كتابات وآراء


الإثنين - 01 أبريل 2024 - الساعة 11:32 م

كُتب بواسطة : محمد المسبحي - ارشيف الكاتب



هناك الكثير من الدول التي أنتشلها قادتها الوطنيون من قعر الفشل والخراب الى الرقي والتقدم ورسموا خارطة طريق أوصلت شعوبهم إلى العيش الكريم. أمامنا تجارب عالمية خلاقة، على سبيل المثال:

- إندونيسيا، التي تعد أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، إذ قفزت بسرعة خلال العقد الماضي إلى ديمقراطية انتخابية ولا مركزية بطبقة متوسطة سريعة النمو. وأدى النمو الاقتصادي المطرد إلى انخفاض تدريجي للفقر، من 17% عام 2004 إلى 11 % في عام 2014.

كذلك ماليزيا فمنذ إتفاقية 1963 والاقتصاد الماليزي يبلي أداءً ممتازًا في آسيا، إذ نما إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بمتوسط قدره 6.5% من عام 1957م حتى عام 2005م، حيث بلغ الأداء ذروته في أوائل ثمانينيات القرن الماضي وصولًا إلى التسعينيات وهي الفترة التي شهد فيها اقتصاد ماليزيا نموًا سريعا وثابتا بمتوسط يقارب 8% سنويًا.

وتنضم إليهم كوريا الجنوبية التي تنافس اليوم أكبر اقتصاديات العالم خاصة في المجال الصناعي كالسيارات والقطارات وبناء الجسور ومحطات الكهرباء، على العكس من شقيقتها كوريا الشمالية التي ترضخ تحت حكم ديكتاتوري حديدي يهتم بصناعة وتطوير الأسلحة النووية لتهديد العالم بينما يعاني الشعب في هذا البلد من الحرمان والجوع.

وعلى العكس من ذلك، هناك أمثلة لدول كثيرة تراجعت في النمو الاقتصادي والتطور وأضحت في زوايا التخلف بسبب سياسات حكامها الذين انتهجوا طرق الفساد والحروب وسرقة المال العام ومصادرة الحريات وإبعاد الكفاءات الوطنية مقابل تنامي أرصدة الفاسدين علل حساب شعوبهم المقهورة.

وحتى لا نذهب بعيداً في البحث عن أمثلة، دعونا نأخذ النموذج الآخر، حيث نشهد مراحله تتجسد في اليمن الذي تراجع باضطراد نتيجة الحروب والاقتتال الداخلي والتدخلات الخارجية والفساد والمحاصصة السياسية وغياب الدولة وظهور المليشيات المسلحة وتمسّك القيادات بالسلطة مما أدى إلى انهيار الاقتصاد والوضع المعيشي للمواطن وتدهور التعليم وتدني الخدمات الصحية والطاقة وتدمير المجتمع اليمني بشكل عام.

ودون أن نبحث في التاريخ عميقاً، لابأس أن نتحدث عما حصل ويحصل منذ 2011م، فهناك شواهد وشهود على جملة أحداث وحوادث وقعت هزت ثوابت الدولة والنظام، إذ أن المشكلة لم تبدأ عند تغيير النظام السابق، مراراً بمحاولات تجزئة البلد الحاصلة، حيث باتت صورة المستقبل قاتمة، لا تبشّر بولادة نظام حكم رشيد لليمن السعيد يُعيد بناء البلد وفق أسس متينة وقيم المصالحة الوطنية وروح التسامح بعيدا عن الأحقاد والانتقام والاقتتال وتصفية الحسابات، ولا ببناء وطن يليق باليمنيين شمالا وجنوبا ويعيد لهم كرامتهم ويعوضهم عن المآسي وصنوف المعاناة التي عاشها الشعب لأكثر من 10 سنوات.. فما يحصل اليوم لا يجسد سوى صورة بالأسود والأحمر (بلون الدم) قاتمة، كالحة لا أمل فيها نحو مستقبل مشرق.


أن التشبث بالسلطة ومحاولة إلغاء الآخر هي أساليب عفى عنها الزمن لا تبشر بخير ولا تبني دولة ولا تعمر وطن يغرق في الفساد، بل يُغني الفاسدين من أصحاب السلطة الذين يطيلون سيطرتهم في الحكم عن طريق نشر الفساد والإفساد والاستبداد وتشكيل ميلشيات مسلحة وتعزيز نفوذهم بالقوة.. التمسك بالسلطة لا ينتج سوى المزيد من تدمير البلد وتعذيب الشعب.. هكذا تقول وتبرهن الحتمية التاريخية.

وحتى عندما يأتي رئيس حكومة جديد ويبدأ عملية أو محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه، مثل تعيين الدكتور أحمد عوض بن مبارك رئيسا للوزراء، فسوف تضع أحزاب ومكونات وعتاولة الفساد العصي في دولابه لإفشال مساعيه وإصلاحاته، من أجل استمرار سلطة الخراب والفساد.

لذلك ندعو دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، لمواصلة جهوده في انتشال اليمن من نفق الفساد والفاسدين فإنهم أوهن من بيوت العنكبوت، استمر في برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي وستنتصر لإرادة الشعب.