاجة اختزال قضية شعب ومقاومته في شخص أو كيان.
> فالقضية الجنوبية ليست فكرة قفزت فجأة من الفراغ إلى رأس «الزبيدي» وحقنا في استعادة دولتنا لم يولد يتيماً حتى يتبناه المجلس الانتقالي ويمنحه شهادة ميلاد.
> قضيتنا عمرها أكثر من ثلاثة عقود، محفوظة بثوابت راسخة في وعي أجيال، منذ أن كان سموكم في ربيع عمره ومازال يتهجى أبجديات السياسة.
> ودعوة «فك الارتباط» ليست نزوة شخصية، ولا «شطحة عيدروسية»، ولا نعرة مناطقية، بل هي حلم شعب، ودم ولحم آلاف الشهداء، ومعاناة الملايين، وحراك مئات المسيرات، وبطش نظام صنعاء، وملاحقة جنوده، وظلمات سجونه، وأزيز الرصاص، وجنازير المدرعات.
> لا نجحد دور الأشقاء ودعمهم، ولا بأس أن يؤمنوا مصالحهم، لكن لماذا علينا نحن الجنوبيين أن ندفع الثمن دائماً؟.
> سمو الأمير، لا تمنحوا عقولكم لمن أضاعوا جمهوريتهم، ولا تأتمنوا من اختبرتم خبثهم وفشلهم، فيضلوكم ويفقدوكم حلفاءكم الأوفياء.
> نصيحة من مواطن جنوبي بسيط في عقده الخامس، عاش معاناة الوحدة وكابوس الحرب في غزوتين، ولم ينعم برخاء السلام.
> احترموا إرادة الجنوبيين، ولا تستبدلوا شعباً حياً بشرعية ميتة، والوفي بالرخيص، وهل يستوي الصامدون على ترابهم مع نزلاء الفنادق ومشردي الشتات؟.
> انظروا إلى ساحات الجنوب الممتلئة بشعبه، لسنا كلنا انتقاليين أو «زبيديين»، لكننا جميعاً جنوبيون أحرار، وقضيتنا واحدة.
> نتمنى تفهمكم، سموكم وحاشيتكم، ولكم منا تحية ومحبة.
- ياسر محمد الأعسم /عدن 2025/12/28