كتابات وآراء


الجمعة - 14 أكتوبر 2022 - الساعة 12:22 ص

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب



اللقاءات السعودية الحوثية وتبادل الزيارات بينهما، لا يمكن أن تكون منقطعة عن سابق إتصالات وحوارات سرية بين الطرفين ، بل هي نتيجة متقدمة لحوارات سابقة متصلة، جدول إعمالها أبعد من ملف الأسرى، وتذهب إلى العمق في خلق قناة موازية للمجهود الأممي والإمريكي ، للوصول إلى تفاهمات عبر الإتصال المباشر ، أقلها إستمرار تحييد الداخل السعودي في اي إنفجار قادم، وتجدد محتمل للصراع في اليمن ،مقابل كف يد السعودية عن دعم أحد المتحاربين بالطيران وهنا نعني الشرعية.

السعودية تبحث عن أقصر الطرق للخروج من مستنقع الحرب، بأقل الخسائر المعنوية والمادية للتفرغ لملفات أُخرى ، وهذا لن يكون من وجهة نظر سياستها ، إلا بفتح قنوات مباشرة بين طرفي الصراع ،إقليمياً مع طهران ويمنياً مع الحوثي ، وهو ما سبق وأن طالبت به صنعاء عديد مرات ،معتبرة الشرعية أداة منفذة وليست صاحبة حل وعقد وقرار.

إلى حد ما ربما أن الحوثي مصيباً في تقييم الجهة التي عليه أن يتوجه اليها بالخطاب ،وهي السعودية، من واقع ضعف الشرعية وعدم تماسك مكوناتها، بل وإحترابها البيني ضد بعضها، وتهميش الرياض لها وعدم إحاطتها بالخطوات السياسية،والتوجهات السعودية وآخرها لقاءات الحوثي ،والزيارات المتبادلة والأوراق التفاوضية والإستكشافية التي تُمرر عبر منصة مسقط من وراء ظهر حكومة القرار ٢٢١٦ الشرعية.

النقطة التي يٌراد الوصول اليها هي أعمق من تبادل أسرى، واكبر من تجديد هدنة ، إنها تبحث في صفقة شاملة:

أمن حدود السعودية ومنشآتها النفطية ،مقابل الإعتراف بسلطة الح وثي ومنحه حصة مقرِرة ،في مخرجات قادم مفاوضات الحل النهائي وترتيبات التسوية.

الحوثي يسجل نقطة جديدة لصالحه، فمجرد الحوار معه من قبل قائدة التحالف ، يدمر قرارات مجلس الأمن، ويسقط عنه صفة الإنقلاب ،ويضعه في مصاف الشريك إن لم يكن الشريك الأوحد.

----------------------

وفود حوثية إلى الرياض وسعودية إلى صنعاء ، وحوارات غير معلنة لإنقاذ الهدنة ، حراك سياسي دبلوماسي إمريكي أممي للتجديد ، غضب إمريكي على أعلى مستوى من السعودية، بعد خفض أوبك بلاس إنتاج النفط مليوني برميل ، ومشروع قرار في الكونجرس لوقف بيع السلاح للسعودية، وتدابير عقابية أُخرى وتلويح برفع أساطيل الحماية أو تخفيضها.

ملف اليمن وسط كل هذه التداعيات يدخل منعطفاً جديداً ، أما التوقيع على هدنة جديدة أو إستئناف الحرب.

من دون شك الحوثي يستثمر في الخلافات السعودية الإمريكية ، ولا يمانع أن يكون هراوة تأديب وضغط إمريكية ضد السعودية، متى ما تطلبت مصالحه ذلك، وواشنطن هي الأُخرى قد ترى فيه ورقة قابلة للإستخدام .