الجمعة - 26 ديسمبر 2025 - الساعة 10:10 م
حتى اللحظة لا يزال باب التواصل موصودا بين الانتقالي والسعودية،وعلى الأرجح أن المملكة هي من تغلقه كنوع من الضغوطات، وما بيان خارجيتها المتشدد وقصف طيرانها في حضرموت إلّا دليلًا دامغا على هذا...
المجلس الانتقالي الجنوبي يكرر دائما انه على استعداد للانفتاح على اي مقترحات وتفاهمات بنّاءة بشأن حضرموت والمهرة.
صحيح انه يرفض حتى الآن فكرة الانسحاب العسكري من هناك، وله تخوفاته وتبريراته المنطقية،خصوصًا وإن القوات البديلة التي ستحل هناك غير معروفة الولاء والتوجه،كما أنه لا توجد حتى الآن قوات مؤهلة عُدّة وعددا وتدريبا كافية يمكن الركون عليها لسد أي فراغ عسكري وامني، خصوصا في حضرموت الوادي والصحراء.. وفي ظل نشاط متصاعد للجماعات المتطرفة.
...فليس من مصلحة القوات الجنوبية القادمة من خارج حضرموت والمهرة ولا من مصلحة كل الجنوب والانتقالي تحديدا البقاء عسكريا هناك لفترة طويلة بعد ان تنتفي الأسباب القائمة.
فأي شعور يتولد لدى الحضرمي والمهري من وجود قوة عسكرية وسياسية وجهوية من خارج أرضه كابسة على أنفاسه سيصيب النسيج الجنوبي في الصميم. ولنا في وضع ما بعد حرب ٩٤م خير تجربة وعبرة. والسعيد من اعتبر بغيره. فلا جنوب دون حضرموت والمهرة .
نقول هذا على افتراض ان الانتقالي لا يمانع بفتح قنوات تواصل مع الرياض، وهو الاحتمال الأرجح. لكن ان كان هو من يتمنع، فهو بحاجة لمراجعة هذا، والإبقاء على الأبواب مواربة مع دولة بحجم وأهمية
السعودية دولة تتمتع بنفوذ دولي طاغٍ وليس إقليمي فحسب، وباتت بوتقة جامعة لمصالح العالم أجمع تقريبا وبوابة هذا العالم للوصول إلى اليمن شمالا وجنوبا، هذه حقيقة لا مِراء فيها،فضلاً عن رمزيتها الدينية الكبيرة ، وقبل هذا هي دولة جارة لا فكاك من تشابك المصالح الجيوسياسية معها...وإن شأتم فقولوا :هي شر لا بد من تفاديه ومن الاستعاذة بالله اولًا وبالعقل ثانيا منه ،وفق منطق الاعتدال بالرأي والقرار: لا تشدد يكسر ظهرك ولا ليونة تعصر كرامتك.